بالصور .. صلاة الجناز المهيبة لراحة نفوس الشهداء الذين ارتقوا على مذبح الشهادة إثر التفجير الإرهابي في كنيسة مار الياس      ‎قداسة البطريرك مار اغناطيوس يتفقد المصابين جرّاء تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة في المشافي      المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري يدين الهجوم الذي طال كنيسة مار الياس في سوريا      رئيس حكومة إقليم كوردستان يدين الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق      ‎قداسة البطريرك مار اغناطيوس يشارك في الصلاة من أجل راحة نفس شهداء تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يوجّه رسالة تضامن إلى غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بشأن التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في سوريا      أبناء اللاذقيّة بكل أطيافهم يحملون شموعهم على نيّة السلام وتضامناً مع ذوي شهداء وجرحى كنيسة مار الياس في دمشق      البطريرك يوحنا العاشر من كنيسة مار الياس: قلوبنا تنزف دمًا على أحبتنا الشهداء      البطريرك الراعي: استهداف المسيحيين في الشرق هو انقلاب على حقيقة هذا الشرق التاريخيّة      بطريركية الأرمن الكاثوليك تدين الهجوم الإرهابي في كنيسة مار الياس بدمشق      دواء للسكري يقلل من عدد نوبات الصداع النصفي      عودة الرحلات الجوية في مطار أربيل بعد توقف بسبب التوترات الإقليمية      العراق يعيد فتح الأجواء بالكامل أمام حركة الملاحة الجوية      "روبوتاكسي" تسلا تطلق خدمتها لسيارات الأجرة ذاتية القيادة      راشفورد يلمح لانتقال محتمل إلى برشلونة بعد تعليقاته حول لامين يامال      نتنياهو يعلنها: توصلنا لوقف إطلاق نار شامل مع إيران      تغيير بسيط في نمط التفكير قد يحدث فرقا كبيرا لصحة الدماغ      "شات جي بي تي" يعلّق على احتمالية الحرب العالمية الثالثة      نجم ريال مدريد يتعرض لـ"إساءة عنصرية".. وفتح تحقيق عاجل      مؤسسة مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان: إسقاط طائرتين مسيرتين مفخختين في أربيل
| مشاهدات : 1269 | مشاركات: 0 | 2025-06-01 13:55:56 |

أيها الوالدان: هل أنتم على مثال أم تيموثاوس وجدّته؟

رائد نيسان حنا

 

في عالمٍ تتلاطمُ فيه أمواجُ التحدياتِ الفكريةِ والروحيةِ، وتتزايدُ فيه مصادرُ التشتتِ لأبنائنا، يصبحُ دورُ الوالدينِ في غرسِ القيمِ والإيمانِ أكثرَ أهميةً من أي وقتٍ مضى. هنا، يبرزُ نموذجٌ كتابيٌّ مُلهِمٌ يُقدّمُ لنا معيارًا ذهبيًا للتربيةِ الروحيةِ الفعّالةِ: أمثالُ أم تيموثاوس وجدّته.

الإرثُ الإيمانيُّ العظيمُ: لويس ويونيكي

يذكرُ الرسولُ بولسُ في رسالتِه الثانيةِ إلى تلميذِه الشابِ تيموثاوس (2 تيموثاوس 1: 5): "إِذْ أَتَذَكَّرُ إِيمَانَكَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلًا فِي جَدَّتِكَ لُوِيسَ وَأُمِّكَ يُونِيكِي، وَأَنَا مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا." هذه الآيةُ القصيرةُ تحملُ في طياتها درسًا عظيمًا للوالدينِ والمربينَ. إنها لا تصفُ مجردَ إيمانٍ فرديٍّ، بل تُشيرُ إلى إرثٍ إيمانيٍّ ينتقلُ عبرَ الأجيالِ.

لويس، الجدّةُ، ويونيكي، الأمُّ، لم تُقدّما لتيموثاوس مجردَ الطعامِ والملبسِ. لقد غذّتا روحَه بكلمةِ اللهِ، وزرعتا فيه بذورَ الإيمانِ الصادقِ وغيرِ المُرائي. هذا الإيمانُ لم يكنْ مجردَ معتقدٍ سطحيٍّ، بل كانَ جزءًا لا يتجزأَ من نسيجِ حياتِهما اليوميةِ، انعكسَ في أقوالِهما وأفعالِهما.

سماتُ التربيةِ على مثالِ لويس ويونيكي:

إذا أردنا أن نقتدي بهاتينِ المرأتينِ العظيمتينِ، فعلينا أن نتأملَ في السماتِ التي جعلتْ تربيتَهما مثمرةً:

  • الإيمانُ الحقيقيُّ وغيرُ المُرائي: لم يكنْ إيمانُهما مجردَ مظاهرَ خارجيةٍ أو كلماتٍ تُقالُ. بل كانَ إيمانًا حيًا، ينعكسُ في كلِّ تفاصيلِ حياتِهما. هذا الإيمانُ الصادقُ هو ما رأاهُ تيموثاوسُ وعاشَه، وهو ما غرسهُ في قلبِه. الوالدانِ اللذانِ يعيشانِ إيمانَهما بصدقٍ هما خيرُ قدوةٍ لأبنائهما.
  • التعليمُ المستمرُّ لكلمةِ اللهِ: يُشيرُ بولسُ لاحقًا في رسالتِه (2 تيموثاوس 3: 15) إلى أنَّ تيموثاوسَ "منذُ الطفوليةِ عرفَ الكتبَ المقدسةَ". هذا يدلُّ على أنَّ لويسَ ويونيكي لم تُهملا تعليمَ تيموثاوسَ كلمةَ اللهِ منذُ صغرهِ. إنهما لم تترُكا الأمرَ للمدرسةِ أو الكنيسةِ فقط، بل كانَ بيتهما مدرسةً للإيمانِ. تعليمُ الأبناءِ كلمةَ اللهِ، قراءتُها معهم، ومناقشةُ مبادئها، هو أساسُ التربيةِ الروحيةِ السليمةِ.
  • الصبرُ والمثابرةُ: تربيةُ الأبناءِ عمليةٌ طويلةٌ وشاقةٌ، تتطلبُ صبرًا ومثابرةً. لا توجدُ نتائجُ فوريةٌ دائمًا. لويسَ ويونيكي، مثلَ أيَّ أمٍ وجدّةٍ، واجهتا تحدياتٍ، لكنهما لم تتوقفا عن زرعِ بذورِ الإيمانِ، حتى أينعتْ في حياةِ تيموثاوسَ.
  • القدوةُ الحسنةُ: الكلماتُ وحدها لا تكفي. الأبناءُ يتعلمونَ بالقدوةِ أكثرَ مما يتعلمونَ بالتعليمِ المباشرِ. عندما يرى الأبناءُ والديهم يُصلّونَ، يخدمونَ الآخرينَ، يسامحونَ، ويُظهرونَ المحبةَ والصبرَ، فإنهم يتشربونُ هذه القيمَ وتترسخُ في شخصياتِهم.
  • البيئةُ المنزليةُ الداعمةُ للإيمانِ: البيئةُ التي ينمو فيها الطفلُ لها تأثيرٌ كبيرٌ. بيتُ يونيكي ولويسَ كانَ بلا شكٍ بيئةً تُشجّعُ على الإيمانِ، حيثُ تُقرأُ كلمةُ اللهِ، وتُمارسُ الصلاةُ، وتُظهرُ المحبةُ والاحترامُ.

أيها الوالدان: رسالةٌ إليكما

لعلَّ السؤالَ الذي يجبُ أن يُطرحَ على كلِّ والدٍ ووالدةٍ هو: هل أنتَ أو أنتِ على مثالِ أم تيموثاوسَ وجدّتهِ؟ هل إيمانُكَ غيرُ مُراءٍ؟ هل تغرسُ كلمةَ اللهِ في قلوبِ أبنائكَ منذُ صغرهم؟ هل تعيشُ قدوةً حسنةً أمامَهم؟

إنَّ التربيةَ الروحيةَ ليستْ مسؤوليةً ثانويةً أو اختياريةً. إنها أساسُ بناءِ شخصياتٍ قويةٍ، تُقاومُ تحدياتِ العصرِ، وتُصبحُ منفعةً للمجتمعِ. عندما يرى الأبناءُ إيمانًا أصيلًا في والديهم، إيمانًا يتحمّلُ ويُحبُّ ويُسامحُ، فإنهم يتعلمونَ أكثرَ من أيِّ عظةٍ أو درسٍ.

تذكروا، أنَّ أعظمَ إرثٍ يُمكنُ أن تتركوهُ لأبنائكم ليسَ المالَ أو الممتلكاتِ، بل هو إيمانٌ حيٌّ، مبنيٌّ على كلمةِ اللهِ، يُرافقُهم في كلِّ دروبِ حياتِهم، ويُعينُهم على مواجهةِ المصاعبِ، ويُثبّتهم في زمنِ الشكوكِ. فلتكنْ بيوتُكم مدارسَ للإيمانِ، ولتكونوا أنتم أيها الوالدانِ، أمثالَ لويسَ ويونيكي، تزرعون بذورَ الحقِّ والمحبةِ التي ستؤتي ثمارًا مباركةً في الأجيالِ القادمةِ.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5169 ثانية