بوتين يعزي قيادة العراق في ضحايا حريق الحمدانية      رسالة التعزية والتضامن التي بعثها قداسة البطريرك مار آوا الثالث الى غبطة البطريرك مار اغناطيوس الثالث يونان بخصوص الحريق الّذي شبّ في احد قاعات الاعراس بقضاء بغديدا      قداسة البطريرك أفرام الثاني يبعث رسالة الى غبطة مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان معزّياً بالضحايا ومصليّا من أجل شفاء وعافية الجرحى      اسماء مجموعة من شهداء فاجعة عرس بغديدا      تحالف أثرا ينعي ضحايا الحادث المأساوي الذي وقع في قاعة الهيثم للمناسبات في بغديدا - سهل نينوى‏      الرئيس بارزاني يعزي أهالي الحمدانية جراء حادث الحريق      نيجيرفان بارزاني يعزي ذوي ضحايا حادثة الحمدانية ويبدي استعداده لتقديم المساعدة      مسرور بارزاني: نجدد استعدادنا لتقديم كل المساعدة الممكنة في هذه الحادثة المأساوية      بعد فاجعة الحمدانية.. العراق يعلن الحداد العام لمدة 3 أيام      غبطة البطريرك يونان يدعو إلى الصلاة من أجل الضحايا الذين سقطوا جراء الحريق الكبير في قره قوش - بغديدا      العمل مستمر في بناء 40 بحيرة والخطط جارية لإنجاز 71 أخرى بإقليم كوردستان      بعد تصريح "انتهاء داعش".. الخارجية الأميركية ترد على رئيس وزراء العراق      البرلمان الأوروبي يأمل في بدء مفاوضات انضمام اوكرانيا بحلول نهاية 2023      الخليفي يرد على اتهام ميسي: لهذا لم نكرمه بعد لقب المونديال      سفين دزيي: نطالب كندا بتحويل تمثيلها في أربيل الى قنصلية      ارتفاع استهلاك غاز السيارات في العراق الى 24 مليون لتر      ناغورني قره باغ: وصول آلاف اللاجئين إلى أرمينيا رغم تعهد علييف بضمان حقوقهم في الإقليم      زلزال العالم الهولندي المرتقب.. هذه الدولة تتوقع أن يضربها وتتأهب له!      مدرب سان جرمان يكشف تفاصيل إصابة مبابي في الكلاسيكو      قد تكون مصاباً به.. كيف تكتشف معاناتك من فوبيا جهاز العصر؟
| مشاهدات : 442 | مشاركات: 0 | 2023-09-17 13:31:21 |

صناعة الجهل!

جاسم الشمري

 

برز في تسعينيات القرن الماضي مصطلح (صناعة الجهل) أو (هندسة الجهل)، (Agnotology)، وهو "(العلم) الذي يُدّرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة".

والجهل ضد العلم، وضد الإنسان والحياة والكون والبناء والخير والتطور والإعمار.

والجهل نوعان: بسيط ومركّب. والبسيط هو الذي يدرك الإنسان أثنائه بأنه جاهل ويسعى جاهدا للتعلّم لتجاوز مراحل الجهل.

والجهل المركّب هو الذي يظن صاحبه بأنه عَالِم ولا يَقبل أن يَتعلّم من الآخرين بل ويُنَصب نفسه مُعَلِما للآخرين بفوقية فارغة ومقيتة.

والجهل المركّب يجعل الجاهل يَتصور نفسه أعلم الناس وأذكاهم وأقدرهم على انتقاد أي شيء وبلا ضوابط علمية وأخلاقية، وهذا الوباء منتشر في الميادين الإعلامية والأكاديمية والفكرية والبحثية!

وإن أُحْسِن الظن ببعض الجهلة فإنهم يُخَرِبون من حيث يظنون أنهم يُعمرون، وينشرون الأوبئة والأمراض والضياع من حيث يعتقدون أنهم يزرعون المعافاة والصحة والرشد!

وللخلاص من إشكالية الجهل المركّب ينبغي العودة لمراحل البحث العلمي الدقيق وصولا للحقائق الإنسانية والعلمية.

ومن أبشع السياسات (سياسة التجهيل) الساعية لاقتلاع الانتماء للعلم والوطن، وتخريب المنظومات الإنسانية ليسهل تمرير المؤامرات الفكرية، ولهذا نجد أن المُخربين يُنفقون مليارات الدولارات لنشر أفكارهم الهدامة بهدوء ومكر ومخاتلة!

والجهل المقدس من أشر أنواع الجهل، وهو مُحاط بقداسة مزيفة قائمة على تحريف النصوص والمفاهيم الدينية الأصيلة!

إن تقديس الناس للمُقَدس حقيقة ليس عيبا، ولكن الغريب أن نجد من يُقدس الخرافات والجهل والخزعبلات، وهنا تكون الآفة القاصمة لظهر المجتمع والدولة!

لا تُقدسوا الجهل، واعتزوا بالعلم والعمل حتى تقدموا للإنسانية خير تلك العلوم الأصيلة بعيدا عن (علوم) الجهل والجهلاء!

إن محاولات تسفيه قيمة العلم وإبراز النخب المزيفة سياسات خبيثة لا تقل خطورتها عن أي حرب دموية وفايروسية في عالمنا المرعب!

وخطورة الجهل لا تكمن بالأفكار المتشددة فقط بل في الانحلالية والتراخي والبهيمية الضاربة للضوابط والأخلاق والعادات والتقاليد الحسنة!

ودعاة (علم التجهيل) يهدفون لنشر الشكوك في العقائد الأصيلة، وهدم الروابط المتينة، ونشر الرعب والخوف والفوضى الفكرية والنفسية تحقيقا لغايات استراتيجية، مدنية وعسكرية، واقتصادية، وأخلاقية بعيدا عن العلوم!

وأصحاب المخططات الشريرة يريدون نزع المبادئ والقيم من منابعها الخالصة، فَهُم، كما نزعوا الدسم من الحليب، يريدون نزع الصفاء من الأديان، واجتثاث السلام من النفوس، واقتلاع الخصوبة من الأرض، واستئصال الفطرة من الكون وهكذا فَهُم يحاربون الإنسان والكون في كل شاردة وواردة بحجج منمقة ومليئة بالخداع العلمي إلا أنها في الحقيقة جزء من (علم التجهيل)!

إن ضياع الهُوية من أخطر ثمار هذه العمليات الجارية على قدم وساق لنشر الجهل في البيت والمدرسة والجامعة والدواوين والنقابات وفي كافة التجمعات البشرية!

وخطورة الجهل المُغَلف لا تقف عند حدود الحاضر بل هي مؤامرة على المستقبل القريب والبعيد، ولهذا صرنا أمام كيانات "علمية" لا تقدم للطلبة والمجتمع والدولة إلا القليل جدا من العلوم الرصينة، وقد نجد بعض الثمار السلبية لتلك الكيانات العليلة بالهروب نحو التطرف ورفض الآخر!

ويمكن الوقوف بوجه علوم التجهيل التخريبية عبر الدراسات العميقة والتحليلية لهذه الظاهرة القاتلة، وتشجيع العودة للأصول الفكرية والعلمية، ورفض الأفكار المستوردة السقيمة، وتحذير المواطنين منها!

ويكمن العلاج، أيضا، في ضبط البوصلة بين المُتَأثرين بهذه الأفكار المليئة بالجهل ومحبي العلوم الصافية عبر الحوارات العلمية القائمة على قبول الآراء الحكيمة وبيان نقاط الضعف والهزال في آراء المخالفين بموضوعية وهدوء، وكذلك مراقبة ما يُنشر عبر الشبكة العنكبوتية (الأنترنيت) لأنها الباب الأوسع لنشر الجهل!

وتذكروا بأن العلم أساس البناء، والجهل أساس الهدْم!

 

@dr_jasemj67

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2023
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6720 ثانية