تشكل صور الإدمان المختلفة، كالادمان على المخدرات، وتعاطي الكحول، والادمان على وسائل التكنلوجيا الحديثة، آفة اجتماعية،يصعب السيطرة عليها، فتهدد سلامة الفرد،والأسرة،والمجتمع، بالعديد من المخاطر الصحية،والنفسية، والاجتماعية،والاقتصادية.
فعلى سبيل المثال: إن تعاطي المواد المخدرة، عندما يبلغ حد الإدمان،يكون سببا في طرح بعض السموم،التي تؤدي إلى تآكل الجسم، بتعريضه للإصابة ببعض الامراض الخبيثة مثل: امراض القلب،كالذبحة الصدرية، وإفساد خلايا المخ ٠٠٠وغيرهما من امراض اخرى.
ويصيب المدمن، ببعض الامراض النفسية: كالاكتئاب،والقلق،والتوتر،والانطواء٠
بالاضافة الى حدوث بعض الكوارث الاجتماعية: كشيوع جراءم القتل،والسرقة،والانتحار٠
وحدوث بعض الازمات الاقتصاديةمثل: قلة الدخل،أو انعدامه؛بسبب قلة إنتاجية الفرد المدمن، وتعطيله عن الأداء الوظيفي، فيعجز عن اعالة نفسه،واعالة أسرته، ويتلف امواله؛لشراء هذه السموم الفاسدة.
ويسبب تفاقم الإدمان، المشكلات الاقتصادية الدولية،فالدول التي تقوم، بصرف المبالغ الطاءلة؛ لتوفير الرعاية الصحية،والنفسية،والاجتماعية لمراكز معالجة الادمان، وتدفع التكاليف الباهضة لعلاج المدمنين، فإن هذه الاعباء الملقاة عليها، تثقل كاهلها،بدلا من استثمار هذه الاموال، في مشاريع التنمية:كبناء المدارس، والمستشفيات،وتوفير دور السكن، وإنشاء المصانع الانتاجية،التي تتاح فيها فرص العمل.
كما تعتبر هذه الازمة، المؤشر الرئيسي؛لارتفاع معدلات البطالة، واضاعة فرص التنمية بتدهور القطاعات الإنتاجية ،باضاعة أموال الشعب؛ لشراء هذا السلاح الفاسد .
ولشيوع الإدمان،عدة اسباب، منها: انعدام التوعية،التي تقع، على عاتق الأسرة،والمدرسة، ومؤسسات المجتمع، ومصاحبة رفاق السوء، وغياب الوازع الديني، بعدم تطبيق،تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، وقصور الاجهزة الامنية، في سن القوانين،التي تقوم، بمعاقبة تجار الادمان، وشيوع حالات الفقر،والبطالة؛ نتيجة لما آلت إليه ظروف البلاد، من الاحوال المعيشية الصعبة.
أما المجتمعات التي تنشأ فيها، الاهتمام بالتوعية، وتقديم الرعاية الصحية، والنفسية،والاجتماعية، وتكرس فيها،الجهود المبذولة؛ لتحسين المستوى المعيشي، والدول التي تطبق فيها، تعاليم الدين الحنيف، وتصدر الجهات الامنية فيها، العقوبات الصارمة؛لمعاقبة تجار المخدرات، فتلك المجتمعات،تكون اقل تعرضا، لاضرار الادمان؛لأنها، تسنح الفرص المناسبة؛ للحد من تفاقم هذه الازمة.
ولا ينفى،شيوع الادمان بكثرة، في بعض الدول الاوروبية، فهذه الدول،رغم تقدمها الصناعي، وتمتعها بالانتعاش الاقتصادي، لكنها تكاد تعاني من ظاهرة الادمان، ويعزى حدوث ذلك، الى شيوع الإباحية الجنسية، في تلك الدول، بعدم احترام سكانها،لقداسة الدين،
ومن الدلائل التي تثبت ذلك:
اظهرت نتائج دراسة بريطانية حديثة: بأن المواد الاباحية،لها تأثير، مماثل لتأثير المخدرات، على المدمنين،فالشاب الاوروبي، عندما يشعر بالملل،والرتابة، ويفقد الشعور، بمتعة الحياة، سرعان ما يلجأ، إلى الإدمان؛للهروب من هذا الواقع المرير .
ومما سبق،يتضح لنا: بأن مسؤولية مكافحة الادمان، مسؤولية مشتركة،وليست فردية، فينبغي أن تتضافر، الجهود الفردية،والاسرية، والمجتمعية،والدولية؛لاجتناب هذا الخطر الداهم.