بمباركة وحضور قداسة البطريرك مار آوا الثالث لجان كاتدرائية مار يوحنا المعمدان البطريركية تنظم مهرجاناً خاصاً بعيد الميلاد المجيد وسوق خيري لدعم العوائل المتعففة      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس الذكرى المئوية لتأسيس رعية مار أفرام السرياني، كنيسة مار أفرام - باريس، فرنسا      البطريرك ساكو يشارك في مراسم انتهاء اعمال بعثة الامم المتحدة (يونامي) في العراق      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل القنصل العام للمملكة الأردنية الهاشمية في أربيل والوفد المرافق له      غبطة البطريرك يونان يزور سيادة رئيس أساقفة أبرشية باريس اللاتينية، باريس - فرنسا      سوريا تستعدّ لعيد الميلاد وسط مناخ سياسيّ جديد      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل السيّد يوحانا يوسف، رئيس مجلس إدارة منظمة إغاثة نينوى، وحضرة القاضي رائد إسحق      أمسية ميلادية تفيض بفرح الأطفال في إيبارشية أربيل الكلدانية      المشرق تحت الاختبار: نزيف الوجود المسيحي السوري      الملك تشارلز الثالث يدعم المسيحيين المضطهدين حول العالم      12 قتيلا بإطلاق نار خلال احتفالات "الحانوكا" اليهودي بأستراليا      إحصائية الأضرار في إقليم كوردستان وكركوك: تسجيل 5 وفيات و19 إصابة وتضرر أكثر من 2200 منزل      المحكمة الاتحادية العليا تصادق على نتائج انتخابات مجلس النواب      عقار من شركة "فايزر" يبطئ تطور سرطان الثدي      رويترز: منفذ الهجوم على الجنود الأميركيين في سوريا كان أحد أفراد قوات الأمن      ألمانيا تحبط مخططا إرهابيا لمهاجمة سوق لعيد الميلاد      تشابي يتجاهل تهديدات إقالته.. ويركّز على إنقاذ ريال مدريد      نوتردام تتفوّق على متحف اللوفر وتصبح الموقع الأكثر زيارة في باريس      البابا: ميلاد المسيح هو هبة نور لعالمنا الذي يحتاج إلى الأمل      البابا يشدد على أهمية الحوار ونزع سلاح الكلمات من أجل دبلوماسية صادقة
| مشاهدات : 1027 | مشاركات: 0 | 2021-06-05 10:30:01 |

الإشتياق إلى الشهادة هو إقتداء بالمسيح

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

( من أراد أن يتبعني ، فليكفر بنفسهِ ويحمل صليبهُ ويتبعني ) " مت 24:16 " 

    الشهادة تعني إعلان خبرما للآخرين ، يعلنه الشاهد بقوة وحتى وإن كان الثمن الموت أو الإستشهاد . فهناك من يفسر كلمة ( أستشهد ) بأنها الموت في سبيل الله الذي يشهد له . أو في سبيل الوطن الذي يدافع عنه . أما في المسيحية فالشهادة هي إعلان بشرى الأنجيل في الكرازة بالكلام أو الكتابة أوالنقاش المباشر وحتى وإن كان مع الرؤساء أو المسؤولين المناهضين للإيمان فيجهروا المبشرون بإيمانهم لهم ويعلنوه بجرأة وإن كان ذلك على حساب حياتهم ، حينذاك تتحول شهادتهم إلى إستشهاد بمعنى الموت . فيخسروا الدنيا لكي يربحوا السماء ، وحسب قول يسوع  ( لأن الذي يخسر حياته في سبيلي يجدها ) " مت 25:16 " . فالذي يموت في سبيل المسيح ، يموت شاهداً وشهيداً له ، لأنه يحبه ويحب كل من يموت أجله ، لهذا يقول الكتاب ( ليس لأحد محبة أعظم من هذه : أن يبذل أحد حياته فدى أحبائه ) " يو 13:15 " .  الكثير من القديسين والمؤمنين قدموا انفسهم بكل إيمان وفرح للذبح وبكل عزيمة لكي يستشهدوا كمخلصهم ويموتوا شهداء كما مات هو على  الصليب كاسراً جسده ليصبح ذبيحة كاملة بدون عيب ، قدمها لله الآب بسبب محبته للبشرولأجل خلاصهم . والإفخارستية هي حقيقة تجسد المحبة الإلهية نتذكر بها موت إبن الله من أجلنا ، كما يتجسد في هذا السر ويحضر في القربانة جسداً وروحاً كشهيد من أجل خطايا العالم وخلاص كل مؤمن به . فكل من يشتاق إلى الإستشهاد يصير خبزاً مكسوراً على مثال سيده ، فيتحد معه ليصبح ذبيحة من أجل الكنيسة . كتب القديس أغناطيوس إلى كنيسة روما طالباً من مؤمنيها لكي يستشهد للمسيح ، فقال ( دعوني أقتدِ بآلام إلهي ) وهذا ما أكده الرسول بطرس ، قال ( .. فإن المسيح تألم من أجلكم وجعل لكم من نفسه قِدوة لتقتفوا آثاره ) "  1بط 21:2 " .  

   خير لكل مؤمن أن يموت شهيداً ليتحد بالمسيح الشهيد ، فالموت هو الباب الذي يفتح للشهيد لكي يولد في عالم آخر ، عالم النور الصافي ، وهناك يصير إنساناً كاملاً . فموت الشهادة هو صورة لموت المسيح ، وليس هذا الإقتداء نسخة عن مثال خارجي بعيد ، بل هو شِركة حياة ، فالمقتول بسبب إيماته يعتبر موته هو الطريق الأئمن ، ووسيلة للبلوغ الأكيد إلى الله واللقاء بالمسيح الذي مات من أجله . فهدف الإستشهاد هو الأقتداء ، كما نقتدي بمن علمونا هذا الطريق كمار بولس الذي مات شهيداً ، قال ( اقتدوا بي كما أقتدي أنا بالمسيح ) " 1 قور 1:11 " . أجل ، أقتدى بولس بمخلصه فاختار درب الشهادة لكي يحظى بأسمى أكليل ويحظى بالمسيح ، الذي هو غاية الحياة .  

   بالشهادة غلب المسيح على الموت ، والمسيحي إذا مات شهيداً سيولد ولادة جديدة ويتحرر من سجن الجسد فيُفتَح له الطريق ليلتقي المسيح . الشهادة عمل بطولي فيه التحدي للشيطان وأعوانه في هذا العالم ، ليصير إنساناً حُراً جديداً في عالم آخر . فمن الأفضل أن نقتدي بالمسيح ، وكما يقتدي هو بأبيه . هذا الإقتداء يحتاج إلى تضحية كبيرة في الحياة الزمنية وذلك بمحبتنا للجميع وأحتمالهم ، فنحتمل ضعف الضعفاء ، ونساعد الأرملة والمحتاج ، ونحب العبيد والمرضى والمضطهدين والمهمشين وغيرهم كما أحب يسوع كنيسته ، وهكذا نسير على خطى من مات لأجلنا ، ونسير في درب الآلام حتى الشهادة . فمن أجل الوصول إلى المسيح يجب أن نعمل بوصاياه ونسير خلف صليبه حاملين صلباننا ، لأن الصليب هو أعلى درجات المحبة ، والمسيح أوصانا بحمل صلباننا ، وإن اقتضى الأمر نحمله حتى الشهادة التي هي كمال التلمذة . وموت الشهادة هو الدرجة العليا للمحبة .  

ختاماً : الشهادة هي إعلان للحق ويسوع المسيح جاء إلى هذا العالم لكي يشهد للحق وكما قال لبيلاطس . يقول الرسول بولس لكل مؤمن ( فلا تستحي  بالشهادة لربنا ، ولا تستحي بي أنا سجينه ، بل شاطرني المشقات في سبيل البشارة ، وأنت مُتَكِل على قدرة الله ) " 2 تي 8:1 " فكل أبناء الكنيسة يساهمون كشهود للحق ، ولإعلان كلمة الإنجيل بالأقوال والأفعال ، وإن تَطوَّرَ واجب الشهادة إلى الإستشهاد في سبيل تأدية الشهادة للمسيح الذي هو متحد بكل مؤمن ، فالمستشهد يؤدي الشهادة بحسب وصية الإنجيل ، فيولد بعد الموت في عالم الأنوار الأبدية ، والشهادة هي قمة المحبة وبسببها سينال معمودية الدم لكي يطهر من كل ذنوبه ، ويرفع إلى السماء ليلتقي بمخلصه الذي مات لأجله .  

ولإلهنا ومخلصنا يسوع كل المجد 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5099 ثانية