عشتارتيفي كوم- كوردستان24/
في مشهد مؤلم وصادم، طوى الجفاف صفحات شط "بولحيا" في قضاء الإصلاح شرق ذي قار، بعدما كان واحداً من أبرز المسطحات المائية التي شكّلت شريان حياة للأهالي لعقود طويلة.
قبر رمزي لشط جاف
في خطوة رمزية لافتة، أقام ناشطون بيئيون قبراً في موقع الشط الجاف، تعبيراً عن الاحتجاج على ما وصفوه بـ"رحيل بولحيا إلى مثواه الأخير". وقد جُسّد القبر بمجسم كتب عليه أن الشط "انتقل إلى رحمة الله"، في رسالة مباشرة إلى السلطات والمعنيين بخطورة الكارثة الإنسانية والبيئية التي خلّفها الجفاف.
آثار كارثية على الثروات والحياة
توقف جريان المياه أدى إلى تدمير الثروة السمكية والحيوانية التي كان يعتمد عليها سكان القضاء، كما تسبب بانقطاع مصدر رئيسي لمياه الشرب والزراعة ورعي المواشي. ودفعت هذه الأزمة عشرات العوائل إلى النزوح القسري بحثاً عن بدائل للعيش.
شهادات الأهالي
أحد المواطنين من المنطقة يقول بأسى:
"قبل خمس سنوات فقط كنا نسبح هنا ونصطاد السمك، أما اليوم فلا أثر للماء. الأرض التي كانت خضراء صارت يابسة، وحياتنا باتت مهددة."
كارثة تتجاوز حدود البيئة
الجفاف الذي ضرب شط بولحيا لم يعد مجرد حكاية نهر، بل تحوّل إلى مأساة مجتمعية كاملة تهدد استقرار المنطقة وتدفع نحو موجات نزوح جديدة. الأرض التي كانت خضراء تحولت إلى بوار، والناس الذين عاشوا على خير النهر وجدوا أنفسهم أمام واقع قاسٍ ينذر بمستقبل مجهول.