قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل رئيس جماعة بوزيه الرهبانيّة في إيطاليا      ما أثر زيارة البابا فرنسيس في قلوب الموصليّين؟      قداسة مار كيوركيس الثالث يونان يحتفل بالقداس الإلهي في كنيسة القديس دانيال الشافي بقرية بخيتمة      محافظ نينوى يستقبل رئيس أبرشية اساقفة دير مار متى ويؤكد: عودة المسيحيين إلى الموصل واقعٌ ملموس      قداس وصلاة السنة عن راحة نفس المرحوم الاب د. متي اسطيفان - كنيسة ام النور للسريان الارثوذكس في عنكاوا      “المطران مار يعقوب دانيال يستقبل المدير التنفيذي للمرصد الآشوري في يونشوبينغ – السويد      المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي يحضر الافتتاح الرسمي لكنيسة المشرق الآشورية في نورشوبينغ      صور.. القداس الإلهي بمناسبة تذكار القديس ربان بويه في كنيسة الشهداء شقلاوة      غبطة البطريرك يونان يزور غبطة أخيه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للإطمئنان إلى صحّته، بكركي      المنظمة الاثورية الديمقراطية تلتقي نيافة المطران أنطوان أودو وتعرض رؤيتها السياسية      دراسة تكشف سر وقوع الرجال ببراثن الحب قبل النساء      مبابي يشعل الصراع على لقب هداف الليغا مع ليفاندوفسكي      سيارة البابا فرنسيس في فلسطين تتحوّل إلى عيادة صحيّة لأطفال غزة      محما خليل: البرلمان العراقي سيتحرك قريباً لتحويل قضاء شنگال إلى محافظة      صحة كوردستان تحظر تقديم موعد ولادة الأطفال بقصد التزامن مع التواريخ المميزة      رغم امتلاء سد دربنديخان جزئياً.. شح المياه يهدد أهالي المدينة صيفاً      حكومة إسرائيل توافق على توسيع حرب غزة.. ومسؤول: التنفيذ بعد زيارة ترمب      خط أحمر.. الخارجية الأميركية تكشف ما يريده ترامب من إيران      الديمقراطي الكوردستاني يلتقي الاتحاد الوطني لمناقشة التحالف الانتخابي      وزير النفط: استثمار الغاز سيصل لـ70% واستيراد البنزين سيتوقف مع نهاية 2025
| مشاهدات : 779 | مشاركات: 0 | 2015-01-12 11:35:57 |

في كنيستي معارضة أم عصيان .. !؟

نبيل جميل سليمان


تمهيد:   

   قد يتبادر إلى أذهان البعض - بما أتخذه من موقف يتسم بـ "المقاربة" - عبر ما أكتبه بين الفينة والأخرى، بأنني أًملّي برأيي على جهة معينة أو أقف منحازاً ومدافعاً لجهة أخرى. فإرادتنا الحرة وإيماننا الثابت هي التي تملّي علينا لنكتب بما يرشدنا الروح بالحق، ويعزينا بالحقيقة كي "نرمم الهوّة" و "نقارب" فيما بين الفرقاء من أجل إستعادة إمكانية الحوار الأخوي والحضاري. لذا كان واجباً أن يكون تدخلنا ملهماً ومفعماً بـ "نار" الروح القدس، لا تذمراً وعصياناً بـ "نار" الفتنة والتعصب.

 

في كنيستي معارضة:

   الشخص المعارض قد يكون منتمياً إلى تيار ما أو قد يكون مستقلاً، وأعتراضه هو شعور أو فلسفة عدم الإتفاق مع الآخر المختلف عنه في الرؤى والأسلوب والكلام والتصرفات، بل وحتى في أصغر التفاصيل وأكبرها. بيد أن أعتراضه قد يكون:

سوداوياً: عند جدار "الشقاق"، فيملأ الدنيا ضجيجاً وتشهيراً وأحتجاجاً، فيفعل ذلك بأسم "الغيرة المقدسة" فيحسب نفسه بطلاً. غير مبالٍ بما ينتقده عن حقيقة الأمر، فهو لا يرى في طريق حياته ألا نقاطاً سوداء فقط. لكونه قد فقد البصر والبصيرة بسبب "العناد والكبرياء"؛ وهذه متى ما تآمر الأثنان على الإنسان فستغلق أمامه كل أبواب التوبة.

مقبولاً: عند طاولة "الحوار" في مواجهة الأمور والأخطاء والأحداث بالإنفتاح الصريح وبعقلانية هادئة وبحكمة شجاعة، بما يخدم المسيرة الإصلاحية وينصب في إحداث التغيير للخير العام. ففي خضم خبرة حياتنا الكنسية كانت هناك حوارات بنّاءة ومناقشات هادئة وإن أتسمت بـ "المركزية" - هنا وهناك - على حساب "الديمقراطية" التي لطالما أفتقدناها. ولكن ما أن برز صيتها اليوم - أي الديمقراطية - بكثافة في غمرة الإنفتاح والتحولات المتسارعة، حتى تعالت أصوات البعض - وبأسم الدفاع عن "الديمقراطية" - ينادون بوجوب وجود "جبهة معارضة".

   فهل هذا يتفق مع روح الكنيسة ووحدتها .. !؟ وهنا نقف مندهشين إزاء ما يقوم به الشخص المعارض "مدافعاً" عن حق واضح - من وجهة نظره - بأسلوب غير لائق، فيه من الهجوم والتجريح والإهانة، وفيه من قسوة الألفاظ والمعاني والأستهزاء مما يثير سخط القارئ أو السامع. فعلى الرغم ما يمتاز به "المعارض" من موهبة فذة وبراعة قلم في النقد الهدّام، نراه ينتقد كثيراً ولا يفعل شيئاً إيجابياً. فالنقد سهل، إنما الصعوبة تكمن في البناء. ففي الآونة الأخيرة أشتدت حمى الصراع، بيد أن الكثير مما يحدث في شأن "كنيستي" قد تجاوز حدود اللياقة الروحية والكنسية. فالبعض يقومون بنشر أعتراضاتهم علانية في الأنترنت والصحافة بدافع الغيرة – كما يقولون – وفي هذا يصح قول القديس بولس الرسول: "أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلَّهِ، وَلَكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ” (رومية 10 : 2)، و"عدم المعرفة" في هذا الصدد هو تجاهل الأصول الروحية والكنسية في التصرف لما تمر به الكنسية من وضع مقلق. فعلى سبيل المثال لا الحصر، صادفنا أشخاصاً لم يستطيعوا أن يتأقلموا ويبذلوا كل جهودهم مع وجهة الكنيسة في تغيير الجامد وإصلاح بعض المسارات فيها، فأرادوا أن تخضع الكنيسة لهم ..!! والعجيب أن تجد من يساعدهم في هذا المنحى ..!! وبنفس الوقت قد تجد أحدهم ينجح جداً إذا عَمِلَ وحده كفرد، بينما يفشل تماماً إذا عَمِلَ كعضو في مجموعة. إذ سرعان ما ينقسم عليهم أو يفقد القدرة على التعاون معهم، فيتمسك برأيه جداً وينتقد آراءهم أو يهاجمهما. محاولاً إظهار أخطاءهم، وبالمقابل يظهرون له أخطاؤه فلا يستطيع أن يستمر في العمل معهم، فتراه ينطبق عليه المثل: "خالف تعرف" أو "إذا لم يكن لك في الخير أسماً، فارفع لك في الشر علماً".

 

أم في كنيستي عصيان:

   وبفقدانهم هذه اللياقة الروحية والكنسية قد تصل بالأمور إلى عثرة التمرد. فالعصيان هو تمرد ورفض "المرؤوس" طاعة أوامر "الرئيس" الذي يحكم سلطة ما، من خلال مجموعة من السلوكيات والأساليب التي تهدف إلى تدمير هذه سلطة أو إحلال سلطة محلها. والتمرد هو حالة "نفسية" تدعو إلى الخروج عن المألوف لإثبات "ذاتية" الشخص المتمرد، بسبب عجزه عن الأخذ والعطاء مع من يتعامل معه في التسلسل الهرمي، وبالتالي عجزه عن التماشي والتكيف مع القيم والمعايير والقوانين السائدة. ولذلك نراه دائماً في حالة عدم الرضا والقناعة (الشعور بالنقص أو بالعظمة)، والتي تقوده إلى أحتقار الآخرين والأستهتار بهم؛ مدفوعاً بمصالحه الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة. وبالتالي يحدث شرخاً وإنقساماً في الجماعة يصعب إلتئامه. فالعصيان والتمرد هي صورة من صور الخطيئة والتي من أجلها يأتي غضب الله، كما نجد ذلك في مثالين في الكتاب المقدس:

عندما كسر النبي يونان وصية الله ووقع في خطيئة العصيان التي تقابلها فضيلة الطاعة والخضوع والإستماع والتواضع.

ويهوذا الذي أعطاه الرب يسوع لقب تلميذ وحُسِبَ مع الأثني عشر، لكن في نهاية حياته يتمرد ويعصي ويخرج خارج الدائرة تماماً.

   لا أعتقد أن الأمور بهذه الطريقة – الجارية الآن – يتفق مع روح المسيح. فهل نسينا أن كل أب من آباء الكنيسة له كرامته الخاصة عند الله والناس كرؤساء للشعب ..!؟ هل نسينا قول الكتاب المقدس: "رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءاً" (اعمال 23 : 5)، وأيضاً: "أَمَّا الشُّيُوخُ الْمُدَبِّرُونَ حَسَناً فَلْيُحْسَبُوا أَهْلاً لِكَرَامَةٍ مُضَاعَفَةٍ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ فِي الْكَلِمَةِ وَالتَّعْلِيمِ" (1 تيموثاوس 5 : 17)؟  ولكن للأسف ما يحدث الآن هو أسوأ "رجساً" (لاويين 18 : 7)، لأن الأمور قد وصلت إلى حد "العثرة" للكثيرين (متى 7:18، لوقا 1:17، روميه 17:16).

 

الخلاصة:

   لنا في حياة الرب يسوع القدوة للخلاص من هذا "المأزق"، فقلبي مع كنيستي .. فمع أوجاعها الخارجية (في ظل ظروف شعبنا المهجر قسراً، وظروف الوطن السيئة)، تأتي الأوجاع من داخل الكنيسة أيضاً. فصارت المخاوف والخصومات من الخارج ومن الداخل، "فما عرفنا الراحة" (2 كورنثوس 7 : 5). وعلى مثال الرب يسوع المسيح، أثق بأن "روح المسيح يسكن" في آباء كنيستنا الأجلاء - جميع أساقفة السينهودس الكلداني - ولعلهم يشاركونني الشعور بخطورة الموقف. وحرصاً منا جميعاً على سلام الكنيسة ووحدتها، وتفادياً لعثرة الكثيرين، فليسمح لي غبطة أبينا البطريرك وأصحاب الأساقفة الأجلاء والأباء الأفاضل وجميع مؤمني كنيسة المشرق الكلدانية، بتقديم أقتراح قد يؤول إلى خير هذه الكنيسة العريقة وإلى الإسهام في نهضتها الروحية، والأقتراح هو: عقد مؤتمر عام يضم جميع الفئات المسؤولة في كنيسة المشرق الكلدانية. يسبقه تحرك سريع وفوري وبإيعاز من غبطة أبينا البطريرك بتشكيل وفود من أساقفتنا الأجلاء بزيارة تصالحية تعاضدية إلى جميع الأبرشيات الكلدانية في بلاد الأنتشار لتوحيد الصفوف ورأب الصدع. فنحن جميعنا أبناء هذه الكنيسة، ولسنا غرباء ولا دخلاء، بل أبناء بيت الله الذي يجب أن يبنى على عواتقنا، وأن يقوم كلٌّ منا بمسؤولياته في هذا البناء المقدس. لقد بحّت حناجرنا وكلّت أقلامنا، والجميع ينتظرون منكم "اليقظة" يا رعاتنا الأجلاء بتفعيل مقترحنا أعلاه والتحرك نحو إصلاح النفوس .. "فبالتواضع نتمم معنى مسيحيتنا".

 

 

نبيـــل جميـــل سليمـــان

فانكوفر - كندا

10-1-2015










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6903 ثانية