SANA
عشتارتيفي كوم- رووداو/
نفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، رواية وزارة الداخلية السورية، حول هوية منفذي هجوم كنيسة "مار إلياس" في العاصمة دمشق، مؤكدة أن مخيم الهول لا يضم إرهابيين أجانب، وهو ما يفند الادعاء بأن الانتحاريين هما من غير السوريين، كانا قد قدما من المخيم.
وذكر المركز الإعلامي لـ"قسد"، في بيان يوم الأربعاء (25 حزيران 2025)، أن "المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة دمشق، ادعى بأن الانتحاريين الإرهابيين الذين هاجما كنيسة (مار إلياس) في حي الدويلعة، قدما من مخيم الهول في شمال وشرق سوريا، وهما غير سوريين".
وأضاف أن "هذه المعلومات غير صحيحة ولا تستند إلى حقائق أو مجريات حقيقية".
البيان أشار إلى أنه "بعد هذه الادعاءات، بدأت الأجهزة المختصة في قواتنا بالتدقيق والتحقيق في سجلات القاطنين في مخيم الهول والمغادرين له خلال الفترة الماضية، حيث تم التأكيد أنه ليس هناك مغادرة لأي شخص من المخيم سوى الأشخاص الذين غادروا إلى الداخل السوري بناء على طلب حكومة دمشق خلال الفترة الماضية، وجميعهم من السوريين، وكذلك العراقيين الذين تم ترحيلهم إلى الأراضي العراقية وفق سجلات تقدم بها الجانب العراقي وتكفّل بإيصالهم إلى مخيم الجدعة".
تابع أن "مخيم الهول يؤوي عائلات داعش من السوريين والأجانب ومعظمهم من النساء والأطفال، ولا يؤوي في داخله الإرهابيين الأجانب، وهذا ما ينفي الفرضية التي تقدم بها المتحدث باسم وزارة الداخلية حول انتقال الإرهابيين الاثنين من جنسية غير سورية من مخيم الهول".
وأكد أن "قواتنا، التي هي القوة السورية الوحيدة التي حاربت داعش وألحقت الهزيمة به في الباغوز عام 2019، لا تزال تواصل مهامها المشتركة مع قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب، وهي ملتزمة وطنياً وأخلاقياً بمواصلة هذه المهمة، ومستعدة لتوسيع هذه المهمة عند الضرورة بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي".
ودعا البيان حكومة دمشق إلى "إجراء تحقيقات شفافة ودقيقة وإعلانها للرأي العام مع الأدلة"، مؤكداً أنها "السبيل الوحيد لمنع تكرار الهجمات الإرهابية".
الاثنين الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السورية توقيف مشتبه بتورطهم في التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة "مار إلياس" في دمشق، بينهم المتورط الرئيسي، الذي سهّل وصول الانتحاري.
أمس الثلاثاء، كشفت وزارة الداخلية السورية تفاصيل جديدة حول التفجير، مؤكدة أن الخلية المنفذة تنتمي لتنظيم داعش.
أوضح المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، خلال مؤتمر صحفي، أن "وحدات الأمن، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، نفذت عملية نوعية في ريف دمشق، أسفرت عن تفكيك الخلية المتورطة في الهجوم، واعتقال جميع عناصرها".
أشار البابا إلى أن "الخلية تسللت من مخيم الهول، وأن أحد الموقوفين قدّم معلومات دقيقة ساعدت في تحديد مواقع بقية أفراد المجموعة، ما مكّن الجهات الأمنية من مصادرة كميات من الأسلحة والمتفجرات".
أكد أن "داعش يسعى لتنفيذ عمليات تستهدف زعزعة الأمن"، مشدداً على أن "الوزارة تعمل على مسارات متوازية، أمنية ومجتمعية، لحماية السوريين"، متعهداً بـ"الكشف عن مزيد من التفاصيل لاحقاً".
أسفر الهجوم الذي وقع الأحد الماضي عن مقتل 25 شخصاً وإصابة 63 آخرين، وهذا هو التفجير الأول من نوعه الذي يطال دور عبادة في دمشق منذ سقوط النظام السوري السابق في 8 كانون الأول 2024، رغم محاولات سبقته لم تنجح، حيث أعلنت السلطات السورية الجديدة إفشالها.
تُعد كنيسة "مار إلياس" من أبرز أماكن العبادة المسيحية في ريف دمشق، وتحمل أهمية روحية وتاريخية كبيرة بالنسبة للمجتمع المسيحي السوري، وتستضيف بانتظام فعاليات دينية واجتماعية، خصوصاً أيام الأحد وخلال الأعياد.
اقتحم الانتحاري الكنيسة خلال قداس كان يؤديه المصلون، حيث أطلق النار عشوائياً على الموجودين، قبل أن يفجّر سترته الناسفة.