( فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ... وجهالة الله أكثر حكمة من الناس ) " 1 قور 18:1 و 25 "
في الزمن الذي سبق المسيحية كان الصليب مجرد أداة تستخدم لإنهاء حياة المحكومين عليهم بالموت أمام الجماهير ، وكان الصليب يصنع من خشبتين متقاطعتين يُصلِب عليها المحكوم بالموت ، فتُثّبَت يداه وقدميه بالمسامير حتى النفس الأخير . أما في المسيحية فالصليب صار قوة الله للخلاص . فالمؤمن الذي يرسم الصليب على جسده قبل الصلاة أو في بداية عمله أو على الطعام ، فأنه يدعو الله للحضور الفعلي في ذلك المكان وفي حياته ، وحيث يكون الله حاضراً ، فهناك أيضاً تحضر ملائكته ومختاريه . فالصليب هو جوهر إيماننا ، وهو قوة المسيح لخلاص الإنسان . وحمل الصليب في حياتنا واجب .
قال القديس مار أفرام السرياني عن الصليب
( بدلاً من تحمل سلاحاً أو شيئاً يحميك . أحمل الصليب وإطبع صورته على أعضائك وقلبك . وإرسم به ذاتك ، لا بتحريك اليد فقط ، بل ليكن برسم الذهن والفكر ايضاً . فإرسمه في كل مناسبة . في دخولك وخروجك . في جلوسك وقيامتك . في نومك ، وفي عملك . إرسمه بإسم الآب والإبن والروح القدس ) .
الصليب هو الرمز المقدس الذي يزرع في المؤمن الأمل بالخلاص بقوة المسيح المصلوب الذي بشر بالحياة بعد الموت . فالصليب يخبرنا بوجود حياة الخلود بعد رقاد الموت . كما للرب يسوع الذي صلب ومات وقام وإرتفع إلى السماء أمام أنظار مئات المؤمنين . إنه بكر القائمين من بين الأموات .
على الصليب التقت محبة الله العادلة مع الإنسان الخاطىء والذي حمل كل خطايا العالم هو الإنسان يسوع المسيح الذي هو حمل الله الذي حمل خطية العالم ( يو 29:1 ) . إذاً المسيح أختار الموت بنفسه ، فأعطى ذاته ذبيحةً مرضية ، ذبيحة كفارية على مذبح الصليب . فصار هو الكاهن ، وهو الذبيحة ، فجعل صليب العار إلى رمز الإفتخار ، والغلبة بعد أن غلب به الموت بالموت بعد قيامته من القبر منتصراً . فعلى الصليب حل وثاق الخطيئة وتصالحت السماء مع الأرضييين من البشر بعد أن تم دفع الثمن على الصليب لأبيه السماوي . فكل من يؤمن به وبعمل الصليب سينال الحياة ( طالع يو 16:3 ) . وكل مؤمن بالمسيح عليه أن يحمل صليبه ليتبع المسيح الذي مات من أجله . ,اسمى عمل حب يقوم به الإنسان هو أن يموت من أجل خلاص محبيه ، فعليهِ أن يتحمل الظلم والإضطهاد ليبقى أميناً حتى النهاية، وهذه الأمانة تحتاج إلى إستعداد وتهيئة لكي يقتدي طريق الرب الذي ساروا عليه شهداء الإيمان فظفروا وناولوا أكليل الحياة الأبدية بجدارة .
تحتفل الكنيسة بعيد الصليب المقدس يوم 14 أيلول من كل عام ، إنه عيد إرتفاع الصليب الذي كان مدفوناً ، فهو اليوم الذي و جدت في القديسة هيلانة والدة الملك قسطنطين صليب الرب الذ ظل مطموراً بسبب حقد اليهود تحت تلٍ من القمامة . تم رفعه عام 326م على جبل الجلجلة وبنت في ذلك المكان كنيسة القيامة التي هي من أشهر كنائس العالم . ظل الصليب المقدس في كنيسة القيامة حتى عام 614م حيث إستولى عليه الفرس بعد إحتلالهم لمدينة أورشليم وهدمهم لكنيسة القيامة . وفي سنة 629 إنتصر الإمبراطور هرقل على كسرى ملك الفرس وإعاد الصليب إلى أورشليم ، وفي القر السابع تم نقل جزءً منه إلى روما .
المجد والتسبيح ليسوع الذي جعل الصليب علامة خلاص للذين يؤمنون به
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1