الحياة جسر،نعبر من خلالها بالعديد من المحطات: كالهزيمة،والنصر، والأمل،واليأس، والفرح، والحزن، والنجاح لايأتي عبثا، بل قد يتدرج بمراحل، وقد تعترضه العديد من الصعوبات،والتحديات، (مشوار الالف ميل،يبدأ بخطوة)،فمن اسس النجاح:الثقة بالله،والثقة بالنفس، والطموح،وقوة الشخصية، والعزيمة،والإصرار، والصبر،والشغف، والسعي المتواصل، والفشل ليس نهاية المطاف، فقد يلقننا درسا، نتعلم منه،فلو بذلنا جميع الجهود،ولم يحالفنا النجاح في جانب،فقد نصعد سلم النجاح في جوانب اخرى، فالحياة بتنوع مجالاتها، وتوسعها،لا تتوقف على شيء واحد،او شخص معين، فلكي ننطلق في هذه الحياة، فلا بد أن نمر بلحظات، نذوق فيها،مرارة الفشل، كما نستمتع بحلاوة النجاح، سواء أكان شخصيا، او اسريا،او اجتماعيا، او حتى مهنيا، ومن مسببات الفشل ايضا: الجنوح الى الكسل،وانعدام الثقة، والافتقار الى التخطيط...وما شابه ذلك من مسببات اخرى.
وان تحقيق النجاح، يتمتع بميزة فريدة، وهي:الوصول إلى تحقيق الذات، وتحفيزه على تقديم الأفضل، فكما ان النجاح، يفرز المشاعر الإيجابية: كالفرح،من جراء الشعور، بنشوة الانتصار، فمن الطبيعي ان يفرز الفشل المشاعر السلبية:كالحزن،من جراء الشعور بالنقص،والانكسار، ففي البداية،لا بأس ان نعطي للحزن وقته،حتى نفرغ ما بداخلنا،وبعد برهة من الزمن، قد تطول،او قد تقصر، ننهض،ونبدأ من جديد، ونعيد نفس التجربة، او نلجأ الى خوض تجربة اخرى، قد تكون مدروسة بخطوات اكثر جدية،فنتريث فيها، ونتعلم من اخطاءنا، وعثراتنا،كي لا نقع في فخ السقوط تارةاخرى،فليس العيب في ان نسقط، ولكن العيب في ان لا ننهض،ولانعتبر من هذا السقوط، والاستسلام اكبر عدو، لكونه يؤدي إلى غياب روح المغامرة،والتحدي.
ففي كل خطوة، نخطونا في الحياة، يجب أن نتمعن فيها جيدا،وندرسها، بالعقل،والتدبر، فنختار الاقرب إلينا، والانسب لنا، فعلى المرء ان يبذل ما بوسعه ، ثم يفوض امره الى الله، فيما اختاره،وسعى اليه، ويفضل ان لا يكون، سقف توقعاته عالية جدا، بحيث يطمح الى شيء، اكبر بكثير من إمكانياته، او ان يقارن نفسه بالآخرين من افراد جنسه،بالالتجاء الى التقليد الاعمى لهم، وكأنه يدخل في تسابق، ومنافسة غير منطقية مع غيره ؛لكي لا يدخل في متاهات،وهو في غنى عنها، لأن البشر، جميعآ،وبالفطرة، لم يخلقوا متساوون في القدرات، ويستحيل ان يكونوا، بنفس الدرجة من المهارات،والمميزات، حتى لو كانوا إخوة، بانتماءهم الى البيئة نفسها،فكل شخص، ميزه الله بشيء مختلف عن الآخر،وهو يوظفه، بطريقة مختلفة عن غيره، فهذا امر متعارف عليه منذ الازل،فما أجملان نترك بصمة!
وما أصعب ان يكون ما نطمح اليه، خارج الاطر المسموحة لامكانياتنا! فنحن بشر،ولكل منا، طاقة محدودة.
شرمين حسين