بمباركة وحضور قداسة البطريرك مار آوا الثالث لجان كاتدرائية مار يوحنا المعمدان البطريركية تنظم مهرجاناً خاصاً بعيد الميلاد المجيد وسوق خيري لدعم العوائل المتعففة      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس الذكرى المئوية لتأسيس رعية مار أفرام السرياني، كنيسة مار أفرام - باريس، فرنسا      البطريرك ساكو يشارك في مراسم انتهاء اعمال بعثة الامم المتحدة (يونامي) في العراق      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل القنصل العام للمملكة الأردنية الهاشمية في أربيل والوفد المرافق له      غبطة البطريرك يونان يزور سيادة رئيس أساقفة أبرشية باريس اللاتينية، باريس - فرنسا      سوريا تستعدّ لعيد الميلاد وسط مناخ سياسيّ جديد      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل السيّد يوحانا يوسف، رئيس مجلس إدارة منظمة إغاثة نينوى، وحضرة القاضي رائد إسحق      أمسية ميلادية تفيض بفرح الأطفال في إيبارشية أربيل الكلدانية      المشرق تحت الاختبار: نزيف الوجود المسيحي السوري      الملك تشارلز الثالث يدعم المسيحيين المضطهدين حول العالم      12 قتيلا بإطلاق نار خلال احتفالات "الحانوكا" اليهودي بأستراليا      إحصائية الأضرار في إقليم كوردستان وكركوك: تسجيل 5 وفيات و19 إصابة وتضرر أكثر من 2200 منزل      المحكمة الاتحادية العليا تصادق على نتائج انتخابات مجلس النواب      عقار من شركة "فايزر" يبطئ تطور سرطان الثدي      رويترز: منفذ الهجوم على الجنود الأميركيين في سوريا كان أحد أفراد قوات الأمن      ألمانيا تحبط مخططا إرهابيا لمهاجمة سوق لعيد الميلاد      تشابي يتجاهل تهديدات إقالته.. ويركّز على إنقاذ ريال مدريد      نوتردام تتفوّق على متحف اللوفر وتصبح الموقع الأكثر زيارة في باريس      البابا: ميلاد المسيح هو هبة نور لعالمنا الذي يحتاج إلى الأمل      البابا يشدد على أهمية الحوار ونزع سلاح الكلمات من أجل دبلوماسية صادقة
| مشاهدات : 1364 | مشاركات: 0 | 2024-07-06 08:36:02 |

حينما يكون الحزن أداةً للتسويق

كفاح الزهاوي

 

 

    أمسى الحزن مفهومًا ثابتًا يتداول في أروقة المكروبين، وصرخة يائسة تنبثق في الفراغ ليصطدم صداها بواقع غالبا ما نخلقه بمحض إرادتنا. الحزن جزء لا يتجزأ من عواطفنا، وتبرز معالمه بعد الخسائر المهمة في الحياة، ويحرك أوتار القلوب أثناء الكوارث. إن أعظم الخسائر وأكثرها إيلامًا هي عادة فقدان الأحباب، عندما يخطفهم الموت؛ أو عندما يصدر من كلام جارح، ويسبب حالة من الألم الداخلي، وغالبًا ما يكون له أثر مؤلم لدى المتلقي، أو يكون نتيجة مرحلة مؤلمة جدًا مرت في تاريخ المجتمع.

   الإسراف في الحزن يتحول مع الوقت إلى متلازمة المرض النفسي التي تظهر بأشكال مختلفة، كالاكتئاب، والتوتر العصبي الذي بدوره يسبب تقلصات عضلية في صندوق الدماغ، مما يعيقه من التفكير والبحث عن مخرج.

    عندما يتم تسييج هذه الحدود، يظل الإنسان محاطًا بجدار من اليأس والإحباط، وفقدان القدرة على التغلب على العوائق مهما كانت صغيرة.

    المشكلة الأكبر، هي عندما يتحول الحزن إلى ظاهرة عامة تؤثر على المجتمع كله، ويصبح سلوكًا وثقافة، بل بعبعًا يهاجمهم في كل لحظة بعد أن احتل مكانة خاصة في حياة المجتمع كحالة طبيعية، ومهد لهم الطريق في بناء وطن في أعماقهم يسمى الحزن.

    الحزن هو تجربة أكبر وأكثر تعقيدًا من مجرد الحزن، ولكن عندما نترك أصعب الأوقات وراءنا ونمضي قدمًا، فإننا غالبًا ما نعمق نظرتنا للحياة وما يهمنا حقًا.

    الغالبية العظمى من الناس لديهم حاجة للحزن بعد خسارة كبيرة. ولذلك، فإننا نحرص على استيعاب الخسائر التي تعرضنا لها. نحاول أن نفهم ما مررنا به وكيفية التكيف مع وضع الحياة المتغير.

    الحزن هو وسيلة لتجربة وإظهار هذا لأنفسنا والعالم الخارجي لمدة من الوقت، نحتاج إلى خفض مطالبنا على أنفسنا وإبطاء طاقاتنا ومواردنا واقتصادنا، لأن الحزن كثيرًا ما يجعلنا متعبين وغير مبالين بشكل دوري.

   تحاول القوى السياسية الإسلامية الحالية ترسيخ ظاهرة الحداد كضرورة تاريخية عن طريق الإشارة إلى تذكيرها الدائم بالموتى الذين رحلوا عنا منذ آلاف السنين والبكاء على ذكراهم؛ ويمكن الإشارة أيضًا إلى الحقيقة المقنعة، وهي: أن المشايخ الجالسين على المنابر في المساجد، قد تعمدوا إلى أن يبدعوا في صياغة ألفاظهم بطريقة توحي "إن الحزن هو حالة دائمة يجب على كل فرد أن يعيشها".

    هدف من نشر الرايات السوداء في كل شارع وزقاق هو ملء نفوس المواطنين بالحزن وإبعادهم عن التفكير في الفرح، والحب، والبهجة، والسعادة التي تنتجها الحياة.

    ويستمر هذا الظلام الكالح في تسريب سمومه الخطيرة في محاولة حثيثة لقتل روح التضامن الشعبي، واستبدالها بالفشل، والخيبة، والاستسلام؛ وسلب قدرات الإنسان، وتحويلها إلى سراب من الأوهام والأساطير.

   إنها سياسة تدمير جوهر الإنسان - أي - إلحاق الضرر به من الداخل للحيلولة دون الخروج من دائرة الحزن. مع العلم أن الحزن كمفهوم  ليس  الغاية منها التوقف عنه، لأن - كما قلنا - "الحزن مرتبط بالمشاعر والأحاسيس"، وهذا الأمر يُسَهِلُ عليهم إحكام السيطرة على مشاعر الناس، واحتواء أعداد هائلة منهم وتنظيمهم على صورة "القطيع".

    إن الجماهير الغائبة وغير الواعية لمخاطر السموم التي تحقن لها من قبل قوى الظلام، عليها أن تنزع عن نفسها هذا الثوب الأسود؛ وتزيح الحزن الدائم عن طريقها، ولا ينبغي أن يكون حطبًا جاهزًا لمواقدهم.

  ودون توافر المقومات الأساسية لبناء مجتمع قوي وسليم، متسلح بالطاقة، والقدرة المتاحة لمواكبة عصر التقدم والتكنولوجيا، ودون وجود الإنسان الصحي القويم، لا يمكن للأمة أن تقف شامخة، ويمكن للوطن أن ينهض.

 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5992 ثانية