انطلاق دورة المناهج والبرامج الكشفية في العراق التي تنظمها لجنة المناهج في الكشاف السرياني العالمي      قداسة البابا فرنسيس يهنيء البطريرك ساكو بعيد شفيعه      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يحضر حفل افتتاح السيمبوزيوم السرياني الأول في الوطن      مسرور بارزاني يؤكد إصرار والتزام الحكومة بحماية التعايش الذي يشهده إقليم كوردستان      برعاية وحضور رئيس وزراء إقليم كوردستان إنطلاق "السيمبوزيوم السرياني الأول في الوطن" في أربيل اليوم      غبطة البطريرك يونان يشارك في اجتماع لمجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا مع نيافة الكردينال مايكل تشيرني رئيس دائرة خدمة التنمية البشرية المستدامة في الفاتيكان      قناة عشتار الفضائية تستقبل الاعلامي والكاتب عادل دنو القادم من استراليا في دهوك      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل حضرة السيّد أنور أتّو المشرف العام على برنامج اللغة الآشورية في المدارس المسيحية الآشورية المحدودة      بالصور.. الرسامة الكهنوتية للشماسين الإنجيليين مانويل فرنسيس وعمار عجاج- كنيسة مار توما الرسول في ساغسيل – فرنسا      الأدباء السريان في مدينة الشمس والشعر والنار      البنتاغون يرفض تحديد موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق      أكثر من مليوني عراقي دخلوا مراكز محو الأمية منذ 2011      لمن تكون اليد العليا في المناظرة الرئاسية الثانية؟ دونالد ترامب أم كامالا هاريس؟      تصريحات لكريستيانو رونالدو عقب وصوله لـ 900 هدف.. ماذا عن ميسي؟      6 حلول يتغلب بها الشباب على تحديات سوق العمل      طقطقة الرقبة.. عواقب خطيرة جدا لا يمكن تخيلها      خطاب البابا إلى السلطات المدنية والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني في بابوا غينيا الجديدة      خمسة أعضاء بالكونغرس لبايدن: النفط الإيراني يباع باسم النفط العراقي      مركز أوروبي: صيف 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق على الأرض      معهد واشنطن: إيران تحاول "تهدئة" قصة "شبكة جوحي".. وأجهزة استخبارات العراق في "مستنقع"
| مشاهدات : 1215 | مشاركات: 0 | 2023-09-13 10:02:17 |

قراءةٌ في كتاب" كيفَ خدمَ يسوع وكيفَ نَخدُمُ نَحن؟"

حنا ميخائيل سلامة

 

تأليف المُطران جون نور

                                                       

كان مُعايناً عن قُربٍ لِصُوَر الخِدْمة الجارية أي خِدْمة "الكلمة" وَلِنَهج عَمل خُدَّام الكلمة رُعاة النفوس، فاستوقفه ذلكَ كله، فأخذَ يُطيل التَّبَحُّرَ والتَّمَعُّنَ وإذا بِسَريرَةِ نَفْسهِ توُحي اليه أن يَخُطَّ كِتاباً يتكشَّف مِن عنوانه أنَّه يحمل في ثناياه مُقارنة بَيِّنَةً، وازنَ فيها بِبَصيرةٍ نافذةٍ سِيادة المطران جون نور مُؤلِّف الكتاب، بينَ حاضِر الكنيسة وعَمل رُعاتها وصِفاتِهم بما في ذلكَ وَهَنَاتِهِم، مُسْتجلياً وَجْهَها الحقيقي على ضَوء الواقع وِمن صَميم خِبرة عَملية، ذلكَ التباين والتغاير مع ما كانت عليه عند بداية تأسيسها وانطلاقها وَرُسُلِها للعالم. أي مِن أُصُولِ نَشْأتِها وَمُذ كانت نُواةً صغيرة مِثل " حبَّة الخردل حينَ زُرعَت بالأرض نَمَت وكَبُرت أغصانها وصارت شجرةً تأتي طيور السماء فتأوي اليها".

في مَطْلع تقديمه للكتاب يطرح مُؤلِّفه مجموعة مِن التساؤلات على مِنوال:" ماذا يُريد يسوع أن يقول لنا؟ ما هي مَشيئته لأجلنا؟ كيف يستطيع أن يُساعدنا لنكون على النحو الأسمى المطلوب في رسالتنا المسيحية فنهتمَ بما يريدهُ هو نفسه منا وليس سِواهُ؟ أَلاَ يتضمن وَعْظنا شيئاً أكثر مما يلزم من أفكارنا وقناعاتنا وشيئاً أقل مما ينبغي مِن فكر يسوع المسيح؟ ألسنا دائماً نَعزف على وتيرةٍ معينة من الأفكار على حساب غيرها مما لا تقل عنها أهمية؟ أَلَم نُقدِّم للناس أنهاراً لا نهاية لها مِن النعمة، لكن لم نُسْمِعَهُم معها دعوةً تُذكِّرهُم للسِّير في الطريق الذي دعاهم اليه المسيح؟ أليس مؤلماً أنَّ كلمة المسيح الصافية النقية قد تغطت بطبقة كثيفة من الأفكار البشرية والقوانين والتشريعات الثقيلة وغير ذلك مِن آمالٍ مُضلِّلَة وتعزيات مُخْتَلَقَة كانت مُحصِّلتها صعوبات في اتخاذ قرارات صَميمية؟"

 ويمضي في تلك التساؤلات وغيرها مع توقفه عند تساؤلٍ مُفادُهُ " أليسَ علينا التمسُّك بجوهرٍ "النعمة المُكْلِفَة" التي دفع المسيح دمه مُقدَّماً ثمنها؟ ويُضيف:" إنَّ النعمة غير المدفوعة بثمن أي" الرخيصة" والمُتأتِّية بدون تتلمذٍ فِعْليٍ للمسيح الحَيّ المُتَجسِّد، تُشكِّلُ العدوَ المُميت لكنائسنا؛ إنَّها نِعمةٌ تُباع في السوق كبضائع البائع الطَّواف الرخيصة.. وهي ليست النعمة التي تغفر خطايانا وتحررنا مِن متاعبها، بل التي نُسْبِغها نحن على أنفسنا وتقول بمغفرة الخطايا بدون حاجة لتوبة، وبمعمودية بدون تأديب كَنَسيٍّ، وبشركةٍ بدون اعترافٍ، وبمحوٍ بدون ندامة"؛ هذه النِّعمة تُبرِّر الخطيئَّة بدون تبرير الخاطئ".

وَمِن قَوْلهِ: " مَا أسْعدَ الذين أصبحت كلمة النِّعمة المُكلِفة نبعَ رحمةٍ لهم" ينطلقُ المؤلِّف في كتابهِ الذي ضمَّ بين دَفَّتيهِ سبعة فصولٍ واكبتها عناوين عديدة لتغطيةٍ أشمل، وجاءت نابعة مِن عُصارة فِكرهِ ومَخزونِ علمهِ وتراكُمِ خِبراته  العَمَليَّة عبر سنواتٍ طويلةٍ من الخدمة الدينية والرعائية والإدارية في شرقنا العربي وفي دولٍ أوروبية متعددة خدمَ فيها وكان أتقنَ لُغاتِها بحُكْمِ دراساته اللاهوتية فيها وبغيرها.

فمِن فَصلٍ عنوانه "جوهر الخدمة" وَردَ فيه:" إنَّ جوهر الخدمة شيء ومظهرها شيء آخر، فجوهر الخدمة ليس مجرد تعليمٍ، أو وَعظٍ، أو شرحٍ، أو سُلوكٍ، وإنما هو تسليمٌ لسرِّ عمل المسيح الذي يفوق كلَّ عقلٍ، وهذا السِّر هو قَبول روح المسيح وحياته". وَوَردَ أيضاً: "حينما يُدرك الخادم ما هو جوهر الخدمة سيلتفتُ في الحال إلى نفسه وسيبحث عن جوهرها في أعماق قلبه". وجاءَ في الفصلِ نفسه:" إنَّ الخادم الذي فيه سِرّ الحُب الإلهي يستطيع أن يجذِب الرعية إلى محبة المسيح وهذا هو جوهر الخدمة الحَقَّة". وجاءَ أيضاً: "حينما نلتفتُ إلى الكنيسة كيف كانت، وما زالت، تُقدِّم سِرَّ عَملِ نعمةِ المسيح للمؤمنين صغاراً وكباراً، نجدها لا تُقدِّمه بالتعليم والوعظ على المنبر فقط، بل بما تعملُ به". وجاءَ أيضاً: "إذا انفصلت الخدمة عن سِرِّ محبة المسيح صارت رياضة جَسَدية أو استعراض قدرات أو مجرد مهنة". ووردَ أيضاً: إنَّ المحبةَ تُؤمِّنُ الخدمةَ ضدَّ البِّر الذاتي، وتحفظُ الإيمانَ في خدمة الحقّ".

وفي الفصل المُعنون "المسيح وخطته في الخدمة" تقعُ العَيْنُ على مجموعة مَحطاتٍ وقفَ عندها المؤلِّف بِفطنتهِ المعهودة وأوْسَعها شَرحاً ومنها: " لم يكن اهتمام المسيح الأول حين دعا تلاميذه ليتبعوه بالبرامج التي يصل بها إلى الجماهير، بل بالرجال الذين ستقتفي الجماهير خطواتهم". ويُضيف: " رأى يسوع في هؤلاء البُسَطاء مِمَن اختارهم تلاميذاً ورُسلاً القوةَ الكامنةَ في القيادة لامتداد الملكوت". كما يُبيِّن: " أنَّ هؤلاء الرجال كانوا يتطلعون إلى من يهديهم إلى طريق الخلاص، واستطاع المسيح أن يُشَكِّلهُم ويُكَيّف حياتهم في القالب الذي أراده لهم، لأنهم كانوا أداة طيّعة في يديه المُباركتين، وعليه فإن المسيح يستطيع أن يستخدمَ أيّ انسان يرغب أن يشتغل في كرمه ليعملَ بطريقة مُنتجة مُؤثَرَة ". وتقلب المزيد مِن صفحات هذا الفصل فيستوقفك قول المؤلِّف: " إنَّ نظرة الكنيسة اليوم تتجهُ صوبَ أعداد المُصَلين وطالبي المعمودية وازدياد الأعضاء في الكنيسة، وقلما تَهْتَم بالرِعاية الحقيقية لنفوس المؤمنين وبُنيانهم في محبة وقوة الله". كما لم يَغِب عن ذهنِه ما تتعرض له الكنيسة مِن أعدائها فيقول: "تعمل قوّات الشيطان في عالَمِنا بِلا هُوادة، وبعزيمة جبارة في هجومها على الكنيسة، وهذا أمر مُؤلم، وإزاء الحال المُحزنة التي وصلنا اليها اليوم ينبغي العمل ليس بطرقٍ سَطحيةٍ وبتراخٍ وتهاونٍ لِهَزمِ قِوى الشَّر، إنما بأساليبَ مٌمتلئة مِن رُوح المسيح وإلهامه، تؤهِّلنا أيضاً لنتقدم بالنعمة والمعرفة إلى أن يتحقق غرض الله في خلاص النفوس". وفي مَوقع مِن الفصل عينه يقول: " علينا أن نسمح للروح القدس أن يأخذ مكانه اللائق به في قلوبنا، وأن تكون له السيطرة الكاملة على حياتنا". ويتابع قائلاً: "يلزمنا أن نَذكُر دائماً أن الهدف هو ربح العالم كله للمسيح، ولا يجب أن نكتفيَ بغرضٍ أقل من هذا الغرض".

وتمضي في الكتاب إلى فصلٍ عُنوانه "القاعدة الكتابية لاختيار الخُدَّام وصفاتهم الحقيقية" جاءَ فيهِ: "مِن حيث أنَّ الخِدمةَ هي الخِدمةُ في حقل الرب، إذن يَلزمُ أنَّ الربَّ هو الذي يدعو مَن يُريد أن يَخدمَ، ولا يدعو إلا مَن وجدَ في قلبه محبة نحوه واشتياقاً وقدرة على التَّحَرُّر من شهوات العَالم ومقدرة على بذل الذات" وفي إضافةٍ يقول:" يَعملُ الله أربعة أمور لوضع الشخص في الخدمة، فهو يدعو ويُطهّر وُيكلّف ويقوي، ويَستمر الله عامِلاً هذه الامور مُضيفاً اليها إلهامه وارشاده لمسار الخِدمة على أن يقبلها الخادم بطاعة وتواضع وايمان وخضوع". ومِن باب خبرة سيادة المطران نور العملية ومتابعاته لما يدور نَجدُهُ يُنبّه لأمرٍ هامٍ بقوله: إنَّ أعظمَ خطر يُهدد بعضاً مِن خُدّام اليوم، هو أنهم عندما يَثِقون بأنفُسِهم وبمواعظهم، يُمْسُونَ فاترينَ مُهمِلِينَ فيسقطونَ في خطايا جديدة أو يمارسون خدمتهم قالباً لا قلباً؛ لأنهم فقدوا سلطتهم الاولى بعدم أمانتهم وعدم طاعتهم، كما أنَّ عِظاتِهم البليغة وَخِطَبهم الرنانة ومعرفتهم اللاهوتية تُصبِحُ بلا قيمة ما دامت هذه كلها لم تتم بواسطة حلول روح الله في حياتهم".

ويستعرض في فصلٍ مستقلٍ "عثرات الخادم" ومنها "عدم تمكنه من الانسلاخ عن أخلاقياتٍ وعاداتٍ مُضرَّة به وبخدمته، ومنها الافتخار بالحسب والنسب والألقاب ونقاوة العِرْق، ومنها أيضاً الاعتداد بالذات والإحساس بالتفوق والتميُّز؛ وعليه فالخدمة ينبغي ألاَّ تكونَ خدمةَ تَعالٍ وإحسانٍ وشفقة إنما بذلٌ واتضاعٌ ومحبةً وإخلاءٌ للذات". وفي مَعْرِضِ حديثه عن تزكية خادم الكلمة يقول: "ما يزكيه هو شهادة حية من داخل الكنيسة، المَذبح نفسه يشهد له بأنه يعرفهُ تماما كإنسانٍ يطوف حوله دائماً حاملا الصليب وغاسلاً قلبه وفكره وجسده بدموعه ودم المسيح، ويزكيه روح المسيح الذي يَستقيه كلّ يوم من الكنيسة في الصلاة، ومن صوت المسيح المقروء في الانجيل بخوف ومهابة ووقار الحَضرة الالهية". كما نراه يُوصِي بأن يفحص الخادم نفسه حين يتلقى نقداً أو مأخذاً بدلاً مِن حَمل ضَغينةٍ  او إبداء غَضبٍ، فربما من خلال النقد الموجَّه تُقدَّم خدمة للكنيسة فيتم تدارك أمورٍ وعلاجها قبل فواتِ الأوان. وَيعْتَبِرُ المؤلِّف عثراتِ الخادم" نوعيةً لصلتها المباشرة بروح الخدمة وظروفها وطبيعتها" ويستشهد بقول الرسول بولس: "ولسنا نجعل عَثرةً في شيءٍ لئلا تُلام الخدمة، بل في كلِّ شيءٍ نُظهر أنفسَنا كخُدَّام الله: في صَبرٍ كثيرٍ، في شدائدَ، في ضَروراتٍ، في ضيقاتٍ، في ضَرَباتٍ، في سُجونٍ، في اضطراباتٍ، في أتعابٍ. في أسْهارٍ، في أصوام في طهارةٍ، في عِلمٍ، في أناةٍ، في لُطفٍ، في الروح القدس، في مَحبةٍ بلا رياءٍ، في كلام الحق..".

أمَّا الفصل المُعنون "توقعات يسوعَ في الخدمة والقيادة" فجاءَ فيه:" كان يسوع يعرف خرافه معرفة وثيقة حميمية ويحبهم، وعلى الرُّعاة الاقتداء به. كما عليهم القُرب من رعاياهم لتشديدهم روحياً وإنهاض الخطأة منهم وتثبيت قلوبهم على وصايا المسيح وتعاليمه". ثمَّ يُذكِّرُ بقول المسيح لتلاميذه: "لأنَّ مَن هو أكبرُ: الذي يتكئُ أم الذي يخدُمُ؟ أليسَ الذي يتكئُ؟ ولكني أنا بينَكم كالذي يخدُمُ". وبيَّنَ المؤلِّف خُلاصة ما يريده المسيح مِن القادة والخدام بقوله: مَن أرادَ أن يكونَ فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً؛ ومن  أرادَ أن يكون بينكم الأوَّل فليكُن عبداً لجميعكم". كما يُشير لأسلوب المسيح في الخدمة على قاعدة "الشجاعة بقولِ الحق في محبة". وقد شرح "الاختلاف الكبير بين المحبة والتهاون أو المجاملة على حساب الحق بغية إرضاء الناس". مُضيفاً  "على الرُّعاة الوقوف إلى جانب الحق وكل ما هو حق، وقول الحق وعدم الاستهانة بالحق أو عدم المبالاة به، وأن يسودَ الحق ويكون مَرعياً دائماً".

وتتقدم في الكتاب وصولاً للفصلين الأخيرين وموضوعهما: "المسيحي في المجتمع"؛" التربية الدينية" حيث أوضحَ  مُؤلِّفه مَقصدَ السيد المسيح وما علينا أن نكون على ضَوء قوله " أنتم ملح الأرض". كما استعرضَ أسباب مُعاناة شباب اليوم مُحذراً مِن فقدان الرؤيا الروحية وداعياً لبرامج دينية وتربوية تقوم على أساس وجداني روحيٍ تعزز القيم الدينية والأخلاقية".

 ولا بُدَّ لي من القول، انَّني وبعد قراءة مُتأنية ثانية للكتاب وَجَدتني أقفُ عند المزيد مِن الثراء الروحي والمَعرفِيّ والتعليمي المحتشد فيه. فقد وَرَدَ: "لقد برهنت الكنيسة الأولى على نجاح النَّهج، وكان تأثير خُدامها عظيماً لدرجة انه قبل انتهاء القرن الأول للميلاد كانت أساسات المجتمع الوثني قد اهتزَّت، كما ان الكنائس النامية أُنشِئَت في أكبر المراكز ازدحاماً بالسكان.." وَوَرَدَ أيضاً: "كلُّ آية في الانجيل المقدس وكلّ وصية في ذاتها هي انجيلٌ بحدِّ ذاته". وَوَرَدَ " إنَّ شهادة الكلمة لها وزنها لذا ينبغي أن تكون مصحوبة بشهادة الحياة والسلوك". وعن دور العَلْمَانيِّ يقول: "الخدمة لا تقتصر على رجال الدِّينِ الذينَ دعاهم ربّ المجد، بل كلّ مسيحي ينبغي له أن يخدم بنشاطٍ في كرم الرب".

 وقبل أن أختمَ أقفُ عند نداءِ المؤلِّف النابعِ مِن غَيْرَة رسولية عسى أن يصلَ مَسَامِعَ خُدَّام الكلمة: "هناكَ آلاف الآلاف من النفوس الهالكة التي تحتاج الى رسالة الخلاص حيث يستطيع الرُّعاة الذهاب إليهم". بَقِيَ أنْ أُزجي تهنئةً لسيادة المطران جون نور على كِتابه الذي يُشكِّل مَرْجِعاً نَوْعياً يُسْتَنَدُ عليه، بهدف التَّدَبُّر وأخذ العِبَر وإعادة النظر في أمورٍ كثيرةٍ  قائمة لترتقي الخِدمة لمستوى رسالتها الأصلية السامية وتكون أجدى نَفعاً وأعظم تأثيراً، بما في ذلك تطوير عَمل خُدام الكلمة. وأُذكِّرُ هُنا بمؤلَّفاتهِ العديدة المطبوعة وقد دَوَّن فيها ما ارتسمَ في ذهنهِ خُلاصةً لِخبراته الكنائسِيَّة ومتابعاته الرعائية بما في ذلك ما أمْضَاهُ إبَّان تَسَلُّمه لثمانيَ عشرةَ سنة أميناً عاماً لمجلس رؤساء الكنائس في الأردن. وحريٌ الإشارة إلى انَّهُ حفظه الله وإضافةً لأوراقِ عَمَلٍ كان قدمها وتختَصُّ بالحوار بين أتباع الديانات، فقد نَشرَ نحوَ أربعة آلاف مقالٍ مع موضوعات إذاعية غطَّت شتى الموضوعات والمفاهيم والحقائق والتأملات في الكتاب المقدس يمكن للمهتم الوصول لما توفَّر مِنها مِن موقع نداء الرجاء Call of hope " ".

  

بقلم حنا ميخائيل سلامة نُعمان                                             

[email protected]                                                               

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5898 ثانية