الخطر القادم
عشتارتيفي كوم- العرب/
يهدد انتشار الجراد الصحراوي العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي كارثة جديدة تزيد من أزمات المنطقة بعد جائحة كوفيد والجفاف والفيضانات والحروب.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من تدهور خطير لوضع انتشار الجراد الصحراوي في السودان، جراء غياب عمليات المراقبة والمكافحة في المناطق الوسطى والغربية، نتيجة الصراع المستمر بالبلاد والتكاثر الداخلي للجراد على طول ساحل البحر الأحمر.
ويزيد هجوم الجراد من معاناة السودانيين الذين يعيشون على وقع الحرب الأهلية لعقود، وخاصة بعد احتدام الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما دفع بمئات الآلاف من النازحين إلى الهروب من المدن الكبرى والعيش في ظروف مناخية صعبة.
ولم يكن السودان لوحده ضحية هجمة الجراد، إذ تعاني دول أفريقية كثيرة في الغرب والشرق والشمال من زحف الجراد ليلقي بثقله على مجتمعات ما تزال تعاني من مخلفات كوفيد وتأثير أزمة الغذاء العالمية والجفاف.
وقال نائب ممثل منظمة “الفاو” في السودان آدم ياو خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء إن وضع الجراد الصحراوي وصل خلال شهر ديسمبر الماضي إلى مستوى التهديد، حيث أدى هطول الأمطار في منطقة التكاثر الشتوي إلى خلق ظروف بيئية مواتية لتكاثر الجراد وتكوين أسراب منه.
وحذر من توقعات بأن تغزو المزيد من الأسراب السودان من البلدان المجاورة في أوائل عام 2024، وتدمر المحاصيل والمراعي، لاسيما في الولايات الشرقية التي تواجه بالفعل المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل (الأزمة)، أو المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل (الطوارئ) لانعدام الأمن الغذائي.
وأشار إلى أنه بالرغم من قيام إدارة مكافحة الجراد في السودان وبدعم من المنظمة بعمليات مسح والسيطرة على حوالي 23 ألف هكتار إلا أن هذا لا يكفي، مشددا على أن الوضع لا يزال حرجا.
وطالب ممثل “الفاو” المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحل أزمة الغذاء في السودان، مشيرا إلى أن المنظمة تحتاج إلى 104 ملايين دولار لمجابهتها، داعيا أطراف النزاع بالبلاد إلى وقف القتال.
وقبل أسابيع تحدثت وسائل إعلام مصرية عن مهاجمة أسراب ضخمة من الجراد للمناطق الحدودية جنوب محافظة البحر الأحمر.
وتم رصد هجوم لأسراب الجراد الصحراوي الأصفر بكميات هائلة تجاوزت عشرات الكيلومترات آتية من السودان، هاجمت الأشجار وبعض الزراعات الجبلية بشكل كبير.
بدورها، شهدت الجزائر في مايو ويونيو هجوما للجراد قادما من النيجر ومالي وموريتانيا وتشاد. وعقدت عشر بلدان من غرب وشمال غرب أفريقيا اجتماعات لبحث خطر الجراد بالمنطقة والابتكارات الفنية في مجال مكافحته.
ومن عادة الجراد الصحراوي أن يهاجر في أسراب كبيرة، ويضم السرب الواحد بين 40 و80 مليون جرادة، ويمكن للسرب أن يغطي مساحة تتراوح بين كيلومتر مربع ومئات الكيلومترات المربعة قاطعا مسافة قد تصل إلى 130 كيلومترا في اليوم الواحد بسرعة تصل إلى حوالي 19 كيلومترا في الساعة.
وتمثل أسراب الجراد كارثة على المحاصيل الزراعية، حيث أن طنا واحدا فقط من الجراد الصحراوي يمكنه أن يلتهم في اليوم الواحد الطعام الذي يكفي لإشباع 2500 إنسان من المحاصيل الزراعية.
وقد تستهلك كل جرادة غرامين من النباتات يوميا، ويلتهم سرب من 80 مليون جرادة ما يعادل استهلاك 35 ألف شخص يوميا من الطعام.
وفي عام 2020، اجتاحت أسراب هائلة من الجراد العشرات من الدول، منها كينيا وإثيوبيا وأوغندا والصومال وإريتريا والهند وباكستان وإيران واليمن وعمان والمملكة العربية السعودية.