عشتار تيفي كوم/
تمر علينا الذكرى 54 للمذبحة التي ارتكبت بحق شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) في قرية صوريا بتاريخ 16/9/1969 تلك القرية التابعة لقضاء زاخو بمحافظة دهوك وتصدرت قائمة المناطق المنكوبة، واذا كان البعض ليس على دراية تفصيلية بكل ماجرى فيها فان حقائق التاريخ لايمكن لها ان تتجاوز ماتعرضت له عام 1969.
لقد تعرضت قرية صوريا الى التدمير الشامل من قبل الملازم المجرم عبد الكريم الجحيشي ومن كان معه وظلت تلك الاحداث المأساوية شاهدا بارزا على الوحشية والارهاب المنظم بكل مايعني هذا التوصيف من قرائن، ان قرية صوريا قرية صغيرة امنة تعرضت الى ابشع هجوم من قبل الجيش العراقي في 16/9/1969 واستشهد فيها 37 انسانا وجرح 23 شخصا وفي مقدمتهم كاهن القرية حنا قاشا الذي حاول تفنيد التهم التي وجهت الى اهالي قرية صوريا بزعم زرع لغم في طريق للعجلات العسكرية يمر بالقرب من القرية لكن يبدو ان القرار اتخذ بإبادة اهالي القرية فاستمر الرمي الى ان تأكد انه لم يبق شخص واحد واقفا في تلك البقعة من الارض المسيجة التي تم جمع الاهالي فيها.
شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) اختبر مثل هذه الجرائم فقبلها كانت مذابح (سميل..سيفو ..أورمية ..سفربلك..فيشخابور..وصولا الى عصابات الأرهابية ومذبحة سيدةالنجاة وجرائم داعش )، ولكنه بقي صامدا امامها ليعلن بانه شعب يحب الحياة متمسك بارضه والتعايش المشترك مع جيرانه من الشعوب الاخرى ومتعاوناً معهم لخلق وطن ومستقبل سعيد لجميع مكوناته.
رغم بناء قرية بديلة للأولى التي غمرتها مياه سد الموصل وبتوجيه من الاستاذ سركيس آغاجان للجنة شؤون المسيحيين في زاخو بتنفيذ العمل، الا انها لازالت تعاني الكثير من الاحتياجات كتعويض اهالي الشهداء وتبليط الطريق ونصب تذكاري للشهداء وغيرها الكثير. بهذه الذكرى الاليمة لا يسعنا الا ان نثمن عالياً جهود الاستاذ الفاضل سركيس اغاجان الذي قام بتحريك هذا الملف وكلف محام خاص وفريق عمل ومتابعة القضية في محكمة الجنايات العراقية، اذ تم فتح المقبرة ونقلت رفات الشهداء في مقبرة مخصصة لهم وبشكل مهيب تليق بمكانتهم .
وفي الوقت الذي نستنكر اليوم هذه الجريمة البشعة. فأننا نطالب مجلس النواب العراقي وبرلمان اقليم كوردستان القادم ، بان يصدروا تشريعا باعتبار الجرائم المقترفة بحق شعبنا هي جرائم ابادة جماعية وليست جرائم حرب، فشعبنا لم يحارب احدا، فقط كان الضحية وبدون اية مقاومة.
ما يتعرض اليه شعبنا اليوم من اضطهاد وظلم وتهميش وتضاف اليه الهجرة والتهجير والاستيلاء على الممتلكات والاراضي والتغيير الديموغرافي ما هي الا مقدمات تنفيذية لأجندة نهائية تهدف الى قلعنا من جذورنا وارضنا وتاريخنا، من هنا فأننا لن نقف مكتوفي الايدي، وسنكون في المقدمة دائما – ومهما كانت متطلبات ذلك – للعمل وبكل السبل الكفيلة لانهاء هذا الملف لصالح ابناء شعبنا.
ختاما نقول الرحمة والخلود لشهداء قرية صوريا العزيزة ولكل شهداء شعبنا وشهداء كوردستان والعراق وعبر التاريخ انتم تيجان ذهبية على رؤوسنا وبكم نقتدي في الثبات على المبادئ.
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
16 / 9 / 2023