مقدمة
نقرا في التسبحة الثالثة من صلاة الباركليسي:" أبتهلُ اليكِ أيّتها العذراءُ، أن تُبدّدي قَلقَ نفسي وثورةَ يأسي. فإنّكِ، يا عروسَ الله، حملتِ المسيحَ مبدَأ الهدوّ، يا كاملة الطّهارة وحدَكِ".
{باركليسي من فعل Παρακαλώ تركيب الكلمة: παρά + καλέω Καλέω (-ώ) أن أدعو παρά prefix حرف جر ويعني ما فوق، من قِبَل، إلى جانب. وهو نشيد ابتهالي الى والدة الاله}.
"شهر آب" حسب الطقس البيزنطي والكنيسة الام " الشهر المريمي"، لأنه يدور حول أعظم أعياد العذراء رونقا وبهجة، ألا وهو عيد رقادها وانتقالها المجيد بالنفس والجسد الى السماء، بحيث تكون الأيام التي تسبقه أيام استعداد له، والأيام التي تتبعه كصدى لا يزال يتردّد لأفراحه على الأرض وفي أعالي السماوات". {ناوفيطوس ادلبي، كتاب الصلوات الطقسية للطقس البيزنطي، ص 1574 _ 1577، ط1 سنة 1962}.
عروس الله _ כְּכַלֹּתוֹ! التشابه بين التوراة والعروس
نص التوراة {خر 18 :31}: “וַיִּתֵּ֣ן אֶל־מֹשֶׁ֗ה כְּכַלֹּתוֹ֙ לְדַבֵּ֤ר אִתּוֹ֙ בְּהַ֣ר סִינַ֔י שְׁנֵ֖י לֻחֹ֣ת הָעֵדֻ֑ת לֻחֹ֣ת אֶ֔בֶן כְּתֻבִ֖ים בְּאֶצְבַּ֥ע אֱלֹהִֽים׃ ثُمَّ أَعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ اللهِ." يفسر لنا معنى العنوان، وليس صدفة اتينا بالنص الأصلي العبري لنوضح الغاية.
الكلمة “כְּכַלֹּתוֹ " ترمز للتوراة التي بمثابة" العروس". راشي {רש"י רבי שלמה יצחקי 1040 – 1105 من مفسري التوراة} وتسليم التوراة لموسى مثل " العروس للعريس" ومزيّنة هي ب "أربعة وعشرين زينة"، {اش 25 _18 :3:" בַּיּוֹם הַהוּא יָסִיר אֲדֹנָי,אֵת תִּפְאֶרֶת הָעֲכָסִים וְהַשְּׁבִיסִים--וְהַשַּׂהֲרֹנִים. הַנְּטִפוֹת וְהַשֵּׁירוֹת, וְהָרְעָלוֹת. הַפְּאֵרִים וְהַצְּעָדוֹת וְהַקִּשֻּׁרִים, וּבָתֵּי הַנֶּפֶשׁ וְהַלְּחָשִׁים. הַטַּבָּעוֹת, וְנִזְמֵי הָאָף. הַמַּחֲלָצוֹת, וְהַמַּעֲטָפוֹת, וְהַמִּטְפָּחוֹת, וְהָחֲרִיטִים. וְהַגִּלְיֹנִים, וְהַסְּדִינִים, וְהַצְּנִיפוֹת, וְהָרְדִידִים. וְהָיָה תַחַת בֹּשֶׂם מַק יִהְיֶה, וְתַחַת חֲגוֹרָה נִקְפָּה וְתַחַת מַעֲשֶׂה מִקְשֶׁה קָרְחָה, וְתַחַת פְּתִיגִיל, מַחֲגֹרֶת שָׂק: כִּי-תַחַת, יֹפִי.מְתַיִךְ, בַּחֶרֶב יִפֹּלוּ; וּגְבוּרָתֵךְ, בַּמִּלְחָמָה. וְאָנוּ וְאָבְלוּ, פְּתָחֶיהָ; וְנִקָּתָה, לָאָרֶץ תֵּשֵׁב. يَنْزِعُ السَّيِّدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ زِينَةَ الْخَلاَخِيلِ وَالضَّفَائِرِ وَالأَهِلَّةِ،وَالْحَلَقِ وَالأَسَاوِرِ وَالْبَرَاقِعِ وَالْعَصَائِبِ وَالسَّلاَسِلِ وَالْمَنَاطِقِ وَحَنَاجِرِ الشَّمَّامَاتِ وَالأَحْرَازِ، وَالْخَوَاتِمِ وَخَزَائِمِ الأَنْفِ، وَالثِّيَابِ الْمُزَخْرَفَةِ وَالْعُطْفِ وَالأَرْدِيَةِ وَالأَكْيَاسِ، وَالْمَرَائِي وَالْقُمْصَانِ وَالْعَمَائِمِ وَالأُزُرِ. فَيَكُونُ عِوَضَ الطِّيبِ عُفُونَةٌ، وَعِوَضَ الْمِنْطَقَةِ حَبْلٌ، وَعِوَضَ الْجَدَائِلِ قَرْعَةٌ، وَعِوَضَ الدِّيبَاجِ زُنَّارُ مِسْحٍ، وَعِوَضَ الْجَمَالِ كَيٌّ! رِجَالُكِ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ، وَأَبْطَالُكِ فِي الْحَرْبِ.}
التوراة بمثابة " الهدية " المعطاة لموسى، على غرار "العروس للعريس" لان غاية "العروس "انشاء البيت" كما ينص المزمور:" גִּבּוֹר בָּאָרֶץ יִהְיֶה זַרְעוֹ דּוֹר יְשָׁרִים יְבֹרָךְ. نَسْلُهُ يَكُونُ قَوِيًّا فِي الأَرْضِ. جِيلُ الْمُسْتَقِيمِينَ يُبَارَكُ. " {مز 2 :112} و:" וְנוֹדַ֤ע בַּגּוֹיִם֙ זַרְעָ֔ם וְצֶאֱצָאֵיהֶ֖ם בְּת֣וֹךְ הָעַמִּ֑ים כׇּל־רֹֽאֵיהֶם֙ יַכִּיר֔וּם כִּ֛י הֵ֥ם זֶ֖רַע בֵּרַ֥ךְ יְהֹוָֽה׃ وَيُعْرَفُ بَيْنَ الأُمَمِ نَسْلُهُمْ، وَذُرِّيَّتُهُمْ فِي وَسَطِ الشُّعُوبِ. كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَهُمْ يَعْرِفُونَهُمْ أَنَّهُمْ نَسْلٌ بَارَكَهُ الرَّبُّ»."{اش 9 :61}.
حسب الحكماء الشيوخ " חז"ל " نص لفيفة البركات:" אל תיקרי מורשה אלא מאורסה" {ברכות נז, ב} أي التوراة "العروس" وإسرائيل "العريس".
وحسب المدراش " {שמות רבה תרומה לג, ז}:"וארסתיך לי לעולם" وأيضا:"מה חתן זה {ישראל} כל זמן שלא נשא ארוסתו {התורה} הוא הוה פראדורין {πάρεδρος على الدوام دوما} לבית חמיו, משנשאה הרי אביה בא אצלה, כך עד שלא נתנה תורה לישראל 'ומשה עלה אל האלוקים'; משנתנה תורה אמר הקדוש ברוך הוא למשה 'ועשו לי מקדש ושכנתי בתוכם'"..
في كتاب {ליקוטי תורה} يشرح معنى:" חתן عريس _ כלה عروس " ان الكلمة " כלה _ من כלתה נפשי _ " كما في مزمور 3 :84:" تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلهِ الْحَيِّ." و 81 :119:" تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى خَلاَصِكَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ. כָּלְתָה לִתְשׁוּעָתְךָ נַפְשִׁי לִדְבָרְךָ יִחָלְתִּי."
نفهم من هنا العلاقة بين الله والتوراة وبين " عروس الله" بالمفهوم المسيحي ان العذراء حوت في احشائها كل التعاليم وكل التوراة ومنها تجسد الرب وخلّص العالم.
هذه النصوص الكتابية تبيّن لنا قوّة العلاقة بين "الله والتوراة" بين "العريس والعروس" ونفهمها برؤية مسيحية بين العذراء عروس الله والمسيح المخلص عريس الكنيسة.
اللفظة باللغة العبرية بين:" כָּלְתָה _ وכָּלה “.
+ تك 24 :2 :" لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." עַל כֵּן יַעֲזָב אִישׁ אֶת אָבִיו וְאֶת אִמּוֹ וְדָבַק בְּאִשְׁתּוֹ וְהָיוּ לְבָשָׂר אֶחָד:
+ نش 7 :8"مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا. מַיִם רַבִּים, לֹא יוּכְלוּ לְכַבּוֹת אֶת-הָאַהֲבָה, וּנְהָרוֹת, לֹא יִשְׁטְפוּהָ; אִם-יִתֵּן אִישׁ אֶת-כָּל-הוֹן בֵּיתוֹ, בָּאַהֲבָה--בּוֹז, יָבוּזוּ לוֹ
+ نش 4 :3 :" فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي." כִּמְעַט, שֶׁעָבַרְתִּי מֵהֶם, עַד שֶׁמָּצָאתִי, אֵת שֶׁאָהֲבָה נַפְשִׁי; אֲחַזְתִּיו, וְלֹא אַרְפֶּנּוּ--עַד-שֶׁהֲבֵיאתִיו אֶל-בֵּית אִמִּי, וְאֶל-חֶדֶר הוֹרָתִי.
+ تك 2 :17 :" فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأُكَثِّرَكَ كَثِيرًا جِدًّا». וְאֶתְּנָה בְרִיתִי, בֵּינִי וּבֵינֶךָ; וְאַרְבֶּה אוֹתְךָ, בִּמְאֹד מְאֹד.
+ نش 5 :2 :" أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ. أَنْعِشُونِي بِالتُّفَّاحِ، فَإِنِّي مَرِيضَةٌ حُبًّا. סַמְּכוּנִי, בָּאֲשִׁישׁוֹת--רַפְּדוּנִי, בַּתַּפּוּחִים: כִּי-חוֹלַת אַהֲבָה, אָנִי
+اش 10 : 61 :" فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا." שׂוֹשׂ אָשִׂישׂ בַּיהוָה, תָּגֵל נַפְשִׁי בֵּאלֹהַי--כִּי הִלְבִּישַׁנִי בִּגְדֵי-יֶשַׁע, מְעִיל צְדָקָה יְעָטָנִי: כֶּחָתָן יְכַהֵן פְּאֵר, וְכַכַּלָּה תַּעְדֶּה כֵלֶיהָ
+ تك 2 :29 :" وَنَظَرَ وَإِذَا فِي الْحَقْلِ بِئْرٌ وَهُنَاكَ ثَلاَثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا، لأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ يَسْقُونَ الْقُطْعَانَ، وَالْحَجَرُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ كَانَ كَبِيرًا.". וַיַּרְא וְהִנֵּה בְאֵר בַּשָּׂדֶה, וְהִנֵּה-שָׁם שְׁלֹשָׁה עֶדְרֵי-צֹאן רֹבְצִים עָלֶיהָ--כִּי מִן-הַבְּאֵר הַהִוא, יַשְׁקוּ הָעֲדָרִים; וְהָאֶבֶן גְּדֹלָה, עַל-פִּי הַבְּאֵר.
+تك 44 :31 :" فَالآنَ هَلُمَّ نَقْطَعْ عَهْدًا أَنَا وَأَنْتَ، فَيَكُونُ شَاهِدًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ»."וְעַתָּה, לְכָה נִכְרְתָה בְרִית--אֲנִי וָאָתָּה; וְהָיָה לְעֵד, בֵּינִי וּבֵינֶךָ.
+ ار 2 :2:" «اذْهَبْ وَنَادِ فِي أُذُنَيْ أُورُشَلِيمَ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةَ صِبَاكِ، مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ، ذِهَابَكِ وَرَائِي فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ. הָלֹךְ וְקָרָאתָ בְאָזְנֵי יְרוּשָׁלִַם לֵאמֹר, כֹּה אָמַר יְהוָה, זָכַרְתִּי לָךְ חֶסֶד נְעוּרַיִךְ, אַהֲבַת כְּלוּלֹתָיִךְ--לֶכְתֵּךְ אַחֲרַי בַּמִּדְבָּר, בְּאֶרֶץ לֹא זְרוּעָה
+تك 67 : 24 :" فَأَدْخَلَهَا إِسْحَاقُ إِلَى خِبَاءِ سَارَةَ أُمِّهِ، وَأَخَذَ رِفْقَةَ فَصَارَتْ لَهُ زَوْجَةً وَأَحَبَّهَا. فَتَعَزَّى إِسْحَاقُ بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ." וַיְבִאֶהָ יִצְחָק, הָאֹהֱלָה שָׂרָה אִמּוֹ, וַיִּקַּח אֶת-רִבְקָה וַתְּהִי-לוֹ לְאִשָּׁה, וַיֶּאֱהָבֶהָ; וַיִּנָּחֵם יִצְחָק, אַחֲרֵי אִמּוֹ.
{للمزيد ار 3 :31 ومز 18 : 35 والجا 9 :9 وام 15 :7 وتك 19 :2 ونش 8 :4 وحز 16 الخ}.
تشبيه التوراة" بالعروس" وما تحمل من دلالات لفظة العروس، كذلك التوراة بجمالها وحسن تعاليمها الخ، هكذا نفهم التعبير " عروس الله" في صلاتنا عن مريم العذراء والدة الاله، فهي التي حوت في احشائها كل التعاليم والتوراة والخلاص بولادتها الرب المتجسد دون خطيئة.
ليس من باب الصدفة استخدام الآباء لهذا التعبير بوصفهم لوالدة الاله، لما تحمل من معان ودلالات لاهوتية والمرجعية التوراتية لذلك.