عشتارتيفي كوم- الشرق/
صعّد الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة، الأحد، إذ ارتفعت حصيلة ضحايا القصف على مناطق مختلفة من القطاع إلى أكثر من 100 فلسطيني، فيما أكدت الولايات المتحدة، على لسان وزير خارجيتها ماركو روبيو، أنها تبحث خيارات إنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، والعمل على إخراج المزيد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، عبر آلية لوقف إطلاق النار في القطاع.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي منذ فجر الأحد، ارتفعت إلى أكثر من 100 فلسطيني، إذ تجدد القصف على مناطق جباليا وبيت لاهيا والزوايدة في شمال ووسط قطاع غزة، في حين أسفر القصف الإسرائيلي على خيام النازحين بمواصي خان يونس جنوبي القطاع عن قتل أكثر من 20 فلسطينياً.
وتزامن ذلك مع قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار من طائرات مسيّرة باتجاه محيط المستشفى الإندونيسي شمال غزة، حيث وسعت إسرائيل هجومها العسكري على القطاع، وكثفت من قصفها الذي أودى بحياة مئات الفلسطينيين خلال الـ72 ساعة الماضية، إذ قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إن الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية قتلت مئات الفلسطينيين على الرغم من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمنطقة.
وأعلنت إسرائيل، السبت، إطلاق هجوم بري واسع النطاق على غزة، وقتلت المئات خلال يومين من هجومها الدموي، فيما دفعت عشرات الآلاف إلى النزوح مرة أخرى، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن عملية "عربات جدعون" سيتم تنفيذها بـ"قوة كبيرة".
وجاءت العملية العسكرية في الأراضي الفلسطينية بعد يوم من اختتام الرئيس الأميركي جولته في الشرق الأوسط، دون زيارة إسرائيل، وكانت هناك آمال في أن تزيد زيارته من فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أو استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي منعتها إسرائيل عن القطاع لأكثر من شهرين.
جولة جديدة من المفاوضات
وتزامن القصف الإسرائيلي المكثف، مع جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، حيث بدأ وسطاء من مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، السبت، جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار، في العاصمة القطرية الدوحة، حسبما قال مسؤولون من الجانبين.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، طاهر النونو لـ"الشرق"، إن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل بدأت فعلياً، السبت، في العاصمة القطرية الدوحة.
وذكر النونو، أن "هذه الجولة انطلقت بدون أي شروط مسبقة من الجانبين، وأن المفاوضات مفتوحة حول كل القضايا"، مضيفاً أن "حماس ستعرض وجهة نظرها حول كل القضايا وخاصة إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي وتبادل الأسرى"، مشيراً إلى "استعداد الحركة للتوصل لاتفاق فوري حال ضمان وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكلي من القطاع، وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات".
وكان باسم نعيم عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" قد قال لـ"الشرق"، الخميس، إن الحركة أعلنت استعدادها للتخلي عن السلطة الحكومية في قطاع غزة ونقل السيطرة الإدارية الكاملة بشكل شامل وغير مشروط إلى أي هيئة فلسطينية متفق عليها وطنياً.
وقال مصدران في "حماس" لـ"الشرق"، الخميس، إن الاتصالات مع الجانب الأميركي لم تنقطع منذ استئنافها، الأسبوع الماضي، في إشارة إلى مفاوضات مباشرة بين الحركة والولايات المتحدة، أفضت إلى الإفراج عن المحتجز الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر.
واشنطن: لن نقوض أمن إسرائيل
في السياق، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مقابلة مع شبكة CBS NEWS الأميركية، تبث كاملة الأحد، إن الولايات المتحدة تبحث عن طريقة لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لإخراج المزيد من المحتجزين في غزة عبر آلية لوقف النار في القطاع، لكنه قال إن واشنطن لن تفعل أي شيء "يقوض إسرائيل أو أمنها".
وأضاف روبيو: "ندعم إنهاء وجود حماس، وندعم مستقبلاً لشعب غزة خالياً من حماس ومليئاً بالفرص"، وفيما ذكر أن واشنطن "لن تقوم بأي خطوة من شأنها تقويض أمن إسرائيل"، قال إنه "إذا وُجدت إمكانية لإيجاد طريقة لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين، سواء الأحياء منهم أو إعادة جثامين المتوفين، وربما إنهاء هذه الحرب بطريقة تضع شعب غزة على طريق السلام والازدهار والحرية من حكم حماس، فإننا سنستكشف هذا الخيار"، وفق قوله.
وأشار روبيو، إلى أنه يعتقد أنه تم إحراز بعض التقدم، لكن "لا يزال هناك الكثير من العمل". وكان روبيو يشير هنا إلى إطلاق حركة حماس سراح عيدان ألكسندر، الاثنين الماضي، نتيجة اتصالات مع الولايات المتحدة دون انخراط إسرائيل.
وأشار وزير الخارجية الأميركي، إلى أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يعمل على ملف غزة "بشكل مستمر، وعلى مدار الساعة". "إنه أمر نركز عليه كثيراً، ونواصل دعمه بكل السبل. وآمل أن تكون هناك أخبار جيدة قريباً بهذا الشأن، لكن أعتقد أن بعض العقبات ما زالت قائمة".
وعما إذا كانت واشنطن تطالب إسرائيل بإبطاء تصعيدها العسكري، وتصريحات الرئيس الأميركي بأن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب، قال روبيو: "أعتقد أن ما يقصده الرئيس هو أنه لا يريد إنهاء الحرب قبل هزيمة حماس".
يشار إلى أن إسرائيل تحاصر قطاع غزة منذ بداية شهر مارس الماضي، وتمنع عنه كل الإمدادات الغذائية والمساعدات، مع استئناف هجومها على القطاع، عقب هدنة مؤقتة، مما أدى إلى تزايد القلق الدولي بشأن محنة سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
ودمرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 19 شهراً أغلب مناطق غزة، وقتلت أكثر من 53 ألف فلسطيني، ودفعت أغلب السكان إلى النزوح مرات عدة.