الجيش الألماني ضمن التحالف يزور مطرانية القوش للكلدان      الثقافة السريانية تشارك في ختام فعاليات مهرجان عيد الصليب في شقلاوا      الاتحاد السرياني وحراس الأرز: لا إنقاذ للبنان إلا بسحب السلاح والالتزام بمسار السلام      ندوة عن المواقع الأثرية المسيحية بمتحف البحرين الوطني      بيان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) بمناسبة الذكرى 56 لمذبحة قرية صوريا      غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقداس عيد الصليب المقدس في كنيسة أمّ المعونة الدائمة في سان دييغو – كاليفورنيا      القداس الالهي بمناسبة عيد إكتشاف خشبة الصليب المقدس - ورسامة وترقية كوكبة من الشمامسة لكنيسة العذراء سيدة السريان في دهوك      الرئيس بارزاني يستقبل عدداً من الشخصيات الآشورية المقيمة في الولايات المتحدة      نيجيرفان بارزاني يستقبل وفداً من آشوريي أمريكا ويؤكد على سياسة الإقليم في حماية المكونات وثقافة التعايش      مسرور بارزاني لمجموعة من الشخصيات الآشورية الأمريكية: نؤكد التزامنا بصون حقوق مختلف المكونات       "سومو": استمرار الجهود للوصول الى اتفاق نهائي يتيح استئناف التصدير من إقليم كوردستان      الكهرباء الاتحادية تقول إنها تعدّ خططاً لتطوير قطاع الطاقة استعداداً لصيف 2026      القوات الإسرائيلية تتقدم بمدينة غزة.. وغموض يلف مصير الأسرى      الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح والعذراء مريم عبر العصور      ألونسو: هدف ريال مدريد الفوز بدوري الأبطال..ونعوّل على مبابي      ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.. قاتل يتخفى في صمت      البابا في يوبيل التعزية: العزاء يأتينا من الإيمان الراسخ والثابت      مساحات خضراء بمعايير أوروبية.. أربيل على خطى مدريد وباريس      ترامب يهدد بفرض حالة طوارئ وطنية في واشنطن      FDD تشكك في فعالية اللجنة العراقية المُكلّفة بالتحقيق في "تهريب النفط الإيراني بوثائق عراقية"
| مشاهدات : 1008 | مشاركات: 0 | 2023-03-09 10:03:30 |

كل شيءٍ إختفى، عدا عامل النظافة

مروان صباح الدانوك

 

اعظم الم يصاب به الإنسان على مر حياته هو ان يدخل مكانه المفضل بعد فترة طويلة من الزمن، كيف لا وهو لديه ابرز الذكريات الجميلة، او السيئة احياناً، في كلا الحالتين يتذكر كل شيء، ضحكته، وأصحابه، وشبابه، وقوته، وحتى حزنه، وما احزن ان كان ذلك المكان مهجرواً! خالياً من كل شيء، لا الجمعة بقيت، ولا الضحكة والمزاح، ولا الأصدقاء، سوى الذكريات المؤلمة التي بقيت في الذاكرة، تتهيج وتدور في بطين القلب نحو أذينهُ، بعد فراق دام لإكثر من خمسة أعوام، دخلت جامعتي التي قضيت بها اسعد وأرق واعذب الأوقات، صدفة اشتقت لكلية التربية الأساسية في الجامعة المستنصرية اليوم، فمشت اليها الأقدام دون إيعازٍ من العقل، لم اصدق مدرس الأحياء ذات يوم حين أخبرنا بإن هناك عضلاتٍ إرادية، وأخرى لا إرادية، ومن المستحيل ان نستطيع التحكم بتلك اللا إرادية فهي تعمل لحاجة الإنسان، دون الرجوع لمركز التحكم الذي يقع منتصف الدماغ، اليوم صدقته، حين حملتني الأقدام نحو معشوقتي التي قضيت فيها أسعد الأيام والساعات.

دخلت الجامعة من باب الدخول الأمامي الذي كان دخولي وخروجي منه فرحاناً كرجلٍ بُشرَ بإبنٍ وهو عقيم، لا بل اكثر من ذلك الفرح ربما، تجولت بين تلك البناية التي اتذكر كل حجرة بناءٍ فيها، إستعدت الذكريات الجميلة والإبتسامة التي كانت لا تفارغ شفتاي، والأصحاب الذين كانوا كل شيءٍ بالنسبة لي، هنا ضحكنا، وهنا تمازحنا، وهنا التقطنا صوراً تذكارية، دخلت قاعات الدراسة، ما زال ذلك "الستول" الذي جلست عليه وحملني أربعة أعوام، وما زال إسمي وتوقيعي مخطوطاً عليه، ولكن لم اجد لا الأصدقاء، ولا المعارف، كل شيء إختفى ولم تبقَ سوى البناية، والجدران التي كنت اتكيء عليها، كنت لا استطيع المرار في سنتر الجامعة، من كثر المعارف والزملاء والأصدقاء، وسلامهم ومزاحهم، حتى كنت اتاخر عن المحاضرات، مما جعلني اضع سماعة هاتف في اذني حتى اتجاوز الحضور للوصول لمحاضراتي؛ كي لا أسمع ندائهم لي، وهذا ما نجح ذلك الوقت، واليوم ابحث عن وجه بين الحاضرين اعرفه دون جدوى، الاشخاص تغيروا ولم يعودوا، والملامح إختفت، ولا أعرف احداً بتاتاً، جيل الألفينات يمليء الجامعة، حتى بحثت عن احدٍ اعرفه لإلتقط صورة تذكارية ولم أجد، فتكدر خاطري، وانقلبت الفرحة حزماً كثيراً، يا الهي اين آلاف الناس من معارفي؟! حقاً أصبحت البناية موحشة، تخلو من ضحكات ومرح اصدقائي الذين تخرجوا وذهب كلٌ منهم في جهة يبحثون عن معيشة كريمة، هكذا هي الحياة، لا تدوم وكل ما بها يشيخ ويصبح ماضي، حتى نادي الجامعة كان فارغاً، ليس كما عهدته زمان، حين كنا نبحث عن كرسي لنجلس عليه ولا نجد؛ من شدة الإقبال عليه، شاب كلُ شيءٍ هناك، هذا ما جعلني أغادر مسرعاً من حيث دخلت، والدمعة تشق مجراها حزناً على أيامي المنصرمة، حتى سمعت صوتاً ينادي خلفي، وإذا به عامل النظافة الذي كان صديقاً وفياً، سلم عليّ بلهفة يتبعها إشتياق، وهو من إلتقط لي هذه الصورة المنشورة مع المقال، الحمدلله الذي حظيت بذلك الصديق الذي اعرفه، فكلُ شيءٍ إختفى عدا عامل النظافة.

 

مروان صباح الدانوك - بغداد ‏










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.7160 ثانية