مدرسة الموهوبين /نينوى، تحتفي بتأهل الطالب جرجس علاء جرجس لتمثيل الفريق الوطني العراقي في الأولمبياد الدولي للكيمياء      قداسة البطريرك مار آوا الثّالث يترأس طقس رسامة المؤمنَين ديماتور بيث اوشانا ونينوس ابرم الى درجة الهيوبذيقنى، والهيوبذيقنى كريس ججو للدرجة الشمّاسيّة - كنيسة مار يوسف في كاليفورنيا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس عيد القديسَين مار بطرس ومار بولس - الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت      البابا يترأس القداس الإلهي في عيد القديسين بطرس وبولس ويتحدث عن الوحدة والشركة الكنسية وعن حيوية الإيمان      المحامي الآشوري الشاب من سيدني، أوليفر صليوا، يتسلّم جائزة السلام العالمية      بالصور.. تذكار أم المعونة الدائمة – عنكاوا      بالصور.. عيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس – كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريرك ساكو: استراتيجيات “فرض أنظمة جديدة” قد تزيد الوضع سوءًا      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري تزور قرية افزروك شنو      مسيحيّو الشرق… إيمان وصمود رغم الاستهداف المؤلم      سيارة رباعية الدفع بحجم دراجة نارية للتغلب على ازدحام المدن      رسالة من ميسي بعد توديع مونديال الأندية.. ماذا قال؟      مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان: لا صحة لسقوط طائرة مسيّرة في أربيل       العراق في مواجه تحديات النمو السكاني .. التخطيط الاتحادية تتوقع بلوغ السكان 49 مليون نسمة في 2028      تسجيل إصابة جديدة بـ الحمى النزفية في أربيل      مرصد العراق الأخضر:الجفاف وصل إلى 80 % في مناطق الأهوار بسبب قطع المياه من قبل إيران وتخفيضه من قبل تركيا      عالم الذرة حامد الباهلي: إيران قادرة على صناعة القنبلة الذرية في أي وقت      دراسة تحذر: الذكاء الاصطناعي ينشر معلومات طبية مضللة      المحارب الآشوري ينتصر مجددًا: بينيل داريوش يهزم ريناتو مويكانو في UFC 317      مداخلة الكرسي الرسولي خلال جلسة نقاش لمجلس الأمن حول أوضاع الأطفال خلال الصراعات المسلحة
| مشاهدات : 1536 | مشاركات: 0 | 2024-02-08 10:33:08 |

أجيالٌ مهاجرة ضاعت في متاهات الاغتراب

لويس اقليمس

 

كثيرة هي الأحاديث السلبية والانتقادات التي تتعرض للعراقيين من طالبي اللجوء والمهاجرين في دول الشتات، وما أكثرها، بحيث لم يبقى بلدٌ إلاّ وصله العراقيون وتركوا فيه بصماتٍ! ولكنّ الأسوأ تلك البصمات السلبية التي تنال من سمعة بلد الرافدين وشعبه بطرقٍ فجّة غير محسوبة النتائج. فمَن غادر العراق هربًا من أهوال الحروب وتهديدات القتل بسبب غياب السلطة والقانون أو جرّاء سوء المعيشة وقلّة فرص العمل أو الخشية من التهديدات الكثيرة على الحياة والممتلكات أو نتيجةً لسوء التعليم والتربية والثقافة أو غياب الخدمات وضعفها وما شابه هذه جميعًا، له الحق في خياره حفاظًا على حياته وسلامة أهله وعائلته وذويه وصيانةً لمصيره ومستقبله. وليس في هذا أيّة مضرّة أو حيدٍ عن سواء السبيل. إنّما العبرة في فئات كثيرة أصابَتها أمراض الغيرة والحسد والتبجّح بتقليد حياة الغرب الفارغة من محتواها بسبب سلوكيات غير جميلة ولا مقبولة ولا تعرف قدرَ الحياة الديمقراطية التي يعيشُها الغربيون من السكان الأصليين في بلدانهم. وإذا كان بعض العراقيين المنفلتين هناك يعتبرون ديمقراطية الغرب أداة للعربدة وعيش التفاهات والتنابز والجلوس على طاولات المقاهي لشرب الشاي ولعب الطاولة والدومينو والورق كما اعتادوا في بلدهم العراق، فلا بارك الله بهم ولا بمسعاهم السيّء ولا بشكل حياتهم السلبيّ، لكونها حياة الكسالى وممانعي الإنتاجية البشرية والإنسانية. ومن المؤسف أنّ هذه قد أصبحت جزءًا من واقع حياة الكثيرين في العيش على فتات حكومات الغرب ومساعداتها وعدم السعي الحثيث للبحث عن فرص عمل ملائمة تضمن حياة شريفة للاجئ العراقي الباحث عن حياة طبيعية بعيدة عن مسبّبات الفساد والتقهقر والتراجع والتخلّف التي هربَ بسببها واختار عيش حياة الاغتراب بعيدًا عن تراب الوطن ورائحته وهوائه ومياهه من النهرين الخالدين القريبَين من حافة الجفاف بسبب ظلم الزمن وفساد الساسة وسوء الإدارة وغياب الإرادة.

كما لا يخفى علينا جميعًا، ما نسمعه من ترّهات وتفاهات عبر قنوات منظمة ووسائل تواصل اجتماعي وأخرى شخصية مدفوعة الثمن أو غيرها تعمل وفق أجندات بهدف التسقيط السياسي والاجتماعي والتهديد والابتزاز بعيدًا عن الأخلاق الأصيلة التي عرفتها مجتمعاتنا التقليدية عمومًا باستثناء الفئات المغرّرة منها والمستهدِفة لجماعات معينة سواءً في داخل البلاد أو خارجها. وكان يُفترض بالعقلاء والحكماء وأهل الدار حُسنُ التوجيه لهذه الفئات التي زاغت عن طريق الصواب وآثرت عيش حياة العبث في أحضان مَن يسمّونهم بدول "الكفار"، ولو أنَّ فئاتٍ من أهل الداخل أيضًا لم تتوانى في نشر مثل هذه الترّهات والمستويات الهابطة لحدّ الاستهتار بحياة أهل الدار بطرقٍ ووسائل منفرة شتّى لم يألفها أهل العراق. فيما تثبت الدلائل أنّ هؤلاء الذين يوصفون ب"الكفار" هم أكثر شرفًا وأجلَّ غيرةً وأصدقَ انتماءً للوطن من فئة المتبجّحين بالثياب الرثة لشكل الدّين الذي ينتمون إليه ويتيمّنون به في العلن لأغراضٍ دعائية ووصولية مشبوهة. بل تشير الوقائع إلى أنّ هؤلاء "الكفار" من شعوب الغرب، هم أفضل من الكثيرين من العراقيين وغيرهم من الدخلاء على شعوب الغرب في الحفاظ على الحقوق العامة للدولة والشعب واحترام الغريب اللاجئ الهارب من أتون الحروب والنزاعات بالرغم من اختلافه في الدين والمذهب والإتنية والفكر والأيديولوجية والهدف. وفي الحقيقة، فإنَّ معظم اللاجئين والهاربين من سياسات حكوماتهم العربية والإسلامية بصورة خاصة، لهم أجنداتُهم الخاصة المرتبطة بأفكار متطرفة وأخرى متعصبة  تنتظرُ اقتناص الفرصة للإغارة على أهل البلاد الأصليين في الغرب "الكافر" بهدف سبي نسائهم واللهو مع جميلاتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم بدعم من جهات مغرضة تسعى لتحقيق هذا الهدف. وما أكثر ما سمعنا مثل هذه التصريحات والأماني والتحريضات، ممّا لا يليق بأهل العراق والعرب الأصلاء، أصحاب الحضارة والشيمة والغيرة والكرم والتعايش التقليدي والتكافل الاجتماعي واحترام الجيرة وأهل المعروف وإكرامهم عوضًا عن خذلانهم.

هناك بالتأكيد، قنوات عراقية مغرضة تافهة تعمل بأسلوب غير حضري تدعم مثل هذه التوجهات. كما تساهم هي وجهات مجتمعية ودينية ومذهبية أيضًا وأفراد مغرضون سواءً بسواء، في زرع آفة الكسل والتحريض على رفض العمل في دول الاغتراب والاعتماد بدلاً عنه على ما يتقاضاه اللاجئ والمهاجر ممّا تجبيه دول الغرب من دافعي الضرائب المكتوين بنيران السلوكيات السلبية لبعض الهاربين إليها والناكرين لجميلها. وهذا ناجمٌ بطبيعة الحال، عن عدم الذوق بل عن غياب الغيرة والشرف والاصطفاف مع أصناف الفاسدين في بلدهم العراق ممّن استسهلوا وسائل العيش بأساليب الفساد المتجذرة منذ سقوط النظام السابق والانجرار وراء المستويات الهابطة والمحتويات السلبية التي أخذت تنخر عظام أهل العراق الطيبين نتيجةً لضياع معايير الحياة الإنسانية والخروجعن المألوف فيها، ممّا يعني أخذ قذارتهم معهم إلى بلدان الغرب المتمدّن لتنعكس الصورة السلبية لبلادهم ومجتمعاتهم عبر سلوكياتهم غير الرزينة وغير المقبولة. بطبيعة الحال، ليس في هذا الوصف أيّ تعميم، بل الحديث يطال السفهاء والمغرَّر بهم ومقتنصي الفرص السهلة وغير الأخلاقية في العيش والسلوك.

قد يقول قائل، إنّ حضارتنا الرافدينية مغضوب عليها تاريخيًا بسبب الفساد عبر الأزمان، كما نقرأ في بطون كتب التاريخ. لكنَّ هذا ليس من المسوّغات التي تسمح أو تقبل أو تسكت عن التصرّف غير اللاّئق لمثل هذه النماذج السلبية بهذه الطريقة وهذه الوسائل في العيش والسلوك. كما لا يمكن القبول أو السكوت  بضياع أجيالٍ في متاهات الاغتراب، رغم قساوة الأمر في نظر أهل الغيرة وأهل الوطن والمتمسكين باهدابه لغاية انفراج الساعة. أترك الأمر للقارئ للحكم والتوجيه.

 

لويس إقليمس

بغداد، في 14 كانون ثاني 2024‏

  










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5660 ثانية