أصعب ما يكون ان تعيش مع إنسانٍ بارداً عاطفياً، غيرُ مبالٍ لحبك ومشاعرك وشغفك ولهفتك، يجعلك نادماً طوال حياتك على اختياره، فبرود العواطف كالشلل، ما ان أصاب الإنسان، الا وقتل الحياة داخله، ليجعله فاقداً للحب والمشاعر والإحساس المرهف، اشبه بمرض، يصيب المشاعر ليقتلها على الفور، مزمناً جداً، كفيروس كورونا لا علاج له، يجعل المقابل يفكر بآلاف الإسباب، دون الحصول على سببٍ مقنعٍ يهدأ الأعصاب الملتهبة ناراً، ويطفيء براكين العقل التي تفور غضباً.
برودك حطمني، قتلني دون موت، أعدم مشاعري ظلماً دون محكمة شرعية، خطف حبكَ من داخلي دون معرفة خاطفيه ومكان اختطافه، ليجعلني انتظره دهوراً دون عودة، كقلبِ امٍ تباري طريق إبنها الوحيد الذي فقد في احد الحروب، مشاعرك أبرد من يوم الحادي عشر من فبراير لهذا العام على بغداد، اليوم الوحيد الذي نزلت فيه ثلوجٍ كثيفة، لتملئ العاصمة برداً لم يمر عليها من قبل، هكذا أجتاحني برودك، ليجعلني حطاماً كارهاً للحب والتعلق، سرق مني سعادتي الأبدية، وإبتسامتي التي ترسم ليلاً ونهاراً على شفتي، حاملاً معه شبابي وأمنياتي وأحلامي.
كشباطٍ انت وانا آب اللهّاب، حرقت مسامير الكون بحرارة مشاعري في العشرِ ايامٍ الأولى، وبسببك فتحت من الشتاء باباً في اخر العشر ايام مني، كي اتأقلم معك دون جدوى، فمن المستحيل ان يجتمع الشهران تحت سقفٍ واحد، حاولت عدة مرات ان أذيب ثلوجك بحرارة شمسي الحارقة، والتأقلم معك، وفشلت بكل محاولة، سامحت كثيراً، وعذرت اكثر، تلافيت كل سلبياتك وما ركزت الا على الإيجابيات رغم قلتها، دون تأثر منك، اهمالك دون مبرر هو الأكثر أذية على الاطلاق، فبرودك أشد ما يكون.