مقدّمة
:" ان موسى العظيم قد سبق فأشار رامزا الى هذا اليوم بقوله: وبارك الله اليوم السابع. فهذا هو السبت المبارك. هذا يوم الراحة الذي فيه استراح ابن الله الوحيد من كل اعماله، لما سبَتَ بحسب التدبير الذي تمّ بالموت. وبالقيامة عاد الى ما كان، ووهب لنا الحياة الأبدية، بما انه وحده صالح ومحبّ للبشر".
في صلوات الأسبوع العظيم المقدّس، كثيرا ما نسمع العبارة:" السبت العظيم"، من خلال القراءات المختلفة في هذا الأسبوع العظيم. اضافة لنص يوحنا البشير الخ.
هنا سنقف عن معنى العبارة حسب المراجع اليهودية وسبب التسمية ليوم السبت الذي يكون السبت الاخير قبل الفصح، والرابط والمفهوم المسيحي للسبت العظيم:" سبت النور".{راجع المادة عن مصادر حقيقة النور المقدس}.
في العاشر من نيسان عبري، يوم خروج الشعب الإسرائيلي من مصر كان يوم سبت.
״שבת הגדול״ السبت العظيم، هو يوم السبت الأخير قبل عيد الفصح العبري، ويعرف اليوم هذا بيوم خاص مميّز.
في هذا اليوم تكون عظة " الحكيم طويلة وتتمحور كلها حول "الفصح العبري"، وقراءة النصوص من " لفيفة الفصح".
في يوم السبت العظيم هذا، توقّف الشعب الإسرائيلي من عبادة الاوثان وكانت معجزة كبيرة حين أخذوا " الحمل الفصحى " كتقدمة للرب.
المرجع الأول للتسمية:" السبت العظيم"، هو:” ויטרי"، ويرتبط الاسم لمعجزة حدثت لبني إسرائيل في مصر وورد ذكر ذلك في "المدراش والتلمود _ במדרש ובתלמוד " وقام بجمع ذلك الحكيم " רבנו שמחה בן שמואל מוויטרי,تلميذ الحكيم والمُفسّرרש"י" {راجع {מחזור ויטרי, הלכות פורים רנ״ט: א׳ רנט. }:"והיה בשבת שלפני הפסח. אמרו ישראל הן נזבח את תועבת מצרים לעיניהם ולא יסקלונו. אמר להם הק' עתה תראו הפלא שאעשה. הלכו ולקחו איש פסחו. להיות להם למשמרת עד ארבעה עשר יום. כשראו המצריים היו רוצים להנקם מהם. והיו מיעיהן מרותחין. ובאש נדעכים. ונידונין ביסורין. וחלאים רעים. ומרים. ולא הזיקו לישראל باختصار قال إسرائيل لنذبح سوء _ رذيلة مصر امام اعينهم الا ان الله قال انظروا ما انا فاعل بمعجزة...ولم يحدث لهم أية مصيبة"، كذلك يروي لنا " المدراش انه حين اخذ إسرائيل " الحمل " وهو يعتبر {الحمل إله المصريين} ولم يصابوا بمصيبة. {راجع רבי יעקב בן אשר בחיבור ההלכתי המקיף מן המאה ה-14 "ארבעה טורים".}
من يربط التعبير " السبت العظيم" بيوم " الخميس العظيم" حيث في القراءة من " הפטרה " { הפטרה : كناية عن فصل من اسفال الأنبياء يُتلى في الكنيس بعد تلاوة الفصل الأسبوعي او فصل العيد من التوراة وبالمعنى المجازي يعني الختام او النهاية} في يوم الخميس قبل الفصح العبري نقرأ عن " يوم الخميس العظيم " حيث يُذكر النبي إيليا واسمه يرتبط أيضا بالفصح راجع ملاخي 24 _23 : 3 :" הִנֵּה אָנֹכִי שֹׁלֵחַ לָכֶם, אֵת אֵלִיָּה הַנָּבִיא--לִפְנֵי, בּוֹא יוֹם יְהוָה, הַגָּדוֹל, וְהַנּוֹרָא. כד וְהֵשִׁיב לֵב-אָבוֹת עַל-בָּנִים, וְלֵב בָּנִים עַל-אֲבוֹתָם--פֶּן-אָבוֹא, וְהִכֵּיתִי אֶת-הָאָרֶץ חֵרֶם. «هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ،
6 فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بلعن". الترجمة العربية 6 _5 :4}.
حسب ملاخي أعلاه، يسمّى " السبت العظيم" بسبب العظمة بالحدث " مجيء الرب" {قارن وسبت النور وفيض النور المقدس اعلانا بالقيامة المجيدة ومجيء الرب، وبعد الخروج من مصر والظلم الفرعوني عاش إسرائيل الحرية في يوم السبت الذي قبل الفصح بعد خروجهم من مصر.
هكذا نحن كمسيحيين نعيش بفصحنا الجديد معتقين من الخطيئة بقيامة الرب بعد فيض النور المقدس بيوم السبت العظيم.
في " السبت العظيم" يقرأ إسرائيل نص الخروج 22: 4:" فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ." ومن هو الابن البكر" ان لم يكن الرب المسيح. للمزيد اقرا حزقيال 44.
يوحنا 31: 19:" ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا." والحاجة " ايجيريا" بزيارتها لأورشليم في العام 383 تروي لنا عن " السبت العظيم"{كتاب الحاجة ايجريا مترجم للعبرية}.وهناك نصوص أخرى تروي عن "السبت العظيم يعود تاريخها للقرن الثاني وما بعد.
نوجز ونقول، ان التعبير " السبت العظيم يرتبط بخروج إسرائيل من مصر وتوقّف الشعب الإسرائيلي عن عبادة الاوثان وهذه معجزة حدثت لبني إسرائيل بخروجهم من مصر، ومن المهم ان نفهم ان " الحمل" هو اسم اله ونفهم معنى " المسيح الحمل الحامل " خطايانا، بمعنى ان " المسيح الحمل" ابطل عبادة الاوثان وأصبح الاله الحيّ وهو بكر الخليقة وبكر الرب.
في السبت العظيم بالمفهوم المسيحي ولنتمعن ولو بترتيلتين من يوم السبت العظيم _ خدمة سبت النور المعروفة عند العامة، نقول بالترتيلة:" قُمْ يا اللّه واٌقْضِ في الأرض. فإنّكَ أنتَ تَرِثُ جميعَ الأمَم".
" ليصمت كل جسد بشريّ، وليقف بخوف ورعدة، ولا يفكر في نفسه بشيء ارضيّ. فان ملك الملوك وربّ الارباب، يوافي ليُذْبَح ويُعطى طعاما للمؤمنين، تتقدّمه أجواق رؤساء الملائكة، وكلّ الرئاسات والسلاطين".
عن "سبت النور" سننشر تلخيصا لمخطوط قديم جدا من الناحية التاريخية لفيض النور المقدس في المراجع المسيحية والعربية.
يوسف جريس شحادة
منتدى أبناء المخلّص _ كفرياسيف