بدعوة من قداسة البطريرك مار آوا الثالث.. البطريركية تستضيف حفل الاستقبال السنوي الثالث بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة لأعضاء السلك الدبلوماسي ومُمثّلي الحكومات لدى إقليم كوردستان العراق المُقيمين في أربيل      بعد زيارة البابا... مسيحيّو لبنان يستعدّون لعيد الميلاد بقلوب مطمئنّة      غبطة المطران مار ميلس زيا يستقبل البروفسور الدكتور أفرام يلدز، رئيس كرسي نينوى الاكاديمي في جامعة سالامانكا في اسبانيا      غبطة البطريرك يونان يزور بازيليك القديس جرجس في مدينة أوكسنهاوزِن، ألمانيا      بالصور.. نيافة المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل سعادة القنصل العام لدولة روسيا في اربيل السيد مكسيم روبن      المجلس الشعبي يستقبل الأستاذ سعيد شامايا      جمعية الكتاب المقدس تزور سيادة المطران نيقوديموس داود متي شرف رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس في الموصل وكركوك وإقليم كوردستان      اختتام فعاليات المؤتمر الدولي السابع بعنوان: "رعاية الكنيسة للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية" في العاصمة الروسية موسكو      غبطة البطريرك يونان يزور إرسالية القديس مار اسحق النينوي السريانية الكاثوليكية في مدينة ستراسبورغ، فرنسا      رئيس الديوان الدكتور رامي جوزيف آغاجان يستقبل السيد ماغنوس الممثل عن السفارة الألمانية      واشنطن تقر صفقة أسلحة لتايوان بـ11 مليار دولار وبكين تطالب بوقف تسليح تايبيه "فورا"      بعد هجوم سيدني الدامي.. إحباط "تحرك مريب" باتجاه شاطئ بوندي      مصدر في وزارة المالية: سنرسل 120 مليار دينار من الإيرادات غير النفطية إلى بغداد مطلع الأسبوع المقبل      سافايا وويلسن: سنجعل العراق عظيماً مرة أخرى      تحذير عالمي.. 72 ساعة فقط تفصلنا عن "يوم قيامة مداري" لا رجعة فيه      ليس النظام الغذائي ولا الرياضة.. عامل ثالث حاسم يتنبأ بطول العمر      أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026      البابا لاوُن الرابع عشر: قلبنا القلِق سيجد المرفأ والكنز في محبة الله التي نجدها بمحبتنا للقريب      هيئة الأوراق المالية العراقية: اكتمال إجراءات تأسيس سوق أربيل للأوراق المالية      الصدر يجمّد قوات «سرايا السلام» في البصرة وواسط
| مشاهدات : 989 | مشاركات: 0 | 2022-01-08 07:46:45 |

مجزرة بابل!

جاسم الشمري

 

 

منذ أن ارتكبت أوّل جريمة قتل على كوكب الأرض بقتل قابيل لأخيه هابيل ونحن نسمع بجرائم مماثلة تختلف دوافعها بحسب الزمان والمكان وظروف مرتكبيها.

وقد صرنا في العراق بعد العام 2003 نسمع بجرائم جماعيّة في غالبيّة المدن، وهذا مؤشّر واضح على ضعف الوازع الدينيّ، وهشاشة القانون، وتفشّي المخدّرات بما في ذلك لدى نسبة ليست قليلة من أفراد القوّات المسلّحة!

ومع الساعات الأخيرة من العام 2021 وقعت جريمة بشعة هزّت أركان المجتمع العراقي، حيث قتل أكثر من 20 شخصا من ذات العائلة في محافظة بابل!

والمأساة بدأت حينما داهمت قوّة من الاستخبارات قادمة من بغداد باتّجاه ناحية جبلة بمحافظة بابل (80 كلم جنوبي العاصمة) منزلا لمواطن بريء، أتّهم ظلما بأنّه تاجر مخدّرات!

وقد اتّفقت روايات شهود العيان والتحقيقات الأوّليّة على أنّ النقيب شهاب الضابط في مديريّة مكافحة المخدّرات (صهر المغدور رحيم الغريري) قدّم بلاغا كاذبا بخصوص الغريري اتّهمه بتجارة المخدّرات وإيواء إرهابيّين في بيته بسبب خلافات عائليّة، وعلى إثر ذلك تحرّكت قوّة عسكريّة من بغداد، وبدون أوامر قضائيّة لاعتقاله، وبلا عِلم المحافظة!

وبعد أن حاولوا اعتقاله رفض الغريري تسليم نفسه، وساعتها طلبوا قوّات إضافية، ويقال بأنّ عشرات سيّارات الهمر وصلت من بغداد وقد استخدموا في هجومهم على المنزل الصغير مختلف الأسلحة المتوسّطة والثقيلة والغازات السامّة، وقد قتل جميع مَنْ في المنزل، وكانت الحصيلة 21 ضحيّة، بينهم 14 طفلا، أحدهم لا يتجاوز عمره السبعة أيّام بسبب القوّة المفرطة والاختناق بالغازات القاتلة!

وذكرت بعض الروايات غير الرسميّة أنّ القوّة المهاجمة، وللتغطية على جريمة القتل الجماعيّ، لفّقوا لعبة شيطانيّة خبيثة حيث سارعوا لحظتها وضربوا الأطفال، المقتولين أصلا، بإطلاقات في الرأس ليختموا جريمتهم برصاصة في حلقوم (الغريري)، وكأنّه قتلهم ثمّ انتحر!

هذه الجريمة البشعة مُرَكّبة بوضوح، وإلا كيف يمكن لشخص واحد أن يقتل أكثر من عشرين شخصا ببندقيّة، حتّى لو كان فيها (30) إطلاقة وفي مكان واحد، ودون أيّ مقاومة من الضحايا، ولم يحاولوا الهروب من الموت المحقّق، رغم أنّهم غير مقيّدي الأيدي؟

وبعيدا عن التصريحات العاجلة والمتضاربة لخليّة الإعلام الأمنيّ، ولمحافظ بابل وبأنّ المغدور تاجر مخدّرات، وبأنّهم اعتقلوا شخصين على خليفة الحادث بينما الروايات المؤكّدة تتحدّث عن عشرات السيّارات القادمة من بغداد، فإن هذه التصريحات السريعة تؤكّد وجود ضبابيّة وإرباك في الروايات الرسميّة!

ثمّ تحت أيّ بند قانونيّ، أو أخلاقيّ يمتلك ضابط برتبة نقيب هذه القدرة على تحريك قوّات من محافظة لأخرى، ويرتكبون جريمة جماعيّة وبلا أوامر قضائيّة أو عسكريّة من داخل المحافظة المُستهدفة، ولتنفيذ جريمة قاسية خُرقت فيها كافّة اللوائح والقوانين العسكريّة وذلك للانتقام من صهره بوحشيّة واضحة؟

وإذا كانت هذه المجزرة رُتّبت من ضابط برتبة صغيرة، فما الذي يمكن أن يفعله الضبّاط الذين يحملون رتبا عالية في بلاد اختلط فيها الحابل بالنابل؟

وهل قانون مكافحة المخدّرات يُجيز قتل جميع أفراد عوائل تُجّار المخدّرات؟

مجزرة جبلة، ووفّقا لقرب مسافة إطلاق العيارات الناريّة، تعدّ من جرائم الإعدام الجماعيّ، أو الإبادة الجماعيّة!

هذه المذبحة تستدعي دراسة آليّات تطبيق القوانين العسكريّة وضرورة أن تكون هنالك ضوابط قانونيّة وعسكريّة لتحركات القطعات قبل أن تتحوّل القوّات الأمنيّة لبوّابة من بوّابات الانتقام العشائريّ!

ونتيجة للضغوطات الشعبيّة سارعت محكمة تحقيق بابل يوم الاثنين الماضي لتصديق اعترافات ثلاثة عشر متّهماً بالقضيّة بينهم تسعة ضبّاط وثلاثة منتسبين والمخبر الذي أدلى بالمعلومات غير الصحيحة.

ومع هذه الإجراءات المهمّة يفترض وضع معالجات جذريّة لمثل هذه التصرّفات الرسميّة الإرهابيّة التي ترتكب تحت مظلّة القوانين العسكريّة والمدنيّة!

وصباح اليوم الجمعة جرت مراسيم تشييع ضحايا جبلة، ودفنوا في محافظة النجف الجنوبيّة!

خطورة مجزرة جبلة تتمثّل بأنّ مئات العوائل قتلت بذات الطريقة خلال الثمانية عشر سنة الماضيّة، وفي غالبيّة تلك الجرائم غلّس الجميع عن الجُناة، وتجاهلوا الضحايا، ولكنّ سبب تسليط الضوء على مجزرة بابل كون العراق اليوم، وبعد ثورة تشرين، تغيّرت فيه الكثير من الأوضاع ومنها عدم إمكانيّة التغاضي أو التستّر على غالبيّة القتلة والمجرمين والخطوط الحمراء!

أخطبوط الجريمة المنظّمة يجب أن تقطع أطرافه، وينبغي أن تطبّق العدالة بلا محاباة أو مجاملات لأنّ القانون لا يحمي السفّاحين الحاقدين على كيان الوطن وحياة المواطنين!

dr_jasemj67@










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5156 ثانية