قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل القنصل العام للمملكة الأردنية الهاشمية في أربيل والوفد المرافق له      غبطة البطريرك يونان يزور سيادة رئيس أساقفة أبرشية باريس اللاتينية، باريس - فرنسا      سوريا تستعدّ لعيد الميلاد وسط مناخ سياسيّ جديد      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل السيّد يوحانا يوسف، رئيس مجلس إدارة منظمة إغاثة نينوى، وحضرة القاضي رائد إسحق      أمسية ميلادية تفيض بفرح الأطفال في إيبارشية أربيل الكلدانية      المشرق تحت الاختبار: نزيف الوجود المسيحي السوري      الملك تشارلز الثالث يدعم المسيحيين المضطهدين حول العالم      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يصل إلى كيرالا في زيارة خاصة لقضاء خلوة روحية في دير مار إغناطيوس إلياس الثالث في مانينيكارا      نيافة المطران مار نيقوديموس متي شرف يشارك في اجتماع اللّجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنعقد يومي الأربعاء 10 والخميس 11 كانون الأوّل/ ديسمبر 2025، في بيروت.      الهوية الثقافية السريانية في لبنان وتطورها عبر العصور      البابا يشدد على أهمية الحوار ونزع سلاح الكلمات من أجل دبلوماسية صادقة      تحذير لمستخدمي أندرويد.. برمجية جديدة تمنح وصولا كاملا إلى الهواتف      واشنطن تعمل على حماية البنية التحتية لكوردستان وتحذر من "الميليشيات" بالحكومة العراقية المقبلة      أسبوع كامل من الامطار والعراق يقترب من درجة الانجماد      تحذير جديد من مشروبات الطاقة: تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية      الجماهير الأوروبية تتهم "فيفا" بالخيانة بسبب أسعار تذاكر كأس العالم      عملية سرية بالمحيط.. قوات أميركية تعترض شحنة عسكرية صينية متجهة لإيران      البيان الختامي لاجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط - بيروت، 10 و11 كانون الأول/ ديسمبر 2025      مقابلة مع المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوة الإنسانية      أجواء شتوية وموجة أمطار وثلوج تجتاح إقليم كوردستان
| مشاهدات : 1506 | مشاركات: 0 | 2023-11-10 07:33:07 |

َالمِبصْرون يَعّمونَ والعِميان يَبصْرون

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

 قال إشعياء النبي ( أعمى عيونهم ، وقسى قلوبهم ، لئلا يبصروا بعيونهم .. ) " يو 40:12 " 

   يسوع المسيح كان الكلمة ، والكلمة هو الله الذي تجسد فينا لكي يضيء ظلامنا فندركهُ ، لأن الظلام لم يدرك النور ( يو 5:1 ) . ويوحنا المعمدان أعد الطريق ليؤدي الشهادة للنور أمام الجموع فيؤمنوا به . والنور ينير كل من يعترف ويعلن إيمانه بهِ . النور هو رمز للمسيح الذي هو نور العالم . فمن يتبع نور المسيح لا يعثر ، بل تكون له الحياة . وكما قال يسوع ( أما نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة ، بل يكون له نور الحياة ) " يو 10:8 " .  

   نور المسيح يضيء ظلام قلب الإنسان وبصيرته لكي يعرف الحق ، والحق يحررهُ ويقودهُ نحو الخلاص بعد أن يفتح عيونه نحو الطريق المؤدي إلى الحياة الأبدية . فالذي يملك عيوناً سليمة ومنيرة فأن جسده كلهُ يكون منوراً ( مت 22:6 ) .  

   حياة بني البشر تشبه برحلة وسط عالم مظلم يحتاج إلى نور يشرق أمام السائر في الطريق لكي لا يعثر ويسقط . فعين الإنسان التي ترى النور سيكون لها سراجاً للأرجل التي تحمل الجسد وتنقله نحو المستقبل لتتمتع النفس بعربون الأبدية . فمن يريد النور عليه أن يعترف به أولاً . أما الذين يدّعون بأنهم مبصرون دون أن يعترفوا بالنور الحقيقي الذي جاء إلى العالم ، فانهم يؤكدون للعالم عماهم الروحي كالفريسيين في زمن تجسد الرب . أو كالذين آمنوا بهِ وظلوا أمناء لعقيدتهم اليهودية القديمة كالنصارى اليهود . فلمثل هؤلاء قال أشعياء أن الرب ( أعمى عيونهم وقسى قلوبهم ، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ، ويتوبوا فأشفيهم ) . فاليهود الذين كانوا يظنون بأنهم يبصرون كالكتبة ومعلمي الشريعة ، لم يبصروا إبن الإنسان في زمنهم ، ولم يفرزوا زمن مجيئه ، والذي كانوا هم وأجدادهم ينتظرونه ، بل قاوموه وسلموه للصلب والموت . بينما نقرأ في الإنجيل المقدس أن عدد من العميان عرفوا الرب وشاهدوه ببصيرتهم الروحية وإعترفوا به ، وطلبوا منه الشفاء بعد أن أعلنوا بكل إيمان عن قدرته لشفائهم فكانوا يصرخون ويقولون له ( إبن داود ) وإبن داود يعني المسيح المنتظر . . فشفاهم بسبب إيمانهم .  

   فتح عيون الأعمى ، موضوع جديد في عهد جديد . لم نسمع بأن نبياً في العهد القديم فتح عيون إنسان لم يبصر ، إلا المسيح الذي تنبأ به النبي إشعياء في ( 19:26 و 35: 5-6 )  . وهذا ما قاله الرجل المولود أعمى للذين دعوه ( منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عيني مولودٍ أعمى ) " يو 32:9 " .  

برهن لهم بالعمل أنه ابن ذاك الذي شكلت يداه آدم الأول من التراب. 

 

    قال يسوع للمرسلين من قبل يوحنا المعمدان ( أذهبا وإخبرا يوحنا بما قد رأيتما وسمعتما : أن العميان يبصرون ، والعرج يمشون ... ) " لو 22:7 " . وحتى الذي كان مولوداً أعمى ، خلق له المسيح الخالق عيوناً ، وكما خلق الله آدم من طين ، تقول الآية ( ثم جبل الرب الإله آدم من تراب الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية ) " تك 7:2 " هكذا أيضاً فعل يسوع مع المولود أعمى ليثبت بأنه الله الخالق . فيسوع لم يفتح عيونه ، لأنه لم يكن له عيون منذ الولادة إلا عيون ميتة ، بل خلق له عيوناً جديدة فخرج من قلب يسوع المحب عطية لهذا الإنسان لكي يرى أمامه نور السماء ، ونور الأرض . أخذ يسوع تراباً من الأرض وتَفلَ وعجّنَ التراب ليتحول إلى الطين ، ثم دهن به أثر عيون الأعمى ، ثم أمرهُ ليذهب إلى بركة سلوام  ، بالآرامية ( شيلوحا )  والتي تعنى المرسل من الله . وعبّرَ عن هذه المعجزة القديس مار أفرام السرياني قائلاً ( برهن لهم يسوع بالعمل أنه إبن ذاك الذي شَكَّلَت يداه آدم الأول من التراب ) وعلى البركة إلتقى مع المسيح الرب النازل من السماء بعد أن فتح بصيرته ليراه ويؤمن به ، فدخل في سّرِهِ ،  فلا يستطيع أحد أن يبعده عنه ، بل ظل ملتصقاً بالمخلص رغم تهديدات قادة اليهود له ولأهله لكي ينكر هذه الحقيقة بعد أن أبصر النور الإلهي .  

  أعتبر المفسرون غسل هذا الإنسان في ماء البركة هو مشهد للمعمودية ، والمعمودية تأتي بعد إعلان الإيمان ( من آمن وإعمد خلص .. ) " مر 16:16 "  فالمعمودية هي إستنارة ، وولادة جديدة . إذاً المسيح لم يفتح بصيرة ذلك الرجل البالغ فحسب ، إنما إستنارهُ ليخلق منه إنساناً جديداً ، فحدث فيه إنقلاباً في كيانه ليتحدى الذين كانوا يتحققون معه لإعتقادهم الكاذب بأنهم هم المبصرون ، لكنهم في الواقع كانوا عميان لإستمرارهم بالإصرار على موقفهم رغم إعتراف والدي الرجل لهم ، إضافة إلى إعترافه هو لهم بالمعجزة ، لأنهم أرادوا أن يؤكدون للتاريخ عماهم الروحي .  

   يسوع جاء نوراً للعالم ليفتح بصيرة العميان فيلدوا ولادةً جديدة . وهكذا نقرأ عن السامرية على بئر يعقوب والحوار الذي حصل بينها وبين يسوع ، فقصتها تشبه قصة المولود أعمى ، فهي الأخرى وصلها نور المسيح ، وعلى بئر الماء لكي يعطي هو لها ينبوع ماء الحياة ، بعد أن أستنارت بكلمات الرب ، فخرجت من ظلمتها فذهبت مسرعة إلى بلدتها بعد أن تركت جرتها على البئر لكي تنقل البشرى وتنير الآخرين بعد أن كشف لها النور كل أسرارها .  

   المسيح شفى الأجساد لكي يروا النور الذي يحررهم من الظلمة فيخلقهم من جديد .  

    أخيراً نقول : معجزة المولود أعمى ، أكَدَّتْ أن يسوع هو نور العالم ، وكَشفتْ حقيقة عمى الفريسيين الذين لم يستطيعوا الوصول إلى نقطة الإيمان التي وصلها الأعمى . كان عليهم أن يلقوا برداء الشريعة القديم جانباً وكما فعل أعمى أريحا عندما قيل له أن المسيح يطلبك ، ليلبسوا رداء العهد الجديد ، عهد النعمة والمصالحة ، ليتعرفوا إلى كل جديد جاء به المسيح لهم فيتحرروا ويتحولوا ألى شموع محترقة تنير الدروب أمام الآخرين ، فالمسيح هو الإنارة والإستنارة الحقيقية لجميع البشر . له كل المجد .  

  التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 " 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5084 ثانية