‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سعادة القائمة بأعمال السفارة النمساوية في دمشق      غبطة البطريرك يونان يقوم بزيارة أبوية تفقّدية لرعية مار أنطونيوس الكبير في جونيه - كسروان، لبنان      البطريرك ساكو يستقبل السفير الفاتيكاني الجديد لدى العراق      العراق يطلق مشروعاً واسعاً لترميم موقع “أور” الأثري بكلفة 19 مليار دينار      كنيسة المشرق الاشورية شاركت في برنامج زيارة قداسة البابا ليون الرابع عشر في تركيا ولبنان      ‏‎قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يفتتح البازار الخيري لجمعية الشبان السريانية      أنستاس ماري الكرمليّ... راهبٌ جَمَع التقوى والعلم      زيارة الكنيسة الشرقية القديمة في الدنمارك الى الأسقفية الدنماركية في أورهوس      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يشارك في افتتاح المبنى الجديد للمجمّع القنصلي العام للولايات المتحدة في أربيل      رئيس الديوان يستقبل رئيس طائفة الأدفنتست السبتيين الإنجيلية      الرئيس بارزاني في المؤتمر الدولي للسلام والمجتمع الديمقراطي: أدعم أي محاولة تخدم عملية السلام والعيش المشترك      "غروكيبيديا" لا تقبل التعديلات إلا بعد موافقة الذكاء الاصطناعي عليها      WWE.. الكشف عن منافس جون سينا في ليلة اعتزاله الأسطورية      البابا لاوون: الذكاء الاصطناعيّ يفتح آفاقًا جديدة للإبداع لكنّه يثير مخاوف حقيقيّة      موجة أمطار في كوردستان تمتد تدريجياً إلى وسط وجنوب العراق      العراق يفقد سنوياً 10% من أراضيه الزراعية      سرطان الثدي.. "ارتفاع مقلق" في إصابات النساء الأصغر عمراً      "زوال الحضارة".. لماذا أغضبت وثيقة ترامب الأوروبيين؟      زوج للإيجار.. دولة أوروبية تواجه أزمة بسبب نقص الرجال      فضيحة المراهنات تضرب الكرة التركية.. توقيف أسماء كبيرة
| مشاهدات : 1359 | مشاركات: 0 | 2024-07-06 08:36:02 |

حينما يكون الحزن أداةً للتسويق

كفاح الزهاوي

 

 

    أمسى الحزن مفهومًا ثابتًا يتداول في أروقة المكروبين، وصرخة يائسة تنبثق في الفراغ ليصطدم صداها بواقع غالبا ما نخلقه بمحض إرادتنا. الحزن جزء لا يتجزأ من عواطفنا، وتبرز معالمه بعد الخسائر المهمة في الحياة، ويحرك أوتار القلوب أثناء الكوارث. إن أعظم الخسائر وأكثرها إيلامًا هي عادة فقدان الأحباب، عندما يخطفهم الموت؛ أو عندما يصدر من كلام جارح، ويسبب حالة من الألم الداخلي، وغالبًا ما يكون له أثر مؤلم لدى المتلقي، أو يكون نتيجة مرحلة مؤلمة جدًا مرت في تاريخ المجتمع.

   الإسراف في الحزن يتحول مع الوقت إلى متلازمة المرض النفسي التي تظهر بأشكال مختلفة، كالاكتئاب، والتوتر العصبي الذي بدوره يسبب تقلصات عضلية في صندوق الدماغ، مما يعيقه من التفكير والبحث عن مخرج.

    عندما يتم تسييج هذه الحدود، يظل الإنسان محاطًا بجدار من اليأس والإحباط، وفقدان القدرة على التغلب على العوائق مهما كانت صغيرة.

    المشكلة الأكبر، هي عندما يتحول الحزن إلى ظاهرة عامة تؤثر على المجتمع كله، ويصبح سلوكًا وثقافة، بل بعبعًا يهاجمهم في كل لحظة بعد أن احتل مكانة خاصة في حياة المجتمع كحالة طبيعية، ومهد لهم الطريق في بناء وطن في أعماقهم يسمى الحزن.

    الحزن هو تجربة أكبر وأكثر تعقيدًا من مجرد الحزن، ولكن عندما نترك أصعب الأوقات وراءنا ونمضي قدمًا، فإننا غالبًا ما نعمق نظرتنا للحياة وما يهمنا حقًا.

    الغالبية العظمى من الناس لديهم حاجة للحزن بعد خسارة كبيرة. ولذلك، فإننا نحرص على استيعاب الخسائر التي تعرضنا لها. نحاول أن نفهم ما مررنا به وكيفية التكيف مع وضع الحياة المتغير.

    الحزن هو وسيلة لتجربة وإظهار هذا لأنفسنا والعالم الخارجي لمدة من الوقت، نحتاج إلى خفض مطالبنا على أنفسنا وإبطاء طاقاتنا ومواردنا واقتصادنا، لأن الحزن كثيرًا ما يجعلنا متعبين وغير مبالين بشكل دوري.

   تحاول القوى السياسية الإسلامية الحالية ترسيخ ظاهرة الحداد كضرورة تاريخية عن طريق الإشارة إلى تذكيرها الدائم بالموتى الذين رحلوا عنا منذ آلاف السنين والبكاء على ذكراهم؛ ويمكن الإشارة أيضًا إلى الحقيقة المقنعة، وهي: أن المشايخ الجالسين على المنابر في المساجد، قد تعمدوا إلى أن يبدعوا في صياغة ألفاظهم بطريقة توحي "إن الحزن هو حالة دائمة يجب على كل فرد أن يعيشها".

    هدف من نشر الرايات السوداء في كل شارع وزقاق هو ملء نفوس المواطنين بالحزن وإبعادهم عن التفكير في الفرح، والحب، والبهجة، والسعادة التي تنتجها الحياة.

    ويستمر هذا الظلام الكالح في تسريب سمومه الخطيرة في محاولة حثيثة لقتل روح التضامن الشعبي، واستبدالها بالفشل، والخيبة، والاستسلام؛ وسلب قدرات الإنسان، وتحويلها إلى سراب من الأوهام والأساطير.

   إنها سياسة تدمير جوهر الإنسان - أي - إلحاق الضرر به من الداخل للحيلولة دون الخروج من دائرة الحزن. مع العلم أن الحزن كمفهوم  ليس  الغاية منها التوقف عنه، لأن - كما قلنا - "الحزن مرتبط بالمشاعر والأحاسيس"، وهذا الأمر يُسَهِلُ عليهم إحكام السيطرة على مشاعر الناس، واحتواء أعداد هائلة منهم وتنظيمهم على صورة "القطيع".

    إن الجماهير الغائبة وغير الواعية لمخاطر السموم التي تحقن لها من قبل قوى الظلام، عليها أن تنزع عن نفسها هذا الثوب الأسود؛ وتزيح الحزن الدائم عن طريقها، ولا ينبغي أن يكون حطبًا جاهزًا لمواقدهم.

  ودون توافر المقومات الأساسية لبناء مجتمع قوي وسليم، متسلح بالطاقة، والقدرة المتاحة لمواكبة عصر التقدم والتكنولوجيا، ودون وجود الإنسان الصحي القويم، لا يمكن للأمة أن تقف شامخة، ويمكن للوطن أن ينهض.

 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.8006 ثانية