مهرجان الاكلات الشعبية التراثية في برطلي      برقية شكر من المجلس الشعبي لكافة المعزين برحيل الرئيس السابق للمجلس فهمي يوسف صليوا      وزير الدفاع اليوناني: هناك حاجة ملحة لحماية الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط      المنظمة الآثورية الديمقراطية ترحب بانضمام سوريا رسمياً إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش      الحكومة السورية تعيد ملكية مدرسة الرام في حولب (حلب) إلى الرهبنة الفرنسيسكانية       مجلة نجم المشرق تنال الجائزة الدولية لتعزيز الحوار لعام 2025      المركز الرعويّ الكاثوليكيّ في مسقط… علامة احترام التنوّع الدينيّ      عرض الفيلم الوثائقي “أرواح عابرة” في بادن السويسرية      قداسة البطريرك مار آوا الثّالث يترأس طقس رسامة الشمامسة في كاتدرائيّة مار زيّا الطوباوي بمدينة موديستو- كاليفورنيا      غبطة البطريرك يونان يشارك في افتتاح أعمال الدورة السنوية العادية الـ52 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان      الصحة العالمية تكشف عن "أخطر الأمراض المعدية فتكا" في العالم      بكركي تحتضن احتفاليّة مرور 1700 سنة على مجمع نيقيا      دراسة تكشف سر تعصب جماهير كرة القدم      بدءاً من السبت.. موجة أمطار وعواصف رعدية تجتاح إقليم كوردستان      الخارجية الأميركية توافق على بيع نظام اتصالات عسكرية للعراق بقيمة 100 مليون دولار      تصعيد هولندي جديد يهز قواعد انتقالات "فيفا"      هيئة البث: مسودة قرار أميركي تدفع نحو إقامة دولة فلسطينية      نيافة المطران مار نيقوديموس يستقبل ويهنئ الدكتور رودي رعد ابراهيم لتحقيقه إنجازات متميّزة في مجال رياضة كمال الأجسام      ممثل الفاو في العراق: اعتمدنا في كوردستان نموذجاً هو الأول من نوعه في المنطقة لتطبيق الري      دراسة.. مواقع مؤتمرات المناخ تخلّف بصمة كربونية ضخمة
| مشاهدات : 1113 | مشاركات: 0 | 2023-03-11 08:06:06 |

الكنيسة تجمع ما بين السماء والأرض

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

   الكنيسة هي جسد المسيح وهو رأسها . كما أنها هيكل الروح القدس الذي يعطي لها الحياة . والكنيسة بالنسبة لنا هي عالم جديد روحي وبشري ، وهذا العالم يمتد إلى عالم آخر غير مرئي والذي هو مستقبلها . فأبناء الكنيسة الأرضية ليسوا من هذا العالم كما قال يسوع وأن كانوا يعيشون على هذه الأرض ، بل هم من عالم آخر ، وبالمعنى المحسوس عن الكنيسة نقول :

 أن الكنيسة حقيقة بشرية مرئية ، إنما هي أيضاً إلهية في عمق مفهومها ، تمتاز ببعد مكاني لكنه ذات بعد روحي لأنها جسد المسيح السري ، ومادام لكل مؤمن علاقة عضوية بالكنسية ، ونعني أنه في المسيح . والمسيح فيه ، وروح المسيح ساكن في كل عضو من أعضاء الكنسية . لهذا قال الرسول بولس ( أماتعلمون أنكم هيكل الله ، وأن روح الله حال فيكم ؟ ؟ من هدم هيكل الله هدمه الله ، لأن هيكل الله مقدس ، وهذا الهيكل هو أنتم ) " 1 قور 3: 16-17 " فالجماعة المسيحية هي هيكل الله المقدس ، لا من أجل إستحقاقها ، بل لأن الروح يسكن فيها ، وهي تؤمن بأن الله حاضر فيها .

   المسيح هو الذي وضع حجر أساسها ليبني للمؤمنين به بيتاً روحياً لا بيتاً زمنياً مادياً ، بل هيكلاً يسكنه هو ، وروحه القدوس يتوغل في إبعاد الكنيسة كلها وفي وجودها بكافة وجوهه . فالمنتمين إلى هذا الهيكل ليسوا غرباء أو نزلاء ، بل هم أبناء وطن القديسين . ومن أهل بيت الله الذي بني على أساس الرسل والأنبياء وحجر زاويته هو المسيح الذي رفضوه اليهود – يرتفع هذا البناء ليصبح هيكلاً مقدساً في الرب . كما أن المسيح هو رأس الكنيسة والروح القدس هو روحها ، والحاضر في كل أسرارها . وفي لحظة نزول الروح القدس على الجماعة وعلى الخبز والخمر على المذبح ، فالجماعة تعيش لحظات في شركة أبناء الكنيسة الممجدة السماوية وكأنهم في السماء فتتحد الكنيسة كلها معاً .

  الكنيسة ليست مؤسسة أو منظمة ، بل هي المسيح نفسه . فطبيعتها إلهية فيما أن المسيح طبيعته بشرية إلهية ، لذلك كل شىء فيها هو أسراري الطابع . والسّر لا يقصد به عملاً خفياً ، إنما المقصود هو تجلي عمل الله الغير المنظور في المنظورات ، أي تجلي الإلهيات في البشريات ، وهكذا تجمع الكنيسة ما بين الأرضيات والسماويات ، بين المادة والروح . الله يتجلى فيها من خلال ما هو مسموع أو مقروء ، وهكذا حين نصلّي في الكنيسة نتعاطى أمراً إلهياً بشرياً في آن معاً . نحن نطلب منه بكلام بشري ، ونسألهُ لكي نلتمس منه البركة . وهو يأتينا ، ينزل علينا بحضور روحي إلهي بكل معنى الكلمة .

   إذاً ، بما أننا أبناء الكنيسة المقدسة ، فهذا معناه إننا بتنا أيضاً بذات طبيعة إلهية بشرية . ما هو فينا ، ما أعطيَ لنا هو إلهي بشري ، كالقربان المقدس ، هو مادي ملموس وإلهي أيضاً .

من الناحية البشرية ننتمي إلى هذا العالم . لكننا من جهة الطبيعة الإلهية ننتمي إلى يسوع وروحه القدوس . لهذا تصفنا الآية ( أنتم هيكل الله ، وروح الله ساكن فيكم ) " 1قور 16:3 " فهذا يّوَضِح بجلاء ، إننا نجمَع بين السماء والأرض . بين الإلهيات والبشريات . نحن نقطة إلإلتقاء بين ما هو فوق وما هو في هذا العالم .

   الكنيسة خميرة في عجين العالم ، وبدونها لا يتخمر العجين . إنها تجسد إبن الله في زمن العالم ، والبشرى الجديدة التي تنادي وتقول لبني العالم أن الله محبة ، وهذه البشرى تتجلى في المسيح الذي جاء إلى العالم . وتلك البشرى تشع في المدى والزمن . والكنيسة هي نبع الفرح ، فكل ما يرتكب ضد الكنيسة ، يرتكب ضد الفرح ، والفرح يجب أن نطلبه من الله الذي هو مصدر كل فرح .

في الكنيسة أيضاً مؤمنين خطاة تحتضنهم الكنيسة كأم وتدعوهم إلى التوبة والمصالحة لنيل الغفران لأجل الإتحاد مع جماعة الكنيسة الآخرين ومع الله بالمسيح الذي هو رأس الكنيسة .  

نظراً لوجود علاقة دائمة بين أعضاء الكنيسة والثالوث الأقدس فلا بد من أن تكون هناك لغة مشتركة بينهما . يسوع كلمنا بلغتنا ، فعلينا أن نكلم الله بلغته ، فعلينا نحن المؤمنين أن نتعلم لغة الله للتحدث إليه ، ولغة الله هي التأمل والصلاة والعبادة ، عندما نصلي إليه فهو يسمع ، وبعد ذلك علينا أن نصغي إليه لنسمع صوته في حياتنا . الصلاة هي الصلة مع الخالق والتي تربطنا معه بعلاقة مستمرة . لهذا طلب منا قائلاً ( صلّوا في كل حين ، صَلّوا ولا تملوا ) " لو 1:18 " علمنا الصلاة من المزامير ومن الصلاة الربية والصلوات والطقوس الكنسية التي وضعوها لنا الآباء القديسين . نصلي أمام الصليب والأيقونات ، فالأيقونة ليست عمل الفنان فحسب ، إنما تحتوي على عمل إلهي لتصبح وسيلة إتصال من صورة سماوية غير مرئية ، فموضوع الأيقونة في الكنيسة هو موضوع تجلي إلهي في المنظورات ، فعلينا أن لا نقف عما في الأيقونة ، بل أن نصعد بأفكارنا إلى ما فوق الأيقونة لنصل بأفكارنا وتأملنا إلى مسكن روح الله الذي نرفع إليه صلولتنا وتضرعاتنا ، وهو يصغي إلى كل ما نرفعه إلى عرشه السماوي .

مجداً لأسمه القدوس

  التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4590 ثانية