قداسة البطريرك افرام الثاني يحتفل بمناسبة نصف الصوم ويرسم شمامسة قرّاء وأفودياقونيين - دير مار أفرام السرياني في معرة صيدنايا‏      الدراسة السريانية تفتتح المعرض السنوي للرسم والزخرفة والخط السرياني في كركوك      القداس الالهي ‏بمناسبة منتصف الصوم الاربعيني في كنيسة ام النور في عنكاوا ‏      لجنة الشبيبة الكاثوليكية في بغداد تقيم رحلة حج الى اور والبصرة      اوركسترا‏ " كنارة " تعزف للسلام والمحبة والوطن الموحد – بغديدا      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العالم، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة ٦٧٧٣      بالصور.. ايقاد شعلة نوروز في عنكاوا      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يهنئ مسرور بارزاني بعيد نوروز      بالصور .. مراسيم افتتاح قاعة ديانا      أوركسترا‏ " كنارة " بغديدي تشارك في مسابقة (عيون للابداع الموسيقي للشباب – 2023) / بغداد      في رسالة إلى نيجيرفان بارزاني.. وزير الدفاع الأميركي يؤكد أهمية الشراكة مع إقليم كوردستان      عرض قطري جديد لشراء مانشستر يونايتد      البابا فرنسيس يوجّه نداءً من أجل الحفاظ على المياه      خبير ارصاد جوية: إقليم كوردستان على موعد مع موجة امطار وثلوج      تعهد 10 دول منها العراق بالانضمام لمعاهدة الأمم المتحدة للمياه      روايات متضاربة لقصة المدمرة الأميركية في بحر الصين الجنوبي      "بكسلات" التتبع الخاصة بـ"تيك توك" تهدد مواقع حكومية أميركية      فرص متفاوتة.. ماذا ينتظر العرب في تصفيات أمم إفريقيا؟      الآلاف يشيعون أربعة مدنيين كورد قتلوا أثناء احتفالهم بالنوروز بكوردستان سوريا      "المشكلة ستُحل".. إردوغان يتعهد زيادة دفق المياه في دجلة
| مشاهدات : 585 | مشاركات: 0 | 2023-03-11 08:06:06 |

الكنيسة تجمع ما بين السماء والأرض

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

   الكنيسة هي جسد المسيح وهو رأسها . كما أنها هيكل الروح القدس الذي يعطي لها الحياة . والكنيسة بالنسبة لنا هي عالم جديد روحي وبشري ، وهذا العالم يمتد إلى عالم آخر غير مرئي والذي هو مستقبلها . فأبناء الكنيسة الأرضية ليسوا من هذا العالم كما قال يسوع وأن كانوا يعيشون على هذه الأرض ، بل هم من عالم آخر ، وبالمعنى المحسوس عن الكنيسة نقول :

 أن الكنيسة حقيقة بشرية مرئية ، إنما هي أيضاً إلهية في عمق مفهومها ، تمتاز ببعد مكاني لكنه ذات بعد روحي لأنها جسد المسيح السري ، ومادام لكل مؤمن علاقة عضوية بالكنسية ، ونعني أنه في المسيح . والمسيح فيه ، وروح المسيح ساكن في كل عضو من أعضاء الكنسية . لهذا قال الرسول بولس ( أماتعلمون أنكم هيكل الله ، وأن روح الله حال فيكم ؟ ؟ من هدم هيكل الله هدمه الله ، لأن هيكل الله مقدس ، وهذا الهيكل هو أنتم ) " 1 قور 3: 16-17 " فالجماعة المسيحية هي هيكل الله المقدس ، لا من أجل إستحقاقها ، بل لأن الروح يسكن فيها ، وهي تؤمن بأن الله حاضر فيها .

   المسيح هو الذي وضع حجر أساسها ليبني للمؤمنين به بيتاً روحياً لا بيتاً زمنياً مادياً ، بل هيكلاً يسكنه هو ، وروحه القدوس يتوغل في إبعاد الكنيسة كلها وفي وجودها بكافة وجوهه . فالمنتمين إلى هذا الهيكل ليسوا غرباء أو نزلاء ، بل هم أبناء وطن القديسين . ومن أهل بيت الله الذي بني على أساس الرسل والأنبياء وحجر زاويته هو المسيح الذي رفضوه اليهود – يرتفع هذا البناء ليصبح هيكلاً مقدساً في الرب . كما أن المسيح هو رأس الكنيسة والروح القدس هو روحها ، والحاضر في كل أسرارها . وفي لحظة نزول الروح القدس على الجماعة وعلى الخبز والخمر على المذبح ، فالجماعة تعيش لحظات في شركة أبناء الكنيسة الممجدة السماوية وكأنهم في السماء فتتحد الكنيسة كلها معاً .

  الكنيسة ليست مؤسسة أو منظمة ، بل هي المسيح نفسه . فطبيعتها إلهية فيما أن المسيح طبيعته بشرية إلهية ، لذلك كل شىء فيها هو أسراري الطابع . والسّر لا يقصد به عملاً خفياً ، إنما المقصود هو تجلي عمل الله الغير المنظور في المنظورات ، أي تجلي الإلهيات في البشريات ، وهكذا تجمع الكنيسة ما بين الأرضيات والسماويات ، بين المادة والروح . الله يتجلى فيها من خلال ما هو مسموع أو مقروء ، وهكذا حين نصلّي في الكنيسة نتعاطى أمراً إلهياً بشرياً في آن معاً . نحن نطلب منه بكلام بشري ، ونسألهُ لكي نلتمس منه البركة . وهو يأتينا ، ينزل علينا بحضور روحي إلهي بكل معنى الكلمة .

   إذاً ، بما أننا أبناء الكنيسة المقدسة ، فهذا معناه إننا بتنا أيضاً بذات طبيعة إلهية بشرية . ما هو فينا ، ما أعطيَ لنا هو إلهي بشري ، كالقربان المقدس ، هو مادي ملموس وإلهي أيضاً .

من الناحية البشرية ننتمي إلى هذا العالم . لكننا من جهة الطبيعة الإلهية ننتمي إلى يسوع وروحه القدوس . لهذا تصفنا الآية ( أنتم هيكل الله ، وروح الله ساكن فيكم ) " 1قور 16:3 " فهذا يّوَضِح بجلاء ، إننا نجمَع بين السماء والأرض . بين الإلهيات والبشريات . نحن نقطة إلإلتقاء بين ما هو فوق وما هو في هذا العالم .

   الكنيسة خميرة في عجين العالم ، وبدونها لا يتخمر العجين . إنها تجسد إبن الله في زمن العالم ، والبشرى الجديدة التي تنادي وتقول لبني العالم أن الله محبة ، وهذه البشرى تتجلى في المسيح الذي جاء إلى العالم . وتلك البشرى تشع في المدى والزمن . والكنيسة هي نبع الفرح ، فكل ما يرتكب ضد الكنيسة ، يرتكب ضد الفرح ، والفرح يجب أن نطلبه من الله الذي هو مصدر كل فرح .

في الكنيسة أيضاً مؤمنين خطاة تحتضنهم الكنيسة كأم وتدعوهم إلى التوبة والمصالحة لنيل الغفران لأجل الإتحاد مع جماعة الكنيسة الآخرين ومع الله بالمسيح الذي هو رأس الكنيسة .  

نظراً لوجود علاقة دائمة بين أعضاء الكنيسة والثالوث الأقدس فلا بد من أن تكون هناك لغة مشتركة بينهما . يسوع كلمنا بلغتنا ، فعلينا أن نكلم الله بلغته ، فعلينا نحن المؤمنين أن نتعلم لغة الله للتحدث إليه ، ولغة الله هي التأمل والصلاة والعبادة ، عندما نصلي إليه فهو يسمع ، وبعد ذلك علينا أن نصغي إليه لنسمع صوته في حياتنا . الصلاة هي الصلة مع الخالق والتي تربطنا معه بعلاقة مستمرة . لهذا طلب منا قائلاً ( صلّوا في كل حين ، صَلّوا ولا تملوا ) " لو 1:18 " علمنا الصلاة من المزامير ومن الصلاة الربية والصلوات والطقوس الكنسية التي وضعوها لنا الآباء القديسين . نصلي أمام الصليب والأيقونات ، فالأيقونة ليست عمل الفنان فحسب ، إنما تحتوي على عمل إلهي لتصبح وسيلة إتصال من صورة سماوية غير مرئية ، فموضوع الأيقونة في الكنيسة هو موضوع تجلي إلهي في المنظورات ، فعلينا أن لا نقف عما في الأيقونة ، بل أن نصعد بأفكارنا إلى ما فوق الأيقونة لنصل بأفكارنا وتأملنا إلى مسكن روح الله الذي نرفع إليه صلولتنا وتضرعاتنا ، وهو يصغي إلى كل ما نرفعه إلى عرشه السماوي .

مجداً لأسمه القدوس

  التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هانف الموقع: 009647511044194
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2023
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5962 ثانية