تحتفل الكنيسة السريانية الانطاكية في اربع اقطار المعمورة مساء يوم الاحد القادم المصادف ٢٤ اذاراحد الشعانين برتبة "النهيرة" أو الانوار حيث يشير اسم النهيرة الى حمل الشموع والمشاعل في مسيرة الرتبة. دعيت قديماً بـ"الوصول الى الميناء" ، وهذه الرتبة يتفرد ويتميز بها طقس الكنيسة السريانية.
"ترتبط هذه الرتبة بإنجيل الحكيمات الجاهلات في إنجيل متى 25:1-13 في محاولة ليتساءل المؤمن الى أين وصل من الصوم؟ فيسوع يشبه ملكوت السماوات بالناس الذين إستخدموا حكمتهم أو جهلهم لفهم الصوم الكبير؟" .
وضعت رتبة النهيرة للوصول الى الميناء بعد مسيرة صوم. والميناء هو الملاذ الأخير للمؤمن المنهك من متاعب الحياة، حيث الرجاء من أجل تحقيق الخلاص. إن اسبوع الآلام والقيامة هو الميناء الذي يصل اليه المؤمن بعد أن اتعبه الصوم ليرتاح.
تزال عن الكنيسة كل مظاهر الزينة وتأخذ ألحان الصلوات والتراتيل طابعا شجيا حزينا. اما الطواف في الكنيسة فأنه يشير الى المسيرة التي يحياها المؤمن في حياته، مجتمعه وواقعه. يصل الطواف للباب الرئيسي فتتوقف المسيرةعند الباب ويقرع بصوت شجي، يكشف المؤمن عن حاله ووضعه الذي كان عليه خلال مسيرته الطويلة. إن الباب مفتوح ليسمح للمؤمن بالمرور، وحرية الحركة. والدخول من الباب يعني الاقتراب من الله. يسوع المسيح له المجد هو الباب، الدخول من خلاله هو الدخول للحياة.
ومن طقس النهيرة ، عند قرع الباب الملوكي يُرتل باللغة السريانية :
عَلْ هَاوْ تَرْعُو.. بَارُويُو: يُثِب وُو شِمْعُونْ وْبُخِي: رَابِي فْثَاحْ تَرْعُوخْ: دِناوْ تَلْمِيذُخْ شْمَايُو وَارْعُو: عْلاي نِبْخُونْ: دَقْلِيذِه دْمَلْكُوثُو أَوْبْدِثْ.
ومعناه : على ذلك الباب الخارجي وقف سمعان يبكي، وهو يقول : يا رب افتح لي بابك ، أنا تلميذك ، لأن السماء والأرض يبكيان عليَّ ، إذ قد فقدتُ مفاتيح الملكوت .
نهيرة كلمة من خمسة حروف
النون : نقر وقرع الباب
الهاء : هو اعتراف الانسان بانه خاطئ، لكنه
الياء : يقرع الباب
الراء : رغم خطيئته، واثق أن الباب سيفتح. أنه كشف لحب الله اللامتناهي ففتح الباب
الهاء : هو رمز لفيض رحمة الله وحنانه.
ماجد ابراهيم بطرس ككي