قداسة البابا لاون الرابع عشر يستقبل قداسةُ البطريرك مار آوا الثالث رسميّاً في القصر الرسولي بالفاتيكان      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سعادة القائم بأعمال السفارة اللبنانية في سورية في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامه      استشهاد معلمة ثانية في حموث (حمص) وشاب سرياني في لبنان      البطريرك ساكو يشارك في مؤتمر عن السلام بروما      حزب الاتحاد السرياني: "جريمة شاتيلا لا تمرّ... كفى تسويات على حساب الدم اللبناني"      التعايش المشترك في أربيل.. ثروة للأجيال القادمة      البابا للسفير البابوي الجديد في العراق: احفظ براعم الرجاء والسلام!      ‏‎قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يحتفل بالذبيحة الإلهية بمناسبة الأحد الرابع للصليب المقدس والسابع منّ ايليا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس الأحد السادس بعد عيد الصليب والأخير من السنة الكنسية الطقسية      البطريرك ساكو يشارك في مراسيم الرسامة الأسقفية للسفير البابوي الجديد للعراق      بدء المرحلة الثالثة من توزيع الأراضي على الموظفين      مفوضية الانتخابات تستبعد وتغرم مرشحين وسط اشتداد بيع وشراء الأصوات بمحافظات عراقية      إيران على شفا فقر مائي دائم و21 محافظة في حال جفاف تام      الاتحاد الإسباني يكشف موقفه من واقعة كارفاخال ويامال      العلاج بالخوف: هل مشاهدة أفلام الرعب تخفف الإحساس بالقلق والتوتر؟      العين تتحدث قبل القلب.. اكتشاف مذهل في الطب الوقائي      البابا يوقّع رسالة رسوليّة في الذكرى الستين لبيان التربية المسيحية      أربيل تطلق مشروعاً استراتيجياً لتدوير مياه الصرف الصحي بطاقة 840 ألف متر مكعب يومياً      العراق يحقق عائدات نفطية تفوق 48 مليار دولار في 9 أشهر ويتفاوض مع اوبك      الشرطة الألمانية: عقوبات مشددة لمهربي البشر
| مشاهدات : 1606 | مشاركات: 0 | 2019-10-26 12:25:16 |

حذار من الحرب الأهلية في العراق!

جاسم الشمري

 

 

منذ أكثر من أسبوعين وحتّى الساعة والشارع العراقيّ يغلي غلياناً متنامياً لدرجة لا يمكن تصوّر درجات انفجاره التي بدأت مع مظاهرات يوم الجمعة الحاشدة في غالبيّة مدن العراق.

الأزمة الكُبرى بدأت في لحظة استخدام حكومة بغداد للنيران القاتلة في مواجهة المتظاهرين العزل قبل أسبوعين تقريباً، والتي خلّفت أكثر من (6165) قتيلاً وجريحاً!

التعامل الحكوميّ مع غضب الجماهير كان انتقامياً ومخجلاً، وقد تحدث رئيس الحكومة عادل عبد المهدي عن قتل المتظاهرين بقوله:" لقد طبّقنا قواعد الاشتباك الصحيح"!

فهل الحكومة في حالة حرب مع الشعب، حتّى تتحدّث عن "قواعد الاشتباك"؟

المهدي، وبعد ضغوطات داخليّة وخارجيّة، تراجع وشكّل لجنة تحقيق في قتل المتظاهرين!

اللجنة أعلنت نتائجها الهزيلة يوم الثلاثاء الماضي، وليتها لم تتكلّم، وتركت الملفّ مع مئات ملفّات التحقيق السابقة التي شُكّلت في حوادث متشابهة من حيث النهايات المأساويّة!

اللجنة لم تتطرّق للقوى الإرهابيّة التي قتلت المتظاهرين، أو تلك التي أعطت الأوامر بإطلاق النار على المدنيّين، وحاولت تبرئة حكومة المهدي بطرق غير قانونيّة وغير منطقيّة، ولم تذكر، على الأقل، بأنّ رئيسها لم يَقم بواجبه في حماية المواطنين!

وبالمقابل وقعت اللجنة في فخّ كبير، حيث كشف تقريرها هشاشة المنظومة الأمنيّة الرسميّة في الوزارات الثلاث ( الدفاع والداخليّة والأمن)، وأنّها عجزت عن معرفة أماكن القنّاصة، الذين قتلوا أكثر (150) متظاهراً!

مخرجات لجنة التحقيق غير مقبولة، لا قانوناً، ولا عقلاً، ولا في أيّ فقرة من علوم المنطق والجريمة؛ ولذلك فهي لم تُقنع أهالي القتلى بنتائجها، وكان تقريرها حقنة تحذيريّة منتهية الصلاحيّة لخداع الناس وحماية الحكومة!

ومع ذلك يبدو أنّ السحر انقلب على الساحر، وقد تابعنا قبل يومين مظاهرات عشائرية لبعض ذوي القتلى، وهم يحملون القاذفات والبنادق وغيرها من الأسلحة المتوسّطة والخفيفة، وأكّدوا بأنّهم سيثأرون من قتلة أبنائهم، ودعوا القوّات الرسميّة لعدم مواجهتهم!

فما الذي دفع هؤلاء لهذه الخطوات التصعيديّة الخطيرة؟

أتصور أنّ الفشل الحكوميّ في استيعاب المظاهرات، واستخدام القوّة المُميتة، وعدم وضوح تقرير لجنة التحقيق، وغياب القانون الرادع للمجرمين جميع هذه العوامل دفعت بعض العشائر للتنديد بالحكومة، والتهديد بأخذ ثأرها من القتلة الذين، كما يبدو؛ بأنّ غالبيّتهم معروفون للأهالي!

المدن الجنوبيّة التي وقعت فيها التهديدات، هي مقار لقوى شيعيّة من أتباع (أحزاب الدعوة وبدر والصدر وغيرهم) من القوى المالكة للرجال والسلاح، وجميعهم أصابعهم على الزناد بانتظار أوامر الرمي الحيّ ضدّ الأطراف الأخرى!

ويوم الخميس انقلبت الأمور في محافظة ديالى(57 كم شمال شرق بغداد) بعد اغتيال حارث الربيعي، مدير ناحية أبي صيدا، وهو مسؤول منظّمة بدر في المحافظة!

الربيعي قتل على يَد أحد أفراد المنظّمة، وعلى اثر الحادث تمّ اغتيال رئيس المجلس المحلّيّ للناحية سعد صريوي مع نجله، ومدير الجنسية المقدم محمد الحميري!

وبعد مواجهات وفوضى عارمة فرضت الحكومة حظراً للتجوال في غالبيّة مدن ديالى!

المخرجات غير الواضحة لمظاهرات يوم (25) تشرين الأوّل الحاشدة، والتي أشعلت الشارع العراقي حتّى اللحظة، وتنامي الخلافات المليشياوية الميدانيّة هي بوادر لحرب أهلية شيعيّة- شيعيّة حذرنا منها مراراً، وقلنا إنّها ستحرق الأخضر وتمحو الأبرياء، وتهلك نسبة ليست قليلة من الصالحين والطالحين!

الحرب الأهليّة ستكون متداخلة فمن جهة ستكون بين العشائر والحكومة، ومن جهة أخرى ستكون مليشياوية - حكوميّة، ومن جهة ثالثة ستكون ميليشياوية - مليشياوية!

المسؤول الأوّل عن هذا الانهيار العامّ في البلاد هم غالبيّة المشاركين في حكم البلاد، وهم الذين سيوصلون الوطن لحرب أهليّة، لا يمكن التكهّن بلحظة وقوعها الكبرى، لكنّها ستقع، وستكون قاسية!

في الحرب الأهليّة سيخسر العراق، وستفوز قوى الشرّ والإرهاب في صفقة خراب الوطن.

لنتدارك العراق قبل ساعة الصفر، ولنسعى لبناء دولة المواطنة ليعمّ السلام وننعم بحياة حرّة كريمة.

فهل أنتم واعون لخطورة المرحلة، أم أنّكم تنتظرون الجلوس على التلّ ومراقبة خراب العراق؟










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6032 ثانية