قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل القنصل العام للمملكة الأردنية الهاشمية في أربيل والوفد المرافق له      غبطة البطريرك يونان يزور سيادة رئيس أساقفة أبرشية باريس اللاتينية، باريس - فرنسا      سوريا تستعدّ لعيد الميلاد وسط مناخ سياسيّ جديد      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل السيّد يوحانا يوسف، رئيس مجلس إدارة منظمة إغاثة نينوى، وحضرة القاضي رائد إسحق      أمسية ميلادية تفيض بفرح الأطفال في إيبارشية أربيل الكلدانية      المشرق تحت الاختبار: نزيف الوجود المسيحي السوري      الملك تشارلز الثالث يدعم المسيحيين المضطهدين حول العالم      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يصل إلى كيرالا في زيارة خاصة لقضاء خلوة روحية في دير مار إغناطيوس إلياس الثالث في مانينيكارا      نيافة المطران مار نيقوديموس متي شرف يشارك في اجتماع اللّجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنعقد يومي الأربعاء 10 والخميس 11 كانون الأوّل/ ديسمبر 2025، في بيروت.      الهوية الثقافية السريانية في لبنان وتطورها عبر العصور      البابا يشدد على أهمية الحوار ونزع سلاح الكلمات من أجل دبلوماسية صادقة      تحذير لمستخدمي أندرويد.. برمجية جديدة تمنح وصولا كاملا إلى الهواتف      واشنطن تعمل على حماية البنية التحتية لكوردستان وتحذر من "الميليشيات" بالحكومة العراقية المقبلة      أسبوع كامل من الامطار والعراق يقترب من درجة الانجماد      تحذير جديد من مشروبات الطاقة: تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية      الجماهير الأوروبية تتهم "فيفا" بالخيانة بسبب أسعار تذاكر كأس العالم      عملية سرية بالمحيط.. قوات أميركية تعترض شحنة عسكرية صينية متجهة لإيران      البيان الختامي لاجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط - بيروت، 10 و11 كانون الأول/ ديسمبر 2025      مقابلة مع المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوة الإنسانية      أجواء شتوية وموجة أمطار وثلوج تجتاح إقليم كوردستان
| مشاهدات : 960 | مشاركات: 0 | 2023-09-30 11:02:10 |

عرس عراقي ينقلب إلى مأتم!

جاسم الشمري

 

 

بعد أن أتممت مقالي لصحيفة الشرق القطرية الغراء، أجبرت على تغييره لبثّ بعض الألم في مقال يتلاءم مع حادثة مؤجعة وقعت بمحافظة نينوى (الموصل) شمالي العراق!

بدايات أنباء الفاجعة وصلت لمواقع التواصل الاجتماعي قبل منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، 26/09/2023، وخلال بضع دقائق كشفت الأخبار المتوالية والمزعجة من قضاء الحمدانية بالموصل احتراق قاعة للمناسبات خلال احتفالية للزواج!

مأساة إنسانية بمعنى الكلمة حينما تنقلب أفراح الأعراس إلى نكبة (ملتهبة) تَزهق أرواح العشرات، وتُحطم المئات وهم في قِمّة الفرح والسعادة!

وقد أكدت مديرية صحة المحافظة، بعد ساعات، مقتل 100 شخص، وإصابة أكثر من 200 آخرين غالبيتهم حروقهم شديدة!

لقد اعتاد الناس على الاحتفال بالمناسبات الجميلة بعفوية كبيرة، ولكن كيف نُفسر إصرار بعض "المُتهوّرين" على نشر الفوضى والموت في الأماكن المخصصة للاحتفالات والأفراح؟

وهذه الحوادث تدفعنا للحديث عن بعض العادات المجتمعية القاتلة، ومنها السلوكيات المرافقة لبعض مواكب الزفاف التي لا تلتزم بأنظمة السّيْر، وتنقلب إلى (سيارات سباق) وليس لمُجرّد موكب للفرح والسرور، وتقلب الفرحة إلى مأساة!

ومن العادات القاتلة الأخرى الإصرار على استخدام العيارات النارية، وبأسلحة متوسطة وخفيفة، أثناء الاحتفالات المختلفة وبين جموع المهنئين، وكأن صاحب الدعوة ومَن معه من المُستخفين بأرواح المدعوين قد أعلنوا الحرب ضد المجتمع!

وقد اعتاد العراقيون على إطلاق النيران العشوائية في غالبية مناسباتهم في عُرف شرس لا ندري من أي "حضارة" وصل إلينا!

وسبق لوزارة الصحة العراقية التأكيد بأن إطلاق النار العشوائي بالمناسبات تسبب بوقوع أكثر من 60 قتيلًا وعشرات الجرحى خلال العام 2022، وهكذا الحال بالأعوام السابقة!

ومن بين العادات المرهقة استخدام الألعاب النارية في الأماكن المغلقة والخِيام، كما حصل في الحمدانية، وهذا تلاعب بسلامة الناس ولا علاقة له بالبهجة والسرور!

إن المقاطع الأولية لحادثة الحمدانية تُظهر كأن بركانًا ثائرًا يرمي بحممه على الحاضرين، وتُثْبِت استخدام مواد سريعة الاشتعال في بناء القاعة، وإلا لا يمكن تصور انتشار النيران بهذه السرعة المذهلة، والتي لم يتمكن معها غالبية الحضور من الخروج للشارع العام، الذي يبعد عنهم بضعة أمتار، وفي بناية بسيطة خالية من التعقيدات الهندسية!

وأظهرت صور ما بعد الحادثة أن (القاعة) تحوّلت لأكوام حديد ضخمة، وهذا يؤكد أنها مجرّد خَيمة ثابتة رُتّبت لتكون قاعة للاحتفالات بعيدًا عن شروط السلامة، وأبسطها منظومات الإنذار والإطفاء ومخارج الطوارئ!

فهل مثل هكذا (قاعة/ خيمة) صالحة لمناسبات تُسْتَخدم فيها، عادة، الشموع والألعاب النارية، وسقفها من ألواح (الآيكوبوند) سريعة الاشتعال، وفقًا للدفاع المدني؟

وقد أكد أحد الناجين، وهو يتحدث عن والدته المفقودة وحاملًا لبقايا ثوبها المُحْتَرق، بأن سقف القاعة التهمته النيران في أقل من دقيقة واحدة فقط!

فيما أكد آخرون تَفْحُّم غالبية جثث الضحايا!

وفتحت الداخلية تحقيقا بالحادث، وأصدرت أوامر قبض بحق تسعة أشخاص بينهم أصحاب القاعة، والأنباء تؤكد فرار بعضهم لجهات مجهولة، والقبض على آخرين.

فهل مسؤولية الحادث تقع على الحكومة المحلية أم أصحاب القاعة أم على العابثين بالسلامة من المدعوين؟

إن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الدفاع المدني والدوائر البلدية بالمحافظة التي أجازت القاعة، ولم تتابع إجراءات السلامة العامة!

وبعيدا عن الجهات المسؤولة عن الحادثة يفترض سَنّ قوانين تُجرّم هذه العادات، وتُوقِع على مرتكبيها عقوبات رادعة، وكذلك تطبيق شروط السلامة عند الترخيص للأماكن العامة، ومكافحة الفساد الإداري بحزم حتى لا نكون ثانية أمام مجازر إنسانية تقلب مناسبات الحياة والسعادة إلى مواقف مليئة بالموت والتعاسة!

dr_jasemj67@

 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6833 ثانية