يكثر اللغط كثيرا عن موسم 1980-1981 خصوصا من جمهور الشرطة باعتبار انه تم ظلمهم, وهم الى اليوم يتكلمون بحرقه عن سرقة لقب موسم 1980-1981منهم, ويسددون سهام الاتهام الى مؤيد البدري بالخصوص, باعتباره رئيس اتحاد تلك الفترة, ويقولون انه كان متعاطف جدا مع الطلبة وخصوصا مع النجم حسين سعيد, يسردون كيف سرق الدوري, وتلاعب بالتعليمات المعروفة! خدمة لمصالح نادي الطلبة! كي يتوج بالدوري على حساب من يستحقه وهو نادي الشرطة.
والحقيقة وجدنا في كتاب الاستاذ (علي رياح) – ايام الكرة العراقية – تفاصيل موسعة عن هذه القصة, مع الادلة لتبرئة مؤيد البدري والاتحاد العراقي من كيل التهم الباطلة, وان ما جرى ليس فيه اي تلاعب, بل حسب تعليمات الاتحاد ذلك الموسم, لذلك أجد من المهم الكتابة عن الموضوع مستندا الى الادلة التي قدمها علي رياح في كتابه.
تعليمات الاتحاد المنشورة
المعهود أنه اذا تساوى فريقان بعدد النقاط يتم اللجوء لفارق الأهداف, فإن كان فارق الاهداف متساوي, فان الارجحية تكون لمن سجل اكثر أهدافا, وهذه قاعدة شائعة في العالم, لكن كراس الاتحاد العراقي الذي تضمن تعليمات موسم 1980-1981 في المادة (25) من نظام مسابقة الدوري وتنص على:
في حال تعادل فريقين او اكثر في مجموع النقاط, يحدد الفائز بالمركز الأول وفق الصيغ التالية:
أ- يعتبر الفريق فائزا بفارق الأهداف.
ب- اذا استمر التعادل, يعتبر الفريق الفائز من له أكبر عدد من المباريات التي فاز بها.
ج- إذا استمر التعادل, تقام مباراة فاصلة لتحديد المركز الاول والثاني.
هذه المادة صريحة وواضحة في الكراس الذي تم توزيعه قبل انطلاق الموسم, لكن الكثيرين لم ينتبهوا الى موضوع المادة (25), لذلك لا حجة للمعترضين والمشككين بذمة الاتحاد, وإنما القصور فيهم لعدم انتباهم على التعليمات وتمسكهم بما هو شائع.
اليوم الأخير للموسم
قبل اليوم الأخير كان الطلبة هو المتصدر برصيد (17) نقطة من (10) مباريات ويليه الشرطة برصيد (15) نقطة من (10) مباريات, حيث كان الفائز يكسب نقطتين والتعادل نقطة والخسارة صفر.
اليوم الأخير كانت فيه مواجهتين ناريتين, الاولى الطلبة ضد الطيران ثالث الترتيب, والثانية الشرطة ضد الزوراء المبتعد عن المنافسة, فكان الشرطة يفكر بالفوز بفارق ثلاث أهداف ليضمن الفوز بالدوري, ضمن حسابات افتراض تعادل الطلبة مع الطيران, المباراة الاولى انتهت بخسارة الطلبة أمام الطيران 1-2 , أما المباراة الثانية فانتهت بنتيجة كبيرة بفوز الشرطة على الزوراء 3-0 , عند انتهاء المباريات كان رصيد الطلبة (17) نقطة وله (8) حالات فوز, وتعادل وخسارتان, وله (19) هدف وعليه (5) اهداف, اي الفارق (14) هدف صافي.
اما الشرطة فأصبح رصيده (17) نقطة, من (6) حالات فوز, و(5) تعادلات , ولم يخسر ابدا, له (21) هدف, وعليه (7) هدف, اي الفارق ايضا (14) هدف, فحسب اللوائح التي في كراس الدوري المادة (25) في حالة التعادل بالنقاط وفارق الاهداف يتم الرجوع لأكثر حالات الفوز, وهي لصالح الطلبة.
الغريب هو ما حصل!
بمجرد انتهاء مباراة الشرطة والزوراء, تبادل لاعبوا الشرطة التهاني والقبلات تعبيرا عن الفرحة بالفوز باللقب! وخرج بعض جمهور الشرطة في مسيرة طويلة من ملعب الشعب حتى باب الشرقي وهو يعبر عن الابتهاج والسرور بالفوز بالدوري!
لكن الصدمة كانت شديدة عند رجوع الاتحاد العراقي للتعليمات وبالتحديد المادة (25) والتي اعطت الدوري للطلبة, والمادة كانت صريحة ولا تحتاج تأويل, عندها توجه غضب جمهور الشرطة غير الملتفت للتعليمات باتجاه الاتحاد واتهامه بالميل الى نادي الطلبة.
هذه الحقيقة لليوم غائبة عن الكثير من جمهور الشرطة, والسبب عدم اطلاعهم على تعليمات الاتحاد في موسم 1980-1981 المنشورة في كراس الموسم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب/ اسعد الدلفي
العراق- بغداد
الايميل/ [email protected]