عشتار تيفي كوم - الفاتيكان نيوز/
وصل البابا فرنسيس إلى لوكسمبورغ، الخميس، في زيارة قصيرة ليوم واحد قبل توجهه إلى بلجيكا.
وتعد جولة لوكسمبورغ وبلجيكا، من الخميس إلى الأحد، زيارة أوروبيّة نادرة بالنسبة للبابا فرنسيس، الذي يفضل الذهاب إلى أماكن لم يزرها من قبل حبر أعظم، أو حيث يشكل الكاثوليك أقلية عدديّة صغيرة. كما تأتي الزيارة البابويّة هذه بعد أقل من أسبوعين من رحلة شاقة استغرقت 12 يومًا شملت أربع دول عبر جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا.
وكعادته قبل كل رحلة، التقى البابا عشرة مشردين، نساءً ورجالاً، ممن يجدون مأوى ليلاً تحت أعمدة ساحة القديس بطرس والشوارع المحيطة بها. وكان في اللقاء أيضًا عميد الدائرة الفاتيكانيّة التي تُعنى بخدمة المحبة، الكاردينال كونراد كراييفسكي.
هذا ووصل البابا فرنسيس (87 عامًا) إلى مطار فيندل الدولي في لوكسمبورغ، من ثمّ عقد لقاءات خاصة مع دوق لوكسمبورغ الأكبر هنري، عاهل البلاد، ورئيس الوزراء لوك فريدن قبل إلقاء خطاب أمام السلطات السياسيّة وأعضاء المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في البلاد.
وفي خطابه، شدّد البابا على ضرورة أن يبقى البلد أمينًا لدعوته بأن يكون مكانًا للتبادل والتعاون المكثف بين عدد متزايد من البلدان. وقال إنه يجدّد نداءه من أجل إقامة علاقات تضامن بين الشعوب، ليتمكن الجميع من أن يصبحوا مشاركين وعاملين في مشروع منظم لتنمية متكاملة.
وقال: لكي تكون التنمية حقيقية ومتكاملة، يجب ألا يدمر بيتنا المشترك، وينبغي ألا تُترك على الهامش بعض الشعوب أو بعض الفئات المجتمعية. كما طالب بعدم إهمال الدول الفقيرة وبمساعدتها على التعافي من ظروف الفقر التي تعيشها، مؤكدًا أن هذا الأمر يؤدي إلى تراجع عدد الأشخاص الذين يضطرون إلى الهجرة، في ظروف غير إنسانية، معرضين حياتهم للخطر. ومتوقفًا عند ظهور الانقسامات والعداوات مجددًا، حتى في القارة الأوروبية، اعتبر أن ثمة حاجة ملحة اليوم لكي يجري ذوو السلطة مفاوضات صادقة من أجل حل النزاعات، لا تعرض أحدًا للخطر، بل تبني الأمن والسلام للجميع.
كما التقى قداسته الجماعة الكاثوليكيّة في كاتدرائية نوتردام بمدينة لوكسمبورغ.
وسلط البابا في كلمته على ثلاث كلمات: الخدمة، الرسالة والفرح. وفيما يتعلق بالخدمة، قال إنه يريد أن يوصي الحضور بأمر ملح جدًا ألا وهو الاستقبال، مشيرًا إلى أن روح الإنجيل هو روح الاستقبال والانفتاح على الجميع. وشجّع على البقاء أمناء لهذا الإرث والاستمرار في جعل بلدهم بيتًا صديقًا لكل من يطرق بابهم طالبًا المساعدة والاستقبال.
وفي إشارة إلى الرسالة، أكد البابا فرنسيس على أنّ الكنيسة، في مجتمع معلمن، تنضج وتنمو. لا تنطوي على نفسها، حزينة، مستسلمة، مستاءة؛ إنما تقبل التحدي، في الأمانة للقيم، لإعادة اكتشاف وتقييم طرق البشارة بطريقة جديدة. وحول الفرح، أشار إلى أن إيماننا هو فرِح، لأنه يقول لنا إننا أبناء الله الذي يريدنا سعداء ومتحدين، وأكبر سعادة له هي خلاصنا.