صور لمراسيم ايقاد الشعلة بمناسبة عيد القديس مار متى الناسك      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائيين      كنيسة غزة صامدة وسط التصعيد... مركز روحيّ ومأوى للمدنيّين      استقبال غبطة البطريرك يونان في مقرّ كرسي كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية، تريفاندروم – كيرالا، الهند      رئيس الديوان د. رامي اغاجان يشارك في احتفالات عيد مار متى في بعشيقة      الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط يشارك في الجلسة الافتتاحيّة للمؤتمر الثامن لقادة الأديان العالميّة والتقليديّة في أستانا      تقرير أجنبي: حملات اضطهاد عنيفة بحق المسيحيين في السودان      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل نائب الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)      إيران: المحكمة العليا تؤيد حكمًا بالسجن لأكثر من عشر سنوات بحق مسيحي بسبب ايمانه      إهداء كتاب “القوش السلام” من الكاتب غانم حنا بولص لقناة عشتار الفضائية      إقليم كوردستان.. حظر التغطية الإعلامية للجرائم بهدف حماية التحقيقات ومنع التأثير النفسي      القنصلية الأميركية: نقف مع إقليم كوردستان لبناء منطقة أكثر ازدهاراً      المونسنيور فاشوفسكي السفير البابوي الجديد في العراق      الأمم المتحدة تحذر من أن دورة المياه على الكوكب باتت "أكثر اضطرابا"      دراسة حديثة: التوقيت الصيفي هو الأسوأ بلا منازع      مصدر في الخارجية السورية: إبرام عدة اتفاقيات مع إسرائيل قبل نهاية العام      علامات غير نمطية قد تشير إلى سرطان المعدة      مصدر: ميسي يتوصل إلى اتفاق لتجديد عقده بعد 2026      توضيح من المتحدث باسم حكومة كوردستان بشأن قضية الرواتب والنفط      أميركا تدرج 4 فصائل عراقية على قوائم الإرهاب
| مشاهدات : 1012 | مشاركات: 0 | 2020-09-19 09:56:01 |

العراقيّون بين الديمقراطيّة (والدكتاتوريّة الجماعيّة)!

جاسم الشمري

 

 

يحتفل العالم سنويّاً في الخامس عشر من أيلول/ سبتمبر باليوم العالميّ للديمقراطيّة.

والديمقراطيّة هي مجموعة النظم التي تحقّق مبادئ الحرّيّة، والمساواة بين الناس بقدر ما يمكن أن يكون الإنسان حرّاً، وهي المثل الأعلى لأنظمة الحكم، ومن أهمّ ثمارها حكومة قائمة على رغبة الشعب.

واليوم العالميّ للديمقراطيّة، وبحسب منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، يوفّر " فرصة لاستعراض حالة الديمقراطيّة في العالم. وتشكّل القيم المتعلّقة بالحرّيّة واحترام حقوق الإنسان ومبدأ تنظيم انتخابات دورية نزيهة بالاقتراع العام عناصر ضروريّة للديمقراطيّة"!

وتجربة الديمقراطيّة القائمة في العراق بعد العام 2004 تعدّ من التجارب المشوّهة لدرجة مُقزّزة، وأنّ العراقيّين لا يَدرون مَنْ هم الذين يقودون بلادهم؟

يفترض في ظلّ النظام الديمقراطيّ أن يكون البرلمان هو السلطة الأبرز باعتباره يمثّل الشعب، لكنّ اليوم في العراق هنالك قوى دينيّة وسياسيّة أمام الستار وخلفه هي التي تحرّك غالبيّة ملفّات البلاد السياسيّة والأمنيّة؟

هذه القوى الدينيّة والسياسيّة تُصدر تعليماتها المباشرة وغير المباشرة للسياسيّين، وبعد عدّة ساعات نجد بيانات الامتنان والمباركة والقبول لتلك التعليمات وكأنّ مَنْ أصدروها هم الذين يقودون البلاد، وكأنّ البلاد خالية من البرلمان، وليس فيها أيّ حكومة!

هذا الوضع غير الصحّيّ يؤكّد أنّ الديمقراطيّة العراقيّة لا تَشبه الديمقراطيّات الأصيلة في معاقلها، وربّما نحن أمام نوع (مشوه) من الديمقراطيّة، هي أقرب إلى الدكتاتوريّة منها إلى الديمقراطيّة، وهي في غالبيّة تطبيقاتها دكتاتوريّة بثياب (ديمقراطيّة مُزركشة)، ولم يبق من مدلولها سوى ذلك الاسم المنمّق البرّاق!

الديمقراطيّة قبل أن تكون شكلاً من أشكال الحكم فإنّها نظريّة سياسيّة تدعو للتعايش السلميّ، واحترام الإنسان، وتقدير الرأي الآخر، وتقوم على جملة من المبادئ العامّة، ومنها الحرّيّة، والمساواة، وصيانة الحياة، والمُلكيّة، والفكر!

وتدعو الديمقراطيّة كذلك للقضاء على الحكم المُطلق والاستبداد بكلّ أشكاله، وللمساواة في الحقوق والواجبات، وإنهاء حالة الفوقيّة التي تَتَملّك نفوس بعض المسؤولين.

فهل هذه المبادئ والقيّم والعناوين المنضوية تحت فكرة الديمقراطيّة موجودة اليوم في المشهد (الديمقراطيّ السياسيّ العراقيّ)؟

لا شكّ أنّ الإجابة الواضحة للكثيرين هي أنّ العراق اليوم يَسير في دروب (الدكتاتوريّة الجماعيّة) المُشكَّلة من القوى الكبرى الحاكمة في الميادين السياسيّة والعسكريّة!

لقد أخفقت الديمقراطيّة العراقيّة في تحقيق غاياتها، بل، ربّما، يمكن الجزم بأنّه لا وجود أصلاً لنظام حكم ديمقراطيّ حقيقي في العراق، وعلى نقيض من ذلك هنالك مؤسّسات دينيّة تتحكّم بقوّة في إدارة الدولة، والغريب هو تلك الاستجابات الرسميّة العاجلة لتطبيق تعليمات، أو أوامر المؤسّسات الدينيّة، وهذا لا يتّفق مع أبسط مبادئ الديمقراطيّة في أيّ مكان في العالم!

تنامي العيوب في الديمقراطيّة العراقيّة جعلها بحاجة إلى إعادة بناء من الأساس، وضرورة تطبيقها بشكلها الأصيل، وفي تربة صالحة خاليّة من السفّاحين والمتاجرين بالدين والوطن لتكون سبباً لنشر المحبّة والتعايش، وليس باباً لزراعة الكراهية والبغضاء، وربّما، لتنامي الإرهاب الطائفيّ بين الكثير من المواطنين!

التجربة الديمقراطيّة الهشّة في العراق تؤكّد أنّ غالبيّة السياسيّين متّفقون مع رؤساء الحكومات، وربّما مع أطراف خارجيّة، لبقاء سياسة التخدير ( الديمقراطيّ للجماهير)، والتي يتمّ فيها التضحية ببعض المجرمين أو الفاسدين غير المواليين لهم بشكل كامل، وهذا سيؤدّي إلى إرضاء بعض المتظاهرين، وبقاء سطوَة ذات الكتل الكبرى التي لا تقترب منها قوّة القانون بموجب هذا الاتفاق السرّيّ بينهم!

المضطهدون العراقيّون هم أنصار الديمقراطيّة، وهم الحالمون بغد مليء بالعدل والمساوة بين المواطنين، فهل سيرونه، أم ستبقى طموحاتهم مجرّد أحلام ورديّة بعيدة المنال؟

الحقيقة المُرّة التي يتهرّب منها غالبيّة ساسة العراق هي أنّه لا يمكن بناء ديمقراطيّة نقيّة في ظلّ وجود مليشيات متوحّشة تعبث بسيادة الوطن وأمن المواطن، ولا ندري في نهاية المطاف لمنْ الغلبة للديمقراطّية أم للمليشيات؟

وقد أعجبني وصف الراحل أحمد حسن الزيّات للديمقراطيّة بأنّها" الصحّة التي انتهى إليها جسم الإنسانيّة العليل؛ أمّا الطغيان والبربريّة فهما نكسة المرض؛ والنكسة خلل عارض لا يلبث بحسن علاج الطبيب، وصدق إيمان المريض أن يزول"!

فهل العراقيّون يسيرون اليوم في طريق الصحّة الفكريّة والحياتيّة، أم هم تائِهون في دوّامات السلاح المنفلت، والنزاعات الفرعيّة والهويات المتناثرة؟

@dr_jasemj67

 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6699 ثانية