قناة عشتار الفضائية تصدر كتابها الثامن من سلسلة اصداراتها تحت عنوان (من تراثنا الموصلي)      اليوم الثاني من المهرجان المشترك لمهرجان عيد الصليب/ عنكاوا      السيمبوزيوم السرياني الأول يختتم أعماله بإصدار توصيات      كنيسة مار يوسف الكلدانية تقيم قداس الشكر للمتناولين/ الشيخان      نيافة مار نيقوديموس داود متي شرف يستقبل الاستاذ الوزير شعبان شعبان چالى مدير مكتب دولة رئيس وزراء حكومة اقليم كوردستان/ عنكاوا      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل ستيفن بيتنر القنصل العام الجديد للولايات المتحدة في أربيل      اليوم الأول للمهرجان المشترك لعيد الصليب – كاتدرائية مار يوخنا المعمدان في عنكاوا، 9 أيلول 2024      رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري يهنیء السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية      البطريرك ساكو يرقي الابوين نضير دكو وفراس دانيال الى رتبة الخوراسقفية/ بغداد      الاستاذ الدكتور أفرام يلدز والدكتور جيمس هسدو هيدو في ضيافة قناة عشتار الفضائية      دراسة: يمكن حقن أسراب من الروبوتات الصغيرة لعلاج النزيف في المخ      البابا فرنسيس يصل سنغافورة، المحطة الأخيرة في زيارته الرسولية إلى آسيا وأوقيانيا      بزشكيان يصل إلى أربيل في أول زيارة لرئيس إيراني      جهاز مرن يستمد طاقته من حرارة الجسم      ترشيحات صادمة من رونالدو للفائزين بالكرة الذهبية      الصين: سنسحق أي انتهاك لسيادتنا في بحر الصين الجنوبي      المصادقة على اتفاقية مشتركة لتوحيد الإجراءات والعمل الضريبي بين بغداد وأربيل      أبل تخسر معركتها في أوروبا.. أمر قضائي يلزمها بدفع 13 مليار يورو      دراسة: العبث بالأنف قد يرفع احتمال الإصابة بألزهايمر      هل أثر انتقال مبابي لريال مدريد على حسه التهديفي؟
| مشاهدات : 1113 | مشاركات: 0 | 2024-08-14 10:34:45 |

مقطع من روايتي القادمة.. الفصل ( السماء الثلجية)

كفاح الزهاوي

 

    لقد أقبل الشتاء إلينا باكرًا، وكان الجو باردًا، حتى إن النَفَسَ التي خرجت من أفواهنا، كانت مجرد مليمترات قبل أن تتجمد. مشينا في مساحة بيضاء ناصعة، وغطى الثلج أجسادنا، حتى لم يعد من الممكن تمييزنا، بَدَونا كأشباح تتحرك في وحشة الأرض وصمتها. قوة مسلحة تخترق طرقًا صخرية، لا حياة فيها، عالَمًا ساكنًا كأنه أفق مجهول الأبعاد.

   ساد الصمت في كل مكان، ولم نفتح فمنا بكلمة واحدة، لئلا تتجمد أنفاسنا، وتفسد جهودنا، وتقودنا إلى الهلاك، والضلال. في هذه اللحظة تذكرت نكتة عبد الله آغا، عندما كان يتحدث عن رحلته مع بعض مقاتليهم، في أجواء باردة تحت الصفر. قال: إنه نادى على مقاتليهم من بيشمرگة حزبهم:

    ـ حمه، نوري، صادق… ولكن لم يرد أحد منهم.

    وأضاف بتواضع:

    ـ وحالما وصلنا الى أحد الكهوف، وأشرقت الشمس، وإذا بصوت يصدح في الهواء؛ يردد الأسماء: حمه، نوري، صادق…

    عندما سئل عن مصدر الصوت، أجاب بثقة كبيرة:

    ـ عندما ناديتهم في المرة الاولى، بدا صوتي متجمدًا من قسوة البرد، وما إن بزغت الشمس، حتى ذاب حرارتها كلماتي وأصبحت مسموعة.

    لم يكن في حساباتنا أي شعور بالتسلية أو قضاء وقت ممتع، فهطول الثلج بهذه الغزارة يعد عائقًا حقيقيًا في مسيرتنا الطويلة، ثم إن الرياح السامة في هذا البرد القارس كانت تصفع وجوهنا، وتمر عبر مسامات قُفازاتنا الرقيقة، كأنها سكاكين قاصِلة تترك شروخًا خلفها.

    وفي المنحدرات الحادة تنفث الريح الثلوج؛ فتتطاير باتجاه الطريق الضيق الواقع بين السفوح العالية، والهاوية السحيقة؛ فتخفي الأرض الصلبة عن الأنظار. كان هذا المقدار المتراكم على الأرض كافيًا لمواصلة المشي، وتحريك القدمين بخطوات متقنة لتتناغم مع استقبال الأرض لها. كلما استمر تساقط الثلوج، ونفخ الريح لها من المنحدرات المطلة على الطريق، وتجمعها أكوامًا؛ أثقلت حركة القدمين من التقدم بسهولة؛ لأنهما تغوصان فيها.

    لو كانت البغال معنا في رحلتنا؛ ليسرت علينا مشقة البحث، واتخاذ الحذر؛ لأنها متمرسة في تناغمها مع الأرض فضلًا على ذلك، فهي تمشي على أربع، وقادرة على فتح الطريق، مما تفسح لنا الفرصة في تتبع آثار حوافرها؛ والأنكى من ذلك، هو ما نحمله من حقائب على ظهورنا، وعلى أكتافنا أسلحتنا الشخصية، وحول بطوننا مخازن الرصاص، وهذا ما يزيد الطين بلة.

    تلك الإرادة الفذة كانت في العمق، صفة الأنصار، لا تستسلم للموت ببساطة، تجده على الرغْم من هيجان العواصف، وضراوة الأعاصير في كنف الثلوج، والصقيع منتصبًا بقامته العمودية متحديًا الأهوال الشاقة.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4857 ثانية