لقد استمعت الى عدد من المقابلات العديدة التي يجريها الدكتور طلال ابو غزالة مع عدد من الفضائيات حول الحرب القادمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وكأن الحرب اكيدة ويستشهد بالخلافات حول حقوق الملكية وعن المنافسة حول قيادة العالم بالأضافة الى العملة الموحدة وأيضا حول نظام الأنترنيت السريع جدا التي تنوي الصين استخدامه في المستقبل القريب،ان ما ينشره ويقوله حول الخلاف الصيني الأمريكي والخلافات بين الدول هو خلاف صحيح وحقيقي وهذا ناتج عن التنافس الأقتصادي بين الدول وهذا امر طبيعي لأن جميع الدول تطمح ان تكون متقدمة في جميع المجالات والذي يجعلها كذلك هو العامل الأقتصادي لذلك من الطبيعي ان تكون هناك صراعات بين جميع الدول وليس فقط بين الصين والولايات المتحدة. وأن السيد طلال ابو غزالة خبير في المجال الأقتصادي والمالي وله اطلاع واسع على التقارير من مراكز الدراسات الستراتيجية ولكن نشوب حرب عالمية او حرب بين دولتين مثل الولايات المتحدة والصين للأسباب التي ذكرها امر مستبعد جدا واللأسباب التالية.
1- ان الدول التي تمتلك اسحلة نووية لا تلجأ الى الحرب فيما بينها لأن الحرب تعني الأنتحار، ولا احد يريد الأنتحار بل يريد الفوز بالحرب وفي الحرب النووية لا يوجد فائز كما ان قرار الحرب بين الدول النووية لن تكون نزهة بل مدمرة لكلا الطرفين.
2- ان الصين التي تعتمد في اقتصادها على الصادرات الصناعية، والولايات المتحدة الأمريكية هي اكبر سوق مستورد للصين لأن معظم البضاعة الصينية يستخدمها المواطن الأمريكي وأن خسارة السوق الأمريكية تؤدي الى خسائر كبيرة للصين.
3- ان سياسة الصين خلال العقود الماضية هي تجنب الدخول في الصراعت الدولية لكون الصين هي اكبر دولة في العالم بعدد السكان وأن اي صراع مع امريكا سوف يؤدي الى خسائر لا تستطيع الصين تحملها نظرا لضخامة عدد السكان في هذا البلد.
4-ان محاولة السيد دونالد ترامب تعديل الميزان التجاري مع الصين هو وكذلك حماية حقوق الملكية حق مشروع تقرها جميع القوانين والمواثيق الدولية وأن المفاوضات مع الصين مستمرة وسوف تصل الى نتائج تحمي حقوق الدولتين.
5-ان القوة العسكرية الأمريكية والروسية متقدمة على الصناعة العسكرية الصينية، لذلك فأن الصين لا تجازف بما حققته من ازدهار اقتصادي وتخوض حرب مع اقوى دولة بالعالم التي لها اصدقاء من حلف الناتو وأوربا وفي جميع القارات وتخسر كل ما حققته في العقود الماضية وتنجر الى صراعات قد تؤدي الى اضطرابات سياسية داخلية .
6-ان الرئيس الصيني والرئيس دونالد ترامب ليس لهما نوايا حربية في تعاملهم مع الأحداث والصراعات الدولية، كما ان النظام الأمريكي ليس نظام شمولي فالرئيس دونالد ترامب لا يستطيع اتخاذ قرار الحرب بمفرده دون الرجوع الى الكونكرس ، والدليل ان قرار الحرب ضد ايران المتمردة ربط بموافقة الكونكرس قبل الحرب.
7- مع التقدير والأحترام الكبير للدكتور طلال ابوغزالة وعلى مكانته العلمية والخبرة التي يمتلكها . ولكن قرارالحرب لا يتم فقط في ذكر نقاط الخلاف الكبيرة بين الدول بل تؤخذ جميع النتائج والأحتملات خلال الحرب وما بعد الحرب بننظر الأعتبار.
8- ان الولايات المتحدة التي تقود العالم تقدم تضحيات مالية وعسكرية في حسم الصراعات الدولية ووبسبب هذا الموقع يجعلها تتحمل مسؤولية حماية السلم والأمن الدولين بدرجة اكبر كما تقدم اموال كبيرة الى الدول الفقيرة، وكما يقول المثل ان الصعود الى القمة سهل ولكن المحافظة عليه يتطلب تضحيات كبيرة وهذا ما لا تستطيع الصين تقديمه.
الخلاصة:
ان الخلافات موجودة وكبيرة بين الدولتين ولكن جميع هذه الخلافات يمكن حلها بالتفاهم والمفاوضات وان عقلية الدول المتقدمة غير عقلية الدول المتخلفة التي تخوض صراعات لأتفه الأسباب وتخسر قوى بشرية وأقتصادية كما هو الحال في دول الشرق الأوسط التي لا زالت تعيش في صراعات وحروب لا تنتهي بسبب التخلف والثقافة البالية والعقلية القبلية لتلك المجتمعات بالأضافة الى الحكومات الدكتاتورية التي تسيطر على الشعوب بالقوة وبالتزوير وبالديمقراطية المزيفة.