‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل وفداً من اعضاء اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري      سوريا تحت النار: تصاعد الهجمات على المسيحيين بين التهجير والتفجيرات      كيف تُعنى مؤسّسة «بيتنا» بتراث مسيحيّي الموصل؟      اليوم الرابع من النشاط الصيفي لطلاب المرحلة الإعدادية - كنيسة مار بطرس ومار بولس في عنكاوا      السيد أندي سولاقا، سكرتير المركز الأكاديمي الاجتماعي في عنكاوا، يشارك في مؤتمر اربائيلو الدولي الثالث للدراسات السريانية والسورث في جامعة برلين الحرة في المانيا      ممثلون عن الطوائف السريانية والكردية والدرزية والإيزيدية والعلوية يبحثون مع حزب اليسار الألماني مظاهر التهميش والقمع في سوريا      اليوم الثالث من البرنامج الصيفي لطلاب المرحلة الإعدادية (مسيرة الرجاء في حضور يسوع) / عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يشارك في لقاء للبطاركة الكاثوليك المتّخذين مقرّ كرسيهم في لبنان، الديمان - شمال لبنان      قداسة البطريرك مار إغناطيوس يستقبل الوفود الرسمية المعزّية بوفاة المثلث الرحمات مار غريغوريوس صليبا شمعون / عنكاوا      اليوم الثاني من البرنامج الصيفي لطلاب المرحلة الإعدادية - كنيسة الرسولين مار بطرس وبولس / عنكاوا      البصرة وميسان وذي قار الأكثر تضرراً في العراق من تغير المناخ      تأسيس "جبهة الإنقاذ السورية"      بينها "احتلال القطاع".. الجيش الإسرائيلي يضع 3 خيارات على طاولة نتنياهو      زيلينسكي: أوكرانيا تخوض قتالا عنيفا حول مدينة بوكروفسك      الذكاء الاصطناعي يساعد المؤرخين في فك شفرة "أحجية ضخمة"      أكبر علامة على الكوليسترول تظهر في العين.. ماهي؟      أموريم يحذر الأندية بشأن لاعبي اليونايتد "غير المرغوب فيهم"      شرطة أربيل تطيح بمتهمين متورطين في جرائم سرقة ومخدرات      ويتكوف يعلن الانسحاب من مفاوضات الدوحة حول غزة ويتهم حماس بإفشالها      وزارة الموارد المائية العراقية: لم نشهد جفافاً كهذا منذ قرن تقريباً
| مشاهدات : 365 | مشاركات: 0 | 2025-07-25 07:11:18 |

الرهبنة ورسالتها الخلاصية

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

قال الرب ( ماذا ينفع الإنسان لوربح العالم كلهُ وخسر نفسه )

   الله هو نور العالم وكلمته " يسوع " هو الينبوع الحي الذي  يروي العطشان، وهو يحمل روح الله. فكل من يشرب من هذا الماء لا يعطش أبداً وكما قال للسامرية على بئر يعقوب. كل من يشرب من ذلك الماء الحي، ينوره الروح القدس ويقودهُ إلى الله. فكلمة الله المدونة في إصحاحات الكتاب المقدس يجب أن تتجسد في حياتنا لكي تمتزج تلك الكلمات والوصايا بسيرة حياتنا الزمنية المحدودة فتتحول إلى نور ونار. نور للعالم، وكلامنا سيصبح نارياً يفسر للآخرين مدى عمق الإنجيل المكتوب ومدى تأثيره لتغيير الطبيعة البشرية الفاسدة بنعمة ومحبة الله للبشر.

   آباؤنا الرهبان فهموا المطلوب فشقوا لنا الطريق ومهدوهُ أمام الأجيال لأنهم عاشوا الإنجيل وطبقوا تعليمه في حياتهم حتى النمق الأخير. فطريق الرهبنة ورساتها خلاصية تقود المنتمي إليها إلى الملكوت. إنه هبة من الله للعالم لكي يسير الجميع على نفس الدرب الذي هو الأقصر إلى الخلاص، وسماع أقوالهم ودراسة سيرتهم يؤدي إلى توَسع أفقنا لكي نتعمق في التفكير فدرك تعاليم الإنجيل جيداً لنعيش بحسب وصاياه فننمو بالروح الذي يهب حيث يشاء، ونحن يجب أن نكون حيث يشاء الروح أن نكون، لا كما نحن نريد. علينا إذاً أن نتناول بإيمان سيرَهم وأخبارهم وتجاربهم وصبرهم وطاعتهم ونخلق شركة معهم ونسمع إلى أقوالهم ونسألهم لا بذهنية الحرف الضيقة بل بمسؤولية جدية روحانية لكي نتأثر بهم وننمو مثلهم ونترفع مع ملء قامة المسيح. كما علينا أن نعترف بالعلاقة بين كلام الكتاب وأقوال الآباء، لأن جوهر معاني أقوالهم مبني على كلام الله. ووجودهم هو تدبير من الله. والله أفرز رجال عظماء في الإيمان لكي يكونوا أمثلة حية للرهبنة، بل كانوا في الماضي أبطالاً متوحدين نبذوا العيش في المدن وإختاروا البراري والجبال. والبرية هي مدرسة نموذجية للروح القدس. تخرج منها أنبياء عظام، وكل من يخرج منها سيدخل في مرحلة جديدة بعد أن إستعد لها، فرسالتهِ أدت بنجاح إلى خدمة العالم. ومن أبرز الرجال الذين عاشوا حياة النسك في البرية هم أيوب وإبراهيم وموسى وإيليا ويوحنا المعمدان. هؤلاء وغيرهم كانت حياتهم تحت الآلام والضيق، لكنهم كانوا بعيدين عن هموم الحياة والطمع في خيرات العالم التي تتقاطع مع نقاوة القلب والحياة الطاهرة.

  فإبراهيم دعاه الله لكي يخرج من المدينة إلى الصحراء، فقال له: إخرج من ارضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. " تك 1:12 " .

فأطاع إبراهيم وذهب. هكذا إتخذ الرهبان في العهد الجديد لأنفسهم نفس القول الإلهي فشاركوا إبراهيم في سيرته لكي يعيشوا حياة العزلة والفقر من أجل الله.

في مراثي ارميا نقرأ الآية: جيد للرجل أن يحمل النير في حياة، يجلس وحدهُ ويسكت. " 3: 27-28 " هذا هو المعنى الصحيح من خروجهم من العالم، لأنهم ليسوا من العالم، وهكذا كل مؤمن بالمسيح لا ينتسب إلى هذا العالم. لوط عمل العكس فتمرد وإبتعد عن عمه إبراهيم الذي كان يعيش في البرية وتحت الخيام، فإختار المدن للعيش مع العلمانيين، فإبتعد عن مركز إيمانه المختار من الله والذي هو إبراهيم، فإنتهت حياته بالفشل والهزيمة بسبب البحث عن الغنى. والغنى يغوي الإنسان، ومحاسن النساء في المدن تجعل الإنسان يضعف وينحرف فيندفع لكي تطأ قدميه لإقتراف الميول الرديئة. لكن عندما يفصل الإنسان عن العالم ستتحرر أفكاره وأنظاره ويبتعد من أباطيل هذا العالم وتجاربه الكثيرة. لهذه الأسباب إختاروا هؤلاء النساك الخبز اليابس في البرية على حياة التَرف ومَسرات الحياة في المدن المقترنة بمشاغلها وهمومها. تقول الآية: لقمة يابسة ومعها سلامة، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام. " أم 1:17 ".

   الرهبان محبوبون من الله والبشر. إنهم كملائكة السماء لا يزوجون ولا يتزوجون ( مت 30:22 ) لا وبل هم كالملائكة في جسد. الراهب الطاهر هو كالملاك المرئي يخدم الله ورسالته على الأرض ويشفع الناس أمام الله بصلواته وطلباته كما فعل إيليا النبي، فبسبب صلاته أعطيت السماء مطراً وأخرجت الأرض ثمرها( يع 5: 17-18 ) أفلا تعطينا اليوم شفاعة من يعيش حياة أيليا هذه الخيرات التي نرجوها من السماء؟ وهكذا طلب الله شفاعة إبراهيم من إبيمالك بسبب سارة. وطلب شفاعة ايوب الطاهر لأصدقائه الثلاثة الذين غضب الله عليهم فخلصوا بفضل أيوب البار، فقال لهم الله: فخذوا الآن لكم سبعة ثيران وسبعة كباش، إمضوا إلى عبدي أيوب وقربوها ذبيحة محرقة عن انفسكم، فيصلي من أجلكم، فأعفوا عنكم.. . " أي 8:42 ". يا لشفقة القديسين! أية مشتهيات صالحة تمدنا بها صلواتهم وطلباتهم فتجذب إلينا عطف الله! لا وبل تغيير أقوال الله نحو البشر. وهكذا يوحنا المعمدان الذي عاش في البرية بسبب حياته ونسكه ونقاوته إختاره الله لكي يعد الطريق أمام إبنه المخلص .

  كما خضعوا هؤلاء الأنبياء العظام لله هكذا يخضعون النساك في العهد الجديد له فيعيشون في النقاوة والطهارة. دربوا عيونهم إلى الرؤية الصائبة لكي لا يشتهوا إطلاقاً ما هو غريب عنهم وكل نَظَرهم هو نحو السماء متأملين مع داود المرتل قائلين: إليك رفعت عَينَيَ يا ساكن السماء، فها هما مثل عيون العبيد إلى أيدي مواليهم، ومثل عيني الأمةِ إلى يدي سيدتها، كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا حتى يترأف علينا. " مز 123: 1 ، 2 ". كما تعودوا الرهبان إلى رفع أياديهم الطاهرة بلا إرتخاء لتظل مبسوطة نحو الله في صلوات نقية بدلاً من ان تصير مذنبة في النهب والقتل والمشاجرات.

  أما أرجل الرهبان فتسير إلى بيت الله. أو إلى مساكن الاباء القديسين بلا إنحراف خوفاً من دفعها إلى عمل الشر. أو إلى السقوط في مهوي الرذيلة . أما حاسة الشم عندم فتقول الآية: رائحة عطورك شذية. " نش 3:1 ". أما حاسة الذوق أيضاً فعوّدوها إلى الغذاء البسيط لكي لا تقودهم شهوة البطن إلى كلام الهزل ولا سيما لان عصيان آدم كان قد إقترف بواسطة حاسة الذوق. أما حاسة السمع، فلا يرضون بسماع الكلمات الشريرة والمتكبرة التي تحول الأخيار إلى أشرار، ولكن الكلام الطيب المتواضع يحوِّل الأشرار إلى أخيار لهذا عاشوا حياة النسك والتقشف والإتضاع والبساطة.

 أما ملابسهم الخشنة فهي تُعَبِر عن أصالة نِسكهم . فضلّوا سماع أخبار القيامة الأبدية والعيش مع الرب بدلاً من سماع صوت الفرق الموسيقية والأغاني الفارغة من الروحانية ومن المناظر التي تبعد أفكارهم عن الله .

  في الختام نقول: لهذه الأسباب الرهبان مغبوطون ومستحقون للكرامةِ والإحترام لأنهم مجاهدون بصدق في إيمانهم، والله قد منحهم مواهب روحه القدوس لكي تظهر فيهم قوته فيعملوا معجزات وآيات ويحفظهم، قال الرب لتلاميذه: ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحَيّاة والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شىء. " لو 19:10 ". هكذا الراهب يعيش الإنجيل ويخدم الكلمة، ويُصلّي من أجل العالم إلى أن يحين وقت عزاء جسده بالميتة الصالحة فينطلق بفرح لأنه مستعد للرحيل بشغف للقاء السيد الذي مات من أجله.

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6281 ثانية