في البداية ونحن في اليوم الأخير من عام2020 هذه السنة التي مرت كانت مليئة بالكوارث والمشاكل والصعوبات في مختلف دول العالم وخاصة وباء كورونا.
نتمنى ان يكون العام الجديد خير وبركة وعام للسلام وللأستقرار في العالم وكل عام والجميع بألف خير.
في كلمة مهمة لغبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو وبحضور رئيس الجمهورية السيد برهم صالح والسيد عمارالحكيم وعدد كبير من النواب والمسؤولين، وقد اشاد غبطة البطريرك بجهود رئيس الجمهورية في اقرار عيد الميلاد عطلة رسمية لجميع العراقيين، وأن المسيح جاء ليس فقط من اجل المسيحيين بل من اجل البشرية جمعاء، وأن رعاية المسيحيين هي مسؤولية الدولة ، لأن المكون المسيحي هو اصل العراق،وأن هذا المكون يتناقص حسب ما قال غبطة البطريرك،وكانت هذه الرسالة المهمة اثناء موعظة العيد موجهة الى جميع المسؤولين في العراق،حيث وضع النقاط على الحروف بصراحة متناهية، عندما قال لا يمكن ان يتحقق السلام بدون ثقافة السلام،وعندما قال المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، السلام على العراق ، في سوريا ،في لبنان، في اليمن، في ليبيا،في ايران، وحتى يكون هناك سلام لازم نعيد صفاءنا الروحي والأنساني وحتى نعيد صفاءنا الروحي لازم نرجع الى وصايا الله لا تقتل لا تسرق، ان ثقافة السلام هي مسؤولية العائلة والمدرسة والكنيسة والجامع ومسؤولية الأعلام ايضا.
كما اشار الى المشاكل التي يعاني منها العراق وهي مشاكل مالية وأزمة امنية وأجتماعية وصحية، كما انتقد الفاسدين الذين دمروا العراق ودعاهم الى التوبة، عندما قال ماذا يكون جواب الفاسد عندما يقف امام الله، وأن المال الحرام ما يدوم، وفي ختام هذا الخطاب دعى السياسيين ان يضعوا مصلحة العراق اولا. كما ذكر بزيارة قداسة البابا التي اختار زيارة العراق لكون العراق بلد محوري ، وبلد ابراهيم الذي هو اب للديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والأسلامية .
وفي الحقيقة كانت هذه الرسالة مهمة وواضحة لمن يريد ان يسمع الحقيقة من رأس الكنيسة الكلدانية، حول معانات العراقيين في ظل الحكومات المتعاقبة خلال 17 عام من التغير.وأنتقد ثقافة القتل والدماء التي سالت وتسيل في العراق خلال اكثر من اربعة عقود عندما قال لماذا نقتل بعضنا بعضا. وفي لقاء اخر اكد غبطة البطريرك مار لويس ساكو ان الحكومة لم تقدم اي شي للمكون المسيحي، وأن اعمار القرى المسيحية في سهل نينوى تم عن طريق الجمعيات الأنسانية والكنائس والمتبرعين من المهاجرين في الخارج، وأننا نسمع كلام طيب فقط ،ولكن على صعيد الأفعال لا توجد.
وبالرغم ان العراقيين وطبقة السياسيين يعلمون جيدا جميع هذه المشاكل التي اوجدها السياسيون في العراق نتيجة الفساد وأهدار المال العام والعنصرية الدينية والقومية والطائفية، اضافة الى عدم الكفاءة في اغلب من تولوا المسؤولية في العراق، مما اوصل حال العراق الى هذا المنحدر الخطير،ومن غياب الخدمات وغياب الأمن، والفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة بالأضافة الى الى ارتفاع ديون العراق الى اكثر 127 مليار دولار، في حين ان العراق تصل صادراته النفطية الى 4 ملايين برميل يوميا، ومع ذلك فأن الخزينة خاوية، ولا توجد سيولة لدفع رواتب الموظفين، لأن الفاسدين لم يتركوا للشعب غير الفتات القليلة، بينما المليارات تتحول الى الخارج بحساب مافيات الفساد.لذلك لا يمكن اصلاح العراق بدون اصلاح ثقافة المجتمع كما قال غبطة البطريرك وهنا نقول ان ثقافة المجتمع ليست ثقافة السلام وحسب،
بل يضاف اليها ثقافة حب الوطن، وثقافة قبول الأخر، وثقافة النزاهة،وأمور اخرى يجب اعادة النظر في هذه الثقافة لكي يتم اصلاح المجتمع العراقي لكي يعيد الوطن مكانته التأريخية والحضارية في المنطقة والعالم.
فهل نجد اذان صاغية من اصحاب القرار؟ انا اشك في سماع كلمة الحق من قبل المسؤولين بسبب حجم الفساد والمشاكل التي اصابت المجتمع العراقي في الصميم نتيجة الحروب العبثية المستمرة خلال اربعة قرون ونتيجة فشل الحكومات المتعاقبة في تقديم الحد الأدنى من الخدمات للعراقيين، لذلك استمرت هذه الفوضى كل هذه الفترة الطويلة في العراق في ظل غياب الضمير والقانون، ان النظام وتطبيق قوانين عادلة على الجميع بدون اي تفرقة هي التي تجعل الشعوب تتقدم نحو مستقبل افضل، ولكن هذه الأشياء مفقودة في العراق الجديد، وأننا اذ نذكر بهذه الأ مور عسى ان يكون هناك من يسمع من اصحاب الضمائر الحية الذين تهمهم مصلحة العراق.
والله من وراء القصد..