سيادة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف يحتفل بعيد مار احودامة ومناولة كوكبة من ابناء الابرشية      سيادة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف يحتفل بعيد مار احودامة ومناولة كوكبة من ابناء الابرشية      صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد والتراجع الديموغرافي      ناقوس كنيسة الطاهرة الكلدانيّة سيُقرَع في الموصل مجدّدًا      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سيادة محافظ دمشق الأستاذ ماهر محمد مروان أدلبي      الثقافة السريانية تفتتح مهرجان الفن التشكيلي في عنكاوا      المسيحيون في "جديدة عرطوز " يواجهون مخاوف متجددة تحت النظام السياسي الجديد في دارمسوق (دمشق)      «زرعوا الأمل والرجاء»... خبرة حجّاج عراقيّين في يوبيل الشبيبة      البطريرك ساكو يستقبل السيد فارس عيسى رئيس ممثلية كوردستان في بغداد      فيديو.. مسيحيون آشوريون يحجّون إلى كنيسة مار قيوم في دهوك      مركز حقوقي يكشف عن تصحر 70 بالمائة من الأراضي العراقية بسبب الجفاف      ترامب: بوتين صعب المراس لكنه بارع بالتعامل مع العقوبات      ضابط مخابرات أوكراني: الغرب يبتز نظام كييف بمعلومات محرجة تفضح مسؤوليه      عهد جديد.. مواعيد مباريات ريال مدريد في أغسطس 2025      5 بذور.. لتوازن الهرمونات وتقوية العظام وصحة الأمعاء      "تيسلا" مطالبة بـ 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت      ثمانون عامًا بعد القنبلة الذريّة.. جرس كاتدرائية ناغازاكي يقرع من جديد      أكثر من 2.7 مليون مواطن في إقليم كوردستان ينعمون الآن بالكهرباء على مدار الساعة عبر مشروع رووناكي      ضربة تقضي على النووي.. مخاوف من عودة الحرب بين إيران وإسرائيل      العراق و سوريا والجزائر من بين أعلى "رسوم ترامب" الجمركية
| مشاهدات : 338 | مشاركات: 0 | 2025-08-02 07:18:33 |

تجارب الشيطان الثلاثة مع يسوع

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

( فلما أنهى أبليس جميع ما عنده من تجربة، إنصرف عنه إلى أن يحين الوقت ) " لو 13:4 "

حصلت عداوة بين الله والشيطان منذ سقوط الأخير بسبب كبريائه وتمرده فطرده الله من السماء. بعد ذلك بدأ المتمرد يخطط لمحاربة خلائق الله كالملائكة أولاً، ومن بعدهم آدم ونسله الذي أسقطه بمكرٍ.

لنسأل ونقول: هل يجوز للشيطان ان يجرب إبن الله؟

  الجواب: نعم لأنه يسوع إتضع ليتجسد في جسد إنسان المخلوق رغم كونه أزلي وخالق كل شىء ( يو 2:1 و قول 1: 15-20 ).

  الله سمح للشيطان ان يجرب إبن الإنسان بثلاث تجارب، فإختار المجرب وقتاً مناسباً لتجربته. إختار وقت ضعف يسوع الجسدي في نهاية صومه أربعون يوماً. والتجارب التي إختارها شاملة لأنها تشمل في مضمونها كل التجارب الأخرى التي تحتوي على رذائل، أي الخطايا الرئيسية، وهي:

1-العبودية البطن ( الجوع ).

2- الوصول إلى المجد الباطل.

3- الرضوخ للمقتنيات.

وأسباب التجارب هي الشهوات، وأسباب الشهوات تأتي من ملذات الجسد التي هي سراب المجد الباطل، وجشع السلطة. الرب يسوع الذي يعلم ما في القلوب والأفكار عرف بان الشيطان يريد أن يدخله في تجارب فتقدم لملاقاته متحدياً. كما يعلم أن لا سلطة من الشيطان لتجربته إلا من عند الله، كما يقول الرسول بولس ( لا سلطة إلا من عند الله ) " رو 1:13 ".

  صام يسوع الإنسان أربعون يوماً وأربعون ليلة علماً أنه لم يكن محتاجاً إلى الصوم، بل كان لصومه قيمة المثال للإنسان ، وكذلك الجوع الذي شعر به في نهاية الأربعين يوماً. صام كموسى وإيليا، لكن يذكر الكتاب بأنهم جاعوا، بينما يذكر جوع الرب يسوع ( مت 2:4 و لو 2:4 )،

 إذاً هل صبر البشر أشد من صبر إبن الله؟

  نقول أن يسوع لم يجع إلى غذاء الجسد، بل جاع إلى خلاص البشرية، فجوع يسوع الإنسان هو حيلة تقية أمام الأبليس، فإبليس أدرك تفوق يسوع فتوخى الحذر. فحين رآه جائعاً سعى إلى تجربته وإسقاطه والإنتصار عليه. لكن يسوع برهن على أنه لا توجد صعوبة في إحباط مكائد المجرب. كما نسأل ونقول، هل كان الشيطان يتيقن بان المسيح هو إبن الله؟

   بدأ تجربته الأولى بغذاء البطن، أي الطعام وكما فعل مع حواء وآدم. فقد كان الشيطان يفكر في نفسه ويقول:

إذا كان يستطيع أن يجعل هذا الحجر خبزاً فهو إبن الله حقاً. وهل إبن الله ينال منه الجوع ؟ لم يستطع الشيطان أن يعرف من هذا أبداً هل هو حقاً إبن الله لأن يسوع لم يلبي طلبه، بل حاربه بسلاح آيات الكتاب المقدس على أنه يوجد أهم من الخبز وهي الكلمة الخارجة من فم الله لتغذية النفس ( مت 4:4 ). هكذا على كل إنسان أن يحفظ الآيات ليتحدى بها التجارب التي تريد النيل منه.

كذلك لم يقل له ( إني أستطيع ذلك  لكن لا أفعل)  وذلك لكي لا يظهر أنه إبن الله.

  الشيطان لم يعرف سّر تجسد إبن الله وساعة ولادته من العذراء مريم. كذلك لم يقل له يسوع إني لا أستطيع فعل ما تريد لكي لا يبدو كاذباً لأنه يستطيع كل شىء لأنه الإله الخالق للحجارة والكون كلهُ، لهذا رد عليه بآية من الشريعة، وقال : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. " تث 3:8 ". الخبز هو للجسد، أما الروح فبحاجة إلى قراءة آيات الكتاب المقدس والعمل بها لأنها وصايا الله للإنسان، وبها يتغذى جزئه الثاني، وهو أهم من غذاء الجسد.

 تحول المجرب إلى تجربة ثانية عندما مضى بيسوع إلى أورشليم المقدسة وأقامه على شرفة الهيكل، وقال له:

 إن كنت إبن الله فإلق بنفسك إلى الأسفل، فإنه مكتوب: يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لئلا تصدم رجليك بحجر. " مت 6:4 ". ورغم ذلك نقول:

 كيف سيعرف من هذا العرض هل هو إبن الله أم لا؟

لقد كرر في بداية تجربته الثانية عبارة " إن كنت إبن الله" وهل عندما يلقي بنفسه سيعرف أنه إبن الله، أم غايته كانت الرضوخ إلى أوامره فقط؟ هنا نجد بأن الإبليس إستعمل إسلوب المسيح فأتى بآية من المزمور، تقول: فإنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في جميع طرقك." 11:90 ". لكن الشيطان لم يذكر الآيات اللاحقة في نفس المزمور لأن ذلك لا يلائم خطته لأن تكملة المزمور تتحدث ضد الإبليس فتقول: تطأ الأسد والأفعى تدوس الشبل والتنين " رمز الشيطان ". إنه يتكلم على مساعدة الملائكة وكأنه يتوجه إلى شخص ضعيف، ولكنه هو الماكر. لا يقول عن نفسه إنه المخادع. نحن أيضاً نجرب من قبل البشر بآيات الكتاب المقدس فعلينا أن نحرص على ألا نخضع لهم مباشرةً بسبب الآية التي قيلت في غير موضعها، أو قد تكون ناقصة وتحتاج إلى آية أخرى أو آيات لتكمل فيها الفكرة للوصول إلى الهدف، وقد يتظاهر البعض بالقداسة كوسيلة للنيل منا، والذي يستخدمه في إسقاطنا هو الشيطان الذي يتكلم من خلاله وكما فعل عبر العصور وتحدث على ألسنة الهراطقة.

كان رد يسوع لتجربة الهيكل بآية ضد الآية الناقصة التي نطق بها المجرب، فقال: مكتوب أيضاً، لا تجرب الرب إلهك. " تث 16:6 " .

 في التجربة الأخيرة، مضى الشيطان بيسوع إلى جبل عال جداً وأراه جميع ممالك الدنيا ومجدها، علماُ أنه لا يوجد في إسرائيل واليهودية جبل عال جداً وعليه قمة عاية ليريه ممالك الدنيا ومجدها، وبحسب التقليد الكتابي ( ممالك الدنيا ) هي بالتحديد بلاد الوثنيين، وبإختصار مملكة أبليس الذي يصفه بسيد هذا العالم ( يو 31:12 ). وبحسب مز " 2: 7-8 " فإن وعداً كهذا قدمه الله ذاته إلى الإبن: سلني فأعطيك الأمم ميراثاً ، وأقاصي الأرض ملكاً، لكن الشيطان قال ليسوع: أعطيك هذا كله إن جثوت لي ساجداً. " مت 4: 8-9 ".

  السيادة على الممالك الأرضية التي عرضها الشيطان على المسيح مقابل سجوده له، فالسلطة المجرب ليست تنازلاً مؤقتاً، تأكيده على أنه كاذب، لأن كلامه هذا مجرد إدعء كاذب، أما الواقع، فالشيطان لا يملك أي سلطة على العالم، رغم تسميته بسيد هذا العالم، لكن الله أذَنَ له بما قال لأجل صياغة التجربة ليس إلا. فهناك من البشر الضعفاء العطاشى إلى السلطة دون ان يدركون هشاشة الأمور الأرضية وسرعان زوالها. العالم هو ليسوع الذي خلقه بكلمة، وبدونه لا يوجد عالم، لأن به كان كل شىء ، ورغم أن الله هو الذي صنعه، فإن أعماله شريرة لأن العالم تحت وطأة الشرير ( 1 يو 19:5 ) والطمع بالسلطة يأتي من الشرير. أن السلطة الحقيقية هي إذاً ملك لله ومن يوليهم أياها.

 أخيراً يسوع قال: إذهب ، يا شيطان! فإنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. أي قال له، أنت تسجد لي لأني خالق الكون كله. يقول الكتاب: فتركه الشيطان إلى أن يحين له الوقت لتجربته الأخيرة عندما كان ضعيفاً بالجسد منهكاً على الصليب، لكنه فشل أيضاً. مجداً لأسم يسوع.

   توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4726 ثانية