استوقفني منشور على صفحة قائممقام قضاء الحمدانية الاستاذ عصام بهنام يوضح فيه مجموعة المشاريع الزراعية التي قامت بها منظمتكم في قضاء الحمدانية وناحية برطلة ضمن برنامج دعم الاستقرار (رابط المنشور اسفل المقال) ، وانا اثني على منشوره هذا لانه يضع المواطن بالصورة امام حجم المشاريع التي اقيمت من قبل المنظمة من خلال الادارات المحلية فكل الشكر للسيد القائممقام على خطوته هذه .
ولكن ما اثار انتباهي هي القوائم الطويلة من المستفيدين من المشروع والتي بلغ عددهم ٢٦٥ مستفيد وهي تخلو من اصحاب المشاريع الزراعية من المسيحيين من ابناء برطلة رغم وجود العديد منهم من الذين يستحقون المساعدة بعد ما تضررت مشاريعهم بسبب داعش والعمليات العسكرية ، الا من واحد فقط واغلب الظن دخل اسمه بسبب موقعه الاداري في ادارة البلدية في القائممقامية . هذا ما يقودنا الى عدة علامات استفهام مضطرين ان نضعها امام برنامجكم المومأ اليه.
بصفتي احد اصحاب المزارع من غير المستفيدين من برنامجكم هذا والمزرعة تضم (بستان زيتون ٥٠٠ شجرة ، منحل ، حقل دواجن) ، لا بل لم يصلنا خبر تواجدها ومشاريعها وبرامجها في المنطقة كما هو حال كل المنظمات التي عملت في نفس الجانب . علما ان المزرعة مجازة رسميا وتقع على الشارع الرئيسي الذي يربط الحمدانية بطريق اربيل موصل ، الم يكلف نفسه مسؤول المنظمة او العاملين فيها زيارتها او الاطلاع على مشاكل اصحابها وهو من صلب عملهم سيما وهي لا تبعد الا خطوات عن الطريق . بعيدا عن ألقاء اللوم على احد ، ولكن هل هو خلل في الادارة المحلية في برطلة ام في دائرة الزراعة ام في العاملين في المنظمة ، فلا بد من وجود خلل في مكان ما .
لقد عدنا في سنة ٢٠١٧ بعد التهجير وآلمنا كثيرا المشهد الذي آلت اليه مزرعتنا بسبب داعش والعمليات العسكرية ، خمسمائة شجرة عمرها عشر سنوات محترقة بالكامل ، خلايا النحل طالتها السرقة واحترق مكانها ، حقل تربية افراخ الدجاج نهبت محتوياته وتأثر بنائه .
الايام تسير ولا يسأل عنك احد ليخفف عنك الصدمة ، بدأنا العمل بقطع ال (٥٠٠ ) شجرة المحترقة بانفسنا ، وتصوروا وقع المهمة على نفسية القائم بالعمل ، واعدنا منظومة الري بالمتوفر لدينا وباصرارنا عاد كل شيء الى ما كان ولكن ليس بالطموح دون دعم من اية جهة رغم اتصالنا بالعديد منها .
وبعد خمس سنوات من ما بعد العودة والعمل في البستان الاشجار علت واثمرت والمنحل في بداياته والامور تسير ولكن ببطء .
زارنا في ٢٠١٨ احدى الشخصيات الامريكية التي تعني باعادة الاعمار بصحبة قناة عشتار الفضائية اثر تواصل معي بعد ان لفت انتباهه التقارير الصحفية التي كنت اعدها عن اعادة الاعمار في برطلة وانشرها على المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي ، وانبهر بما نقوم به ووعدنا بالمساعدة ورحل ، واعدت القناة تقريرا عن المزرعة وعرضته مشكورة على شاشتها .
في الصيف الماضي التهمت النيران اجزاء من مزرعتنا ومزرعة اخرى مجاورة ، هبت المنظمات لنجدة المزرعة المجاورة USAID وما شابهها لنجدة المزرعة المجاورة ، بينما تركنا نحن نضمد جراحنا بايدينا .
أخبار عن بيوت بلاستيكية تستخدم في الزراعة المحمية تسلم من قبل احدى المنظمات لاشخاص على انهم اصحاب مزارع ، تُعرض في الاسواق للمتاجرة والبيع .
زارتنا الصيف الماضي الجمعية الخيرية الاشورية بعد توجيه من قبل احد اصحاب حقول العجول ، ووضعت كشفا بكل احتياجاتنا ولم نرى شيئا على ارض الواقع الى الان .
وبعد خمس سنوات من ما بعد العودة والعمل في البستان الاشجار علت والمنحل في بداياته والامور تسير ولكن ببطء . بعد كل هذا ، الا يحق لنا ان نستفسر عن سبب عدم شمولنا ببرامج المنظمات اسوة باقراننا التي نشرت اسماؤهم في القوائم المرفقة مع منشور السيد القائممقام . ألم تلفت المزرعة انظار القائمين او العاملين فيها سيما وهي على طريق تنقلهم ما بين سهل نينوى واربيل او الموصل ، ام ان المزرعة محظور شمولها ببرامج هذه المنظمات .