عشتار تيفي كوم - السومرية نيوز/
كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، عن دخول ايران على خط القصة الجدلية المتعلقة بـ"شبكة جوحي"، وسط استمرار التضارب بين ما اذا كانت شبكة تجسس وتنصت فعلا ام شبكة ابتزاز وضغط فقط، فيما يشدد معهد واشنطن في تقريره التحليلي على ضرورة ان تتخذ واشنطن موقفا جديا من القصة وإعادة النظر بالتعاون الاستخباري مع العراق.
وتطرق المعهد في مقال تحليلي، لمايكل نايتس "زميل أقدم في في معهد واشنطن"، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران، إن "ايران أرسلت في 31 آب/أغسطس، وفداً إلى بغداد في محاولة لتهدئة فضيحة التجسس"، معتبرا ان هذا يؤكد ضرورة قيام واشنطن بفعل عكس ذلك تماماً.
وأشار الى ان جهاز المخابرات الوطني العراقي، كان معقلاً للثقة النسبية للولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى، ولهذا السبب كان هذا الجهاز من بين القليل من الكيانات العراقية التي تم الوثوق بها لتسلم معلومات استخباراتية حساسة ومعدات وتدريب من الولايات المتحدة، لكن كل ذلك تغير عندما أصبح السوداني رئيساً للوزراء.
وبين انه "منذ عام 2022، قامت حكومة السوداني بتطهير العديد من ضباط "جهاز المخابرات الوطني العراقي" الذين كانوا محل ثقة من قبل الولايات المتحدة واستبدلتهم بوكلاء من الفصائل المدعومة من إيران، وفي أوائل عام 2023، تم تعيين مدير جديد لمكافحة التجسس في "جهاز المخابرات الوطني العراقي" - والذي تتمثل مهمته في منع اختراق الجهاز - وهو فيصل غازي اللامي، ابن شقيق رئيس "هيئة الحشد الشعبي" فالح الفياض، وأحد أتباع أبو آلاء الولائي منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى ذلك، يشغل وسام المحياوي - الذي هو مرشح آخر من قبل الفياض - منصب مدير شعبة المراقبة في "جهاز المخابرات الوطني العراقي".
وأشار الى ان جهاز الأمن الوطني الذي كان سابقاً في حالة تحسن بعد سنوات من تسلل الإرهابيين، تراجع أيضاً منذ عام 2023 عندما أُعطيت مفاتيح الجهاز للبصري، وقد مُنحت المناصب العليا، مثل نائب المدير، ومدير العمليات، ورئيس عمليات أمن بغداد، إلى مسؤولين من "عصائب أهل الحق"، ولا تؤكد الفضيحة الحالية سوى مدى انغماس أهم وكالات الاستخبارات العراقية وأكثرها كفاءة من الناحية التقنية في مستنقع الفصائل والسياسيين الفاسدين".
واعتبر انه "يجب أن تكون فضيحة التنصت لحظة كاشفة لعيون صناع القرار السياسي الغربيين، ولا ينبغي لواشنطن أن تحاول التغطية على الضرر الذي لحق برئاسة الوزراء بزعامة السوداني، فعلى مدى سنوات، تجنب المسؤولون الأمريكيون الاعتراف بالعلاقات الوثيقة للغاية التي تربط السوداني بجماعة "عصائب أهل الحق"، ولا ينبغي السماح لزعيم هذه الجماعة قيس الخزعلي، بالتحكم في الحكومة العراقية، وبالتالي بعلاقاتها مع الولايات المتحدة".
وشدد على انه "إذا ظهرت أدلة جديدة تشير إلى أن السوداني كان على علم مباشر بحملة التنصّت، فقد تحتاج واشنطن إلى تعديل موقفها تجاه رئيس الوزراء بشكل عام، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الجهات الفاعلة الخبيثة قد تستخدم مثل هذه الأدلة بسهولة لاكتساب السلطة عليه، ويجب ألا تكون الولايات المتحدة ملتزمة بالبقاء السياسي للسوداني أكثر من راعيه، الخزعلي، الذي يبدو غاضباً لأن هذه الفضيحة نشأت عن أخطاء في الأمن العملياتي ارتكبتها خلية في مكتب رئيس الوزراء".