قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان      مستشار حكومي يحدّد موعد البدء بتنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار النجف – كربلاء      للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي      فيلسوف يبشر بـ "يوتوبيا" للذكاء الاصطناعي الخارق: ليس كارثة      فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية ستبصر النور العام المقبل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام
| مشاهدات : 831 | مشاركات: 0 | 2020-12-26 11:39:12 |

التلاعب بقوت المواطنين!

جاسم الشمري

 

تقع على عاتق الدولة، أيّ دولة، العديد من المسؤوليّات الحيويّة والضروريّة، وفي مقدّمتها توفير الأمن والغذاء والدواء والتعليم والخدمات للمواطنين.

وتتشرّف الدولة الصافية والنقيّة بأنّها تعمل من أجل تأمين الظروف الجيّدة لحياة إنسانيّة مليئة بصور الخير والعافية، والعلم والسلام، وعلى خلاف ذلك نجد أنّ الدولة الملوّثة تحارب الطمأنينة والحياة الحرّة الكريمة وتنشر الجوع والخراب والجهل والإرهاب بين المواطنين!

تعاني الدولة العراقيّة منذ عشر سنوات من آفة الفساد الماليّ الذي نخر الموازنات الخياليّة والذخائر الاستراتيجيّة، وهي اليوم قاب قوسين، أو أدنى من مرحلة الإفلاس، ونتيجة لذلك عجزت حكومة بغداد، منذ ثلاثة أشهر، عن سداد رواتب الموظّفين واضطرّت للاقتراض الخارجيّ والداخليّ لتأمينها، مع وصول مديونيات العراق الخارجيّة والداخليّة  إلى (160) مليار دولار!

وفي ظلّ هذه الأزمة المركّبة، تحاول حكومة مصطفى الكاظمي معالجة الأمور بأساليب غريبة، وغير علميّة، وربّما، ستزيد من الخراب الاقتصاديّ المتفشّي في عموم البلاد!

ومن هذه الأساليب الغريبة ما أعلنه وزير الماليّة علي علاوي في التاسع عشر من كانون الأوّل/ ديسمبر 2020 بخصوص تخفيض سعر صرف الدينار العراقيّ أمام الدولار، ليصل إلى (1450) ديناراً للدولار الواحد بحجّة أنّه يسمح للعراق بإعادة التوازن إلى اقتصاده على خلفيّة سعر أكثر تنافسيّة!

ولم تتوقّف (الإصلاحات) الحكوميّة عند هذا الحدّ، بل ذهبت إلى فرض ضرائب واستقطاعات على الموظّفين، وقد قرّرت الحكومة في اجتماع الأربعاء الماضي خصم ٤٠٪ من رواتب الرئاسات الثلاث، و٣٠٪ من رواتب النوّاب والوزراء والدرجات الخاصّة، و٨٪ من الموظّفين الذين يزيد رواتبهم عن ٥٠٠ الف!

ولكنّ الحكومة، بالمقابل، لم تذكر أنّ مجموع رواتب رئيس الجمهوريّة خلال أربع سنوات تصل إلى ثلاثة ملايين و(504) آلاف دولار، فيما تبلغ رواتب رئيس الوزراء للدورة الرئاسيّة الواحدة ثلاثة ملايين و(120) ألف دولار، وتناهز رواتب الوزراء نحو مليون و(344) ألف دولار أميركيّ!

أما (ممثّلو الشعب) من البرلمانيّين فإنّ رواتبهم خلال سنوات الدورة البرلمانيّة الأربع تصل إلى مليونين و(112) ألف دولار أميركي!

ولا يمكن أيضاً تغافل (آفة) رواتب المستشارين حيث يعدل راتب المستشار الواحد رواتب عشرات الموظّفين في بقيّة الدوائر، وغالبيّتهم غير منتجين!

ومن هنا نقول: ما هو دور أكثر من (70) مستشاراً لرئيس الوزراء، وكم هم مستشارو رئيس الجمهوريّة ورئيس البرلمان؟

الخطوات الحكوميّة فتحت الباب على مصراعيه لموجة غضب شعبيّ في عموم العراق، وبالذات مع قناعة غالبيّة المواطنين بأنّ الخلل في إدارة البلاد أوصل الأمور لمراحل الانهيار الخطيرة الحاليّة!

تواصل الغضب الشعبيّ دفع أكثر من (150) نائبا لتقديم طلباً إلى رئاسة البرلمان لعقد جلسة استثنائيّة، لمناقشة تداعيات خفض قيمة الدينار، وأن تعقد الجلسة بحضور رئيس الوزراء، ووزير الماليّة ومحافظ البنك المركزيّ مصطفى الجبوري، والطامّة الكبرى أنّ الجلسة لم يحضرها سوى (15) نائباً فقط، وحتّى الذين وقعوا على الطلب غابوا عن جلسة الثلاثاء الماضي الاستثنائيّة!

العجيب أنّ بعض القوى الحاكمة طالبوا التجّار أن لا يتلاعبوا بالأسعار وبالذات الموادّ الغذائيّة منها، وهم يعلمون جيداً بأنّ غالبيّة الموادّ الغذائيّة والصناعيّة والتجاريّة والصحّيّة تستورد من الخارج، فكيف يمكن ضبط السوق في وقت ترفع الحكومة أسعار الدولار؟

السياسات الماليّة العشوائيّة وتغوّل (مافيات الخراب الماليّ الرسميّ) على مزاد العملة في البنك المركزيّ يكلّف خزينة العراق ما لا يقلّ عن 20 مليار دينار عراقيّ يومياً بسبب فرق الصرف بين سعر البنك والسوق، وهذه الكارثة مستمرّة منذ أكثر من عشرة أعوام!

مَنْ يُريد أن يضبط السوق عليه أن يبدأ بعمليّة تنظيف سُلّم الفساد من الأعلى إلى الأسفل، وأن يعالج ملفّ البنوك الوهميّة، أو الهجينة، أو حتّى العميلة التي تُهرّب مليارات الدولارات إلى الخارج، كما حدث في العام 2019 حيث تمّ بيع 44 مليار دولار في مزاد العملة التابع للبنك المركزيّ العراقي بينما كانت قيمة الاستيراد 18 مليار دولار، وهذا يعني (تهريب) 26 مليار دولار من العملة الصعبة إلى خارج البلاد!

مَنْ يُريد أن يمسك زمام الأمور عليه أن يقضي على الإرهاب الماليّ، وأن لا يتهاون مع المُتلاعبين بقوت المواطنين، دون النظر لمناصبهم، لأنّهم لا يقلّون خطورة عن الإرهابيّين الذين يقتلون الأبرياء ويُرهبونهم!

فمَنْ يَجرُؤ على هذه الخطوة الضروريّة؟

 

جاسم الشمري – العراق

@dr_jasemj67

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5808 ثانية