نيجيرفان بارزاني: إقليم كوردستان يدعم التعددية الدينية والثقافية      بطريرك كنيسة السريان الأرثوذكس في أنطاكيا يشكر كوردستان على حماية المسيحيين النازحين واللاجئين      صلاة الرمش بمناسبة تقديمة الطفل يسوع المسيح له كل المجد الى الهيكل (ديارنتاريج) واشعال النار في باحة كنيسة الصليب المقدس للارمن الارثوذكس في عنكاوا      وزارة العدل العراقية: بيع عقارات المسيحيين يخضع لرقابة صارمة      قداسة البطريرك مار افرام الثاني يزور صاحب النيافة الكاردينال راينهارد ماركس، رئيس أساقفة ميونيخ وفرايزينغ      القامشلي السوريّة… تراث مسيحيّ متنوّع ووحدة كنسيّة فريدة      غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس ويقيم جنّازاً لبطاركة الكرسي السرياني الأنطاكي الراقدين      مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك يعقد اجتماعًا إداريًّا      جرس كنيسة مار توما في مدينة الموصل يُدقّ مجدداً      البطريرك ساكو يستقبل الوفد الاقتصادي الاجتماعي البولندي      تقرير امريكي يحدد امكانهم: كبار ضباط الأسد في العراق اسكن بعضهم بمجمع سكني      تجميد التمويل الأمريكي: هل يهدد استقرار مخيمات سجناء داعش في سوريا؟      كوريا الشمالية: على أميركا التخلي عن تهديداتها العسكرية      بعد "معركة" إيفرتون وليفربول.. الاتحاد الإنجليزي يوزع التهم      انتشال 35 الف قطعة أثرية في مدينة النمرود الأثرية الآشورية      البابا فرنسيس يتوجه إلى مستشفى جيميلي في روما لإجراء فحوص ضرورية ومتابعة علاج التهاب الشعب الهوائية      بتكلفة 43 مليون دولار… تشييد مستشفى عام بقضاء العمادية في دهوك      فرصة للتعاون والصِدام.. مخاطر العالم متعدد الأقطاب في تقرير مؤتمر ميونخ      دراسة جديدة قد تمهد الطريق لعلاج مرض "الحبسة الكلامية"      فانس: محادثات السلام في أوكرانيا ستؤدي إلى اتفاق "سيفاجئ الكثيرين"
| مشاهدات : 2772 | مشاركات: 0 | 2024-08-14 10:34:45 |

مقطع من روايتي القادمة.. الفصل ( السماء الثلجية)

كفاح الزهاوي

 

    لقد أقبل الشتاء إلينا باكرًا، وكان الجو باردًا، حتى إن النَفَسَ التي خرجت من أفواهنا، كانت مجرد مليمترات قبل أن تتجمد. مشينا في مساحة بيضاء ناصعة، وغطى الثلج أجسادنا، حتى لم يعد من الممكن تمييزنا، بَدَونا كأشباح تتحرك في وحشة الأرض وصمتها. قوة مسلحة تخترق طرقًا صخرية، لا حياة فيها، عالَمًا ساكنًا كأنه أفق مجهول الأبعاد.

   ساد الصمت في كل مكان، ولم نفتح فمنا بكلمة واحدة، لئلا تتجمد أنفاسنا، وتفسد جهودنا، وتقودنا إلى الهلاك، والضلال. في هذه اللحظة تذكرت نكتة عبد الله آغا، عندما كان يتحدث عن رحلته مع بعض مقاتليهم، في أجواء باردة تحت الصفر. قال: إنه نادى على مقاتليهم من بيشمرگة حزبهم:

    ـ حمه، نوري، صادق… ولكن لم يرد أحد منهم.

    وأضاف بتواضع:

    ـ وحالما وصلنا الى أحد الكهوف، وأشرقت الشمس، وإذا بصوت يصدح في الهواء؛ يردد الأسماء: حمه، نوري، صادق…

    عندما سئل عن مصدر الصوت، أجاب بثقة كبيرة:

    ـ عندما ناديتهم في المرة الاولى، بدا صوتي متجمدًا من قسوة البرد، وما إن بزغت الشمس، حتى ذاب حرارتها كلماتي وأصبحت مسموعة.

    لم يكن في حساباتنا أي شعور بالتسلية أو قضاء وقت ممتع، فهطول الثلج بهذه الغزارة يعد عائقًا حقيقيًا في مسيرتنا الطويلة، ثم إن الرياح السامة في هذا البرد القارس كانت تصفع وجوهنا، وتمر عبر مسامات قُفازاتنا الرقيقة، كأنها سكاكين قاصِلة تترك شروخًا خلفها.

    وفي المنحدرات الحادة تنفث الريح الثلوج؛ فتتطاير باتجاه الطريق الضيق الواقع بين السفوح العالية، والهاوية السحيقة؛ فتخفي الأرض الصلبة عن الأنظار. كان هذا المقدار المتراكم على الأرض كافيًا لمواصلة المشي، وتحريك القدمين بخطوات متقنة لتتناغم مع استقبال الأرض لها. كلما استمر تساقط الثلوج، ونفخ الريح لها من المنحدرات المطلة على الطريق، وتجمعها أكوامًا؛ أثقلت حركة القدمين من التقدم بسهولة؛ لأنهما تغوصان فيها.

    لو كانت البغال معنا في رحلتنا؛ ليسرت علينا مشقة البحث، واتخاذ الحذر؛ لأنها متمرسة في تناغمها مع الأرض فضلًا على ذلك، فهي تمشي على أربع، وقادرة على فتح الطريق، مما تفسح لنا الفرصة في تتبع آثار حوافرها؛ والأنكى من ذلك، هو ما نحمله من حقائب على ظهورنا، وعلى أكتافنا أسلحتنا الشخصية، وحول بطوننا مخازن الرصاص، وهذا ما يزيد الطين بلة.

    تلك الإرادة الفذة كانت في العمق، صفة الأنصار، لا تستسلم للموت ببساطة، تجده على الرغْم من هيجان العواصف، وضراوة الأعاصير في كنف الثلوج، والصقيع منتصبًا بقامته العمودية متحديًا الأهوال الشاقة.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 1.3591 ثانية