من المحتمل ان تتشكل لجنة لصياغة دستور لاقليم كوردستان العراق قريبا ومع بروز هذه الاحتمالية واقترابها من التحقيق واقعيا وتنفيذها عمليا، سال لعاب بعض الانتهازيين واشباه الرجال من المحسوبين على المسيحيين ظلما على "منصب" الممثل في لجنة صياغة دستور اقليم كوردستان، لانهم لم يفهموا من التمثيل وصياغة الدستور سوى الاسم والظهور الاعلامي.
لقد كان لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحي ) تجربة مريرة مع ممثلي شعبنا في لجنة صياغة الدستور العراقي الدائم الذي همش المسيحيين وسلب حقوقهم، فبعد موافقتهم وتوقيعهم ( ممثلي شعبنا ! ) على الكثير من المواد الدستورية المخالفة لابسط حقوقنا القومية والدينية جاءوا اليوم، بعد وقوع الفأس على الرأس، ليعارضوا البنود والمواد الدستورية التي وافقوا عليها سابقا!!! وكأن شعبنا امي لا يعرف القراءة والكتابة وجاهل بالقانون والعلوم السياسية.
لا احد يريد ويتمنى اعادة وتكرار تجربة صياغة الدستور العراقي مع دستور اقليم كوردستان، الذي اصبح الملاذ الوحيد والمنفذ الوحيد لبقاء واستمرار شعبنا في الحياة في وطننا، لان الذين شاركوا في صياغة الدستور العراقي من المسيحيين كانوا دون المستوى المطلوب سياسيا وقانونيا، وممثل المسيحيين ( الذي يعتبر نفسه كذلك ) لم يكن تمثيله الا فرضا للذات وتعظيما لشخصه ليس الا، لان دراسة معمقة للدستور العراقي تبين لنا حجم الكارثة التي ستحل وتلحق بالاقليات غير المسلمة عند تطبيقه، فلو كان للمسيحيين ممثل حقيقي مدرك سياسيا وفاهم قانونيا لما صاغ الدستور بهذا الشكل اقله بالنسبة لحقوق المسيحيين.
ولكي لا نعيد تلك التجربة ثانية مع دستور اقليم كوردستان على رجال ديننا المحترمين وكل الشخصيات السياسية والقانونية والعلمية والطبقة المثقفة من ابناء شعبنا عدم فسح المجال امام ضعفاء النفوس والانتهازيين وتجار القضية لتمثيل المسيحيين في لجنة صياغة دستور اقليم كوردستان، لان شعبنا يتملك من القانونيين والسياسيين المخلصين ما فيه الكفاية لتمثيلهم خير تمثيل.
تمثيل المسيحيين في لجنة صياغة دستور اقليم كوردستان لا يكون ولا يتم عبر فرض اشخاص فتحوا مكاتب تجارية سواء كانت حزبية او سياسية او مدنية او اعلامية يستغلون اسمنا وديننا لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة لابناء شعبنا المشتت والمشرد هنا وهناك، لان هؤلاء الاشخاص – كما اثبت الواقع – همهم الوحيد ما يدخل جيوبهم من غلات الحرام ومهنتهم الوحيدة هي الاتجار بالقضية والتسول عند ابواب المسؤولين وانتظار فتات الموائد الدسمة.
همسة:- تمثيل الشعب ليس للافتخار والتباهي بل مسؤولية تاريخية يتحملها العظماء فقط.