من الإنصاف القول أن الرئيس اللبناني جوزيف عون عند زيارته لكل من الكويت والعراق في يوم واحد ، قد قفز فوق البيروقراطية ، وسوريا ليست في موقع ليأخذ الرئيس اللبناني الأذن من رئيسها للقيام بأية زيارة خارج لبنان ، كما كان الأمر في السابق ، وكثير من الأمور التي يقوم بها الرئيس اللبناني اعادت الإبتسامة والأمل لحياة أفضل لكل اللبنانيين .
أما الرئيس احمد الشرع فقام هو الآخر بكسر عزلة سوريا الكارثية وزار الكثير من البلدان أكثر عدداً من زيارات بشار الأسد طيلة فترة حكمه ، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل أنه قام بالتعريف عن نفسه وعن خططه لإنقاذ سوريا من حالة الحصار والبدء بأعمار ما تمّ تخريبه خلال الحرب الداخلية .
إن الشعب اللبناني يحدوه الأمل أن تكون الدولة قادرة على فرض سيادتها على كامل التراب اللبناني وأن يكون السلاح وقرار الحرب والسلم بيدها ، وهذا يعني بصريح العبارة ، تسليم حزب الله سلاحه للدولة ويتفرغ لبناء البنى التحتية التي دمرتها الحرب ، ليعود الأمن والإستقرار لهذا البلد .
أما سوريا الجريحة فحان الوقت أن يتعامل النظام مع كل المكونات بالعدل والإنصاف ودولة القانون ، وإن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات كأسنان المشط ، وإلا فالفرحة ستنقلب إلى مآسي تضاف إلى المعاناة الجمة التي يئن الشعب السوري تحت وزرها ، فهل يفعل النظام الجديد في سوريا ما أشرنا إليه ؟ ويتعامل مع القضية الكردية والمسيحيين والدروز والشيعة والسنة بنفس النظرة كما ينظر الأب إلى أبناءه؟ على مبدأ : ( الدين لله والوطن للجميع ) ،عسى ولعل !!
منصور سناطي