تدشين كنيستين في الموصل بعد ثلاث سنوات من أعمال الترميم      الأب فادي بركيل من وادي المسيحيين: “فلنوحّد صوتنا كمسيحيين.. فالوحدة اليوم واجب لا خيار”      قداسة البابا تواضروس الثاني يستقبل الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس      البطريرك ساكو يزور القوش      مؤتمر دولي في عمّان يبحث دور المسيحيين في الإصلاحات الإقليمية والتحديات الراهنة      من ذاكرة التاريخ إلى أفق الانتعاش… ملامح نهضة مسيحيّة في ماردين      البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني يترأس القداس الالهي في كاتدرائية ام النور للسريان الارثوذكس/عينكاوا      تراجع الوجود المسيحي في الموصل: أقل من 70 عائلة باقية في المدينة التاريخية      الدكتور رامي جوزيف آغاجان يستقبل رئيس وأعضاء اللجنة المركزية لطائفة الأرمن الأرثوذكس      مسرور بارزاني يفتتح كنيسة أم النور في عينكاوا      أرز ئاكرێ (عقرة)… موسم وفير يتحدى الجفاف ويعيد الحياة إلى سهول المنطقة      مستشفيات أربيل تطلق اول نظام الكتروني لعمليات الاستقبال والتحويل على مستوى كوردستان والعراق      أكثر من 200 ألف سيارة سنوياً.. العراق يدرس فرض قيود جديدة على الاستيراد      "إعلان ترمب من أجل السلام".. النص الكامل لوثيقة قمة شرم الشيخ      كيف استعاد هالاند مستواه التهديفي الاستثنائي؟      نهاية حقبة "ويندوز 10" وملايين الأجهزة تدخل مرحلة الخطر بعد توقف تحديثات الأمان      السر في مطبخك.. 6 أطعمة تمنح عظامك قوة الشباب      الأسود بمواجهة الأخضر السعودي اليوم.. ماذا يحتاج منتخبنا الوطني؟      جورج زعرور.. شيخ حراس اللغة الآرامية في جبال القلمون      من مونتريال الكنديّة إلى الشرق الأوسط… صلاة على نيّة السلام
| مشاهدات : 1380 | مشاركات: 0 | 2021-02-27 09:58:15 |

مسيحيو العراق حائرون بين البقاء والرحيل

 

عشتار تيفي كوم – رويترز/

الموصل (العراق) (رويترز) - لا تزال عبارة “الدولة الإسلامية باقية”، مكتوبة بأحرفها كاملة على باب منزل المسيحي العراقي ذنون يحيى. كتبها المتشددون الذين احتلوا منزله في الموصل بشمال العراق لثلاث سنوات عندما كانوا يحكمون المدينة.

يرفض يحيى محو العبارة انطلاقا من رغبته في إظهار التحدي للمسلحين الذين هزمتهم القوات العراقية في نهاية المطاف وللتذكير أيضا بأن وجود الطائفة المسيحية التي يتوزع أفرادها في أنحاء مختلفة من العراق بأعداد آخذة في التضاؤل لا يزال مهددا.

قال الرجل البالغ من العمر 59 عاما، في المنزل الذي استرده بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية في 2017 “لقد ذهبوا. لم يعد بإمكانهم إيذاؤنا. لكن لم يبق منا كثيرون. جيل الشباب يرغبون في الرحيل”.

سيكون الخيار الذي يواجه الكثير من مسيحيي العراق بين البقاء والرحيل حاضرا بقوة أثناء أول زيارة يقوم بها بابا الفاتيكان للعراق على الإطلاق. تستمر رحلة البابا فرنسيس من الخامس إلى الثامن من مارس آذار وستكون الموصل إحدى محطاتها.

باع يحيى ورشة أشغال معدنية تملكها العائلة كي يدفع فدية عن شقيقه الذي خطفه مسلحو تنظيم القاعدة في 2004 عندما كان المسيحيون يتعرضون للخطف والإعدام.

ومنذ ذلك الحين، تحول يحيى إلى شاهد على الرحيل، إذ رأى أشقاءه يسافرون إلى دول أجنبية فيما يتراجع العمل ويشح الدخل في العراق.

ومن بين 20 من الأقارب كانوا يعيشون في الحي، لم يبق سوى يحيى وعائلته المكونة من ستة أفراد.

عصفت اضطرابات بمسيحيي العراق على مدى قرون، لكن موجة النزوح الجماعي لم تبدأ إلا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وتسارعت وتيرتها في عهد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي لم تفرق وحشيته بين الأقليات والمسلمين.

وغادر مئات الآلاف إلى المناطق المجاورة وإلى الدول الغربية.

وعبر سهول نينوى في شمال العراق، وهي موطن لبعض من أقدم الكنائس والأديرة في العالم، يعيش أغلب المسيحيين الباقين نازحين في قرى سقطت بسهولة في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في 2014 أو داخل جيوب بمدن أكبر مثل الموصل والمنطقة الكردية القريبة.

انتهى حكم المتشددين، الذين اتخذوا الموصل عاصمة لهم، على ما يقرب من ثلث أراضي العراق في 2017 بعد معركة مدمرة مع قوات الأمن.

* “العون من الرب وحده”

لا يزال الدمار المادي والخراب الاقتصادي ماثلا للعيان. وتواجه السلطات العراقية صعوبات في إعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب، وتتنافس جماعات مسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة على الأرض والموارد، بما في ذلك في معاقل المسيحيين.

يقول المسيحيون إنهم أمام معضلة - إما العودة إلى منازلهم المدمرة، أو إعادة توطينهم في أماكن أخرى في العراق، أو الهجرة من بلد أثبتت التجارب أنه لا يستطيع حمايتهم.

قال الكاردينال لويس ساكو، رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق “في 2014، اعتقد المسيحيون أن نزوحهم سيستمر بضعة أيام فحسب. لكنه استمر ثلاث سنوات. فقد كثيرون الأمل وهاجروا. لا أمن ولا استقرار”.

يقدر عدد المسيحيين في العراق بنحو 300 ألف، أي 20 في المئة فحسب من مليون ونصف المليون مسيحي الذين كانوا يعيشون في البلاد قبل الغزو الذي أطاح بالزعيم السني صدام حسين في 2003.

كانوا ينعمون بالتسامح وحسن المعاملة في ظل حكم صدام، لكنهم أصبحوا أهدافا لعمليات خطف وقتل في العنف الطائفي الذي تفجر منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ومن المقرر أن يقوم البابا فرنسيس بزيارة تاريخية للعراق استعصت على أسلافه السابقين. وسيصلي على ضحايا الصراع في موقع بالموصل دُمرت كنائسه القديمة، التي اتخذ منها تنظيم الدولة الإسلامية مقرا لمحاكمه.

يرحب المسيحيون بزيارة البابا، لكنهم لا يعتقدون أنها ستتمخض عن الكثير لتحسين أوضاعهم.

وقال يحيى “البابا لا يستطيع مساعدتنا.. العون من الرب وحده”.

* نازحون وقلقون

عائلة يحيى، التي فرت إلى إقليم كردستان في شمال العراق خلال حكم تنظيم الدولة الإسلامية، واحدة من بضع عشرات من الأسر التي عادت إلى الموصل من السكان المسيحيين البالغ عددهم حوالي 50 ألفا حسب تقديرات رجال دين محليين.

يقدم ابناه المراهقان المساعدة في الكنيسة المحلية، وهي الكنيسة الوحيدة التي رُممت بالكامل في الموصل، والتي يصل عدد الحاضرين فيها إلى نحو نصف طاقتها الاستيعابية في أيام الأحد.

لا يجد ابنه الأكبر فراس عملا أكثر من يوم واحد في الأسبوع ولا يرى لنفسه أي مستقبل في الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق.

وقال “لو أردت الزواج، سأضطر للرحيل. فالمسيحيات هنا نزحن إلى مناطق أخرى ولا يرغبن في العودة. أفضل شيء هو السفر للغرب”.

وتفخر بلدة الحمدانية المسيحية القريبة بوجود فصيل مسلح من أبنائها يقول مسؤولون محليون إن وجوده ضرورة بسبب انتشار فصائل شيعية شبه عسكرية تسعى للسيطرة على الأرض ومقاتلي الدولة الإسلامية الذين ما زالوا يكمنون في مخابئ بشمال العراق.

وقال زعيم للفصيل المسلح المحلي طلب عدم نشر اسمه “لولا وجود فصيل مسيحي مسلح هنا، ما عاد أحد. لماذا نعتمد على قوات خارجية لحمايتنا؟”.

عاد ما يقرب من 30 ألف مسيحي، يمثلون نصف سكان الحمدانية، بينهم عدد قليل عادوا من خارج البلاد، وبدأوا في إصلاح البنية التحتية بفضل المساعدات الأجنبية.

في القرية المجاورة، قال الكاردينال ساكو إن معظم المسيحيين عاجزون عن العودة أو غير راغبين فيها لها خوفا من الفصائل الشيعية المحلية، ولأن ممتلكاتهم اشتراها آخرون غير مسيحيين في غيابهم.

وأبدى البعض رغبة في الاستقرار في الحمدانية، لكن مسؤولين محليين يرفضون هذا بشكل عام، خشية أن يترتب عليه إضعاف وجود المسيحيين في العراق.

وقال قائم مقام قضاء الحمدانية عصام دعبول “إذا انتقل الناس إلى هنا من قراهم، فإن ذلك يفرّغ تلك المناطق من المسيحيين”.

وأضاف “هذا يهدد وجودنا في مناطق عشنا فيها على مر الأجيال.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6378 ثانية