كانت الخمر تصنع من العنب فكانوا يجمعون العناقيد في سلال هكذا قال رب القوات ليعفروا بقية إسرائيل تعفير الكرمة رد يدك كالقاطف الى الأغصان سفر ارميا 6 / 9 ثم يحملونها إلى المعصرة ويلقونها هناك وكانت المعصرة مركبة من دنّ قليل العمق مبني على الأرض أو منقور في الصخر وقد قلبه وحصاه وغرس فيه أفضل كرمه وبنى برجا في وسطه وحفر فيه معصرة وآنتظر أن يثمر عنبا فأثمر حصرما بريا سفر اشعيا 5 / 2 ويتصل بثقوب في اسفله بدنّ آخر منقور في الصخر ايضاً وكان العنب يُسحق بطريق الدوس بالأقدام وفي تلك الأيام رأيت في يهوذا قوما يدوسون في المعاصر في السبت ويأتون بحزم يحملونها على الحمير وبخمر أيضا وعنب وتين وكل حمل مما كانوا يأتون به إلى أورشليم في يوم السبت فأشهدت عليهم يوم بيعهم الطعام سفر نحميا 13 / 15 يعصرون الزيتون في الرحى ويدوسون في المعصرة وهم عطاش سفر ايوب 24 / 11
وكانوا يستخدمون رجلاً أو أكثر حسب حجم الدن وكان الائسون في مصر وربما في فلسطين أيضاً يمسكون بحبال معلقة حتى لا يسقطوا ويغنون أثناء عملهم على وتيرة واحدة كنوع من التسلية والترفيه أثناء العمل وزال الفرح والآبتهاج من البستان فلا هتاف ولا صياح في الكروم ولا يدوس دائس خمرا في المعاصر فإني قد سكت الهتاف سفر اشعيا 16 / 10 وأنت فتنبأ عليهم بكل هذا الكلام وقل لهم: الرب من العلاء يزأر ومن مسكن قدسه يطلق صوته يزأر زئيرا على مرعاه وكدائسي العنب يجهر بهتاف على جميع سكان الأرض سفر ارميا 25 / 30 وزال الفرح والآبتهاج من الجنة من أرض موآب وأنضبت الخمر من المعاصر فلا يدوس دائس بهتاف بل لا يكون هناك هتاف سفر ارميا 48 / 33
وحولهم وثيابهم من ذا الآتي من أدوم بثياب قرمزية من بصرة هذا الذي يتباهى بلباسه ويختال بكثرة قوته ؟ أنا المتكلم بالبر الكثير الخلاص ما بال لباسك أحمر وثيابك كدائس المعصرة ؟ دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد وطئتهم بسخطي ودستهم بغضبي فآنتضح عصيرهم على ثيابي فلطخت ملبوسي كله سفر اشعيا 63 / 1 - 3 ومن الدنّ الأعلى ينساب العصير إلى الدن الأسفل ويوضح بعد ذلك في أزقة أو قنينات من الجلد إن جوفي كخمر لا مخرج لها كمنفاخ حداد يكاد ينشق سفر ايوب 32 / 19 ولا تجعل الخمرة الجديدة في زقاق عتيقة لئلا تنشق الزقاق فتراق الخمر وتتلف الزقاق بل تجعل الخمرة الجديدة في زقاق جديدة فتسلم جميعا انجيل متى 9 / 17 أو في أوعية كبيرة من الفخار حيث يترك طويلاً ليختمر وبعد الاختمار تنقل إلى أوعية أخرى موآب في آطمئنان منذ صباه ومستقر على ثمالته لم يفرغ من إناء إلى إناء ولم يذهب إلى الجلاء ولذلك بقي طعمه فيه ولم تتغير رائحته لذلك ها إنها ستأتي أيام يقول الرب أرسل فيها إليه مصفين يصفونه ويفرغون آنيته ويحطمون جراره سفر ارميا 48 / 11 - 12
وكان عصير العنب يُستمل بعد عصره بطرق مختلفة كشراب فاكهة غير مختمر أو كخمر بعد التخمير أو كخل بعد زيادة تخميره ولعلهم كانوا في الزمن القديم كما في الوقت الحاضر يصنعون من العصير شراباً حلواً بعد غليه وقد ذُكرت الخمر مع الحنطة والزيت كعطية عظمى للإنسان وكانت في كل بيت يقدمونها للضيوف لا سيما في الأعياد وأخرج ملكيصادق ملك شليم خبزا وخمرا لأنه كان كاهنا لله العلي سفر التكوين 14 / 18 ونفذت الخمر فقالت ليسوع أمه ليس عندهم خمر انجيل يوحنا 2 / 3 غير أن اليهود وسائر الأمم كما وبخهم أيضاً العهد الجديد في الخمر السخرية وفي المسكر الجلبة كل من هام بهما فليس بحكيم سفر الامثال 20 / 1 لمن الويل ؟ لمن وا أسفا ؟ لمن المشاجرات ؟ لمن الشكوى ؟ لمن الضربات من دون سبب ؟ لمن إظلام العينين ؟ للذين يدمنون الخمر للذين يدخلون ليذوقوا الممزوج لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت وأبدت في الكأس حببها إنها تسوغ مريئة لكنها في الآخر تلسع كالحية وتنفث سمها كالأفعى ترى عيناك الغرائب وينطق قلبك بالهذيان وتكون كمضطجع في عرض البحر أو كنائم على رأس السارية وتقول ضربوني ولم أتوجع رضضوني ولم أشعر متى أستيقظ فأعود إلى طلبها سفر الامثال 23 / 29 - 35 ويل للذين هم أبطال في شرب الخمر وذوو بأس في مزج المسكرات سفر اشعيا 5 / 22
ويل لتاج كبرياء السكارى من أفرائيم وللزهرة الذاوية، بهاء فخره التي على رأس الوادي الخصيب ويل للمصروعين بالخمر هوذا شديد قوي في خدمة السيد كإعصار ذي برد وزوبعة مهلكة كإعصار ذي مياه غزيرة طاغية تصرع الى الأرض صرعا عنيفا فتدوسه الأقدام تاج كبرياء السكارى من أفرائيم وتكون الزهرة الذاوية بهاء فخره التي على رأس وادي السمان كباكورة التين قبل الصيف يراها الرائي فيبتلعها وهي في يده في ذلك اليوم يكون رب القوات تاج بهاء وإكليل فخر لبقية شعبه وروح عدل لمن يجلس للقضاء وبأسا للذين يردون القتال إلى الباب وهؤلاء أيضا ضلوا بالخمر وتاهوا بالمسكر الكاهن والنبي ضلا بالمسكر وغرقا في الخمر تاها من المسكر وضلا في الرؤيا وترنحا في آتخاذ القرار سفر اشعيا 28 / 1 - 7 فيأكلون ولا يشبعون ويزنون ولا يتكاثرون لأنهم تركوا الرب وآنصرفوا إلى الزنى سفر هوشع 4 / 10 و 11
وفي الطقس الموسوي كانت السكيب من خمر مع المحرقة اليومية وعشر من السميذ ملتوت بربع هين من زيت زيتون مدموق وربع هين من الخمر سكيب للحمل الأول سفر الخروج 29 / 40 وعند تقديم الباكورات وتكون تقدمته عشرين من سميذ ملتوت بزيت ذبيحة بالنار للرب رائحة رضى ويكون سكيبه ربع هين من الخمر سفر اللاويين 23 / 13 وعند تقديم بقية الذبائح وخمر سكيب ربع هين تضيفه إلى المحرقة أو إلى الذبيحة للحمل الواحد سفر العدد 15 / 5 وكان يدفع العشر منه وبواكير قمحك ونبيذك وزيتك وبواكير جزاز غنمك تعطيه إياها سفر التثنية 18 / 4
ولم يكن يُسمح للنذير بأن يشرب منه مدة نذره فليمتنع الخمر والمسكر ولا يشرب خل خمر وخل مسكر ولا يشرب أي عصير من العنب ولا يأكل عنبا رطبا ولا يابسا سفر العدد 6 / 3 ولذلك لم يكن يسمح للكاهن بأن يشرب منه عند دخوله لخدمة المقداس لا تشرب خمرا ولا مسكرا أنت ولا بنوك عند دخولكم خيمة الموعد لئلا تموتوا فريضة أبدية مدى أجيالكم سفر اللاويين 10 / 3 ولم يكن لائقاً للقضاة أن يشربوا منه عند جلوسهم في مجالس القضاة ليس للملوك يا لموئيل ليس للملوك أن يشربوا الخمر ولا للعظماء أن يشربوا المسكر لئلا يشربوا فينسوا الشرائع ويحرفوا قضية كل أبناء البؤس سفر الامثال 31 / 4 سفر الامثال 23 / 20 و 21 لا تكن بين المدمنين للخمر والملتهمين للخمر فإن المدمن والملتهم يفتقران والنوم يلبس الثياب البالية وقد اتخذت في العهد القديم احتياطات كثيرة لوقاية الناس من الافراط في شربها كمزجها بالماء ويذكر الكتاب أنهم كانوا يعينون رئيساً للوليمة ويعتقد أنه كان يعين لهذا الغرض فلما ذاق الماء الذي صار خمرا وكان لا يدري من أين أتت في حين أن الخدم الذين غرفوا الماء كانوا يدرون دعا العريس وقال له كل امرىء يقدم الخمرة الجيدة أولا فإذا سكر الناس قدم ما كان دونها في الجودة أما أنت فحفظت الخمرة الجيدة إلى الآن انجيل يوحنا 2 / 9 و 10
وقد نهى الكتاب عن السكر بالخمر وعلّم أن السكر بها خطيئة فقال لها عالي إلى متى أنت سكرى ؟ أفيقي من خمرك فأجابت حنة وقالت كلا يا سيدي ولكني امرأة مكروبة النفس ولم أشرب خمرا ولا مسكرا ولكني أسكب نفسي أمام الرب فلا تنزل أمتك منزلة ابنة لا خير فيها لأني إنما تكلمت إلى الآن من شدة ما بي من القلق والغيظ سفر صموئيل الاول 1 / 14 - 16 ويل للقائمين من الصباح في طلب المسكرات المتأخرين الى المساء والخمر تلهبهم وفي مآدبهم الكنارة والعود والدف والمزمار والخمر ولايلتفتون إلى عمل الرب ولا يرون صنع يديه لذلك جلي شعبي لعدم المعرفة وأصبح خاصته من أهل المجاعة ويبست عامته من العطش فوسع مثوى الأموات حلقه وفتح بلا حد فمه فينحدر فيه وجهاؤه وعامته وجمهوره وكل مبتهج فيه ويوضع آبن آدم ويحط الإنسان تخفض عيون المتكبرين ويتعالى رب القوات بالقضاء ويتقدس الإله القدوس بالبر وترعى الحملان كما في مراعيها وأطلال المترفين يلتهمها الغرباء سفر اشعيا 5 / 11 - 17 بل كتبت إليكم ألا تخالطوا من يدعى أخا وهو زان أو جشع أو عابد أوثان أو شتام أو سكير أو سراق بل لا تؤاكلوا مثل هذا الرجل رسالة كورنتوس الاولى 5 / 11 ولا السراقون ولا الجشعون ولا السكيرون ولا الشتامون ولا السالبون يرثون ملكوت الله رسالة كورنتوس الاولى 6 / 10 والحسد والسكر والقصف وما أشبه وأنبهكم كما نبهتكم من قبل، على أن الذين يعملون مثل هذه الأعمال لا يرثون ملكوت الله رسالة غلاطية 5 / 21 لا تشربوا الخمر لتسكروا فإنها تدعو إلى الفجور بل دعوا الروح يملأكم رسالة أفسس 5 / 18
فكفاكم ما قضيتم من الزمن الماضي في العمل بمشيئة الوثنيين، فعشتم في الفجور والشهوات والسكر والقصوف في الطعام والشراب وعبادة الأوثان المحرمة رسالة بطرس الاولى 4 / 3 والخمر الممزوجة ذبحت ذبائحها ومزجت خمرها وأعدت أيضا مائدتها سفر الامثال 9 / 2 والشراب الممزوج ليسا خمراً ممزوجة بماء لتخفيفها بل يشيران إلى مزيج الخمر بأنواع من العقاقير والتوابل التي تجعل طعمها يلذ بأنواع من العقاقير والتوابل التي تجعل طعمها يلذ ساربيها وتجعل لونها شائقاً.