بدعوة من قداسة البطريرك مار آوا الثالث.. البطريركية تستضيف حفل الاستقبال السنوي الثالث بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة لأعضاء السلك الدبلوماسي ومُمثّلي الحكومات لدى إقليم كوردستان العراق المُقيمين في أربيل      بعد زيارة البابا... مسيحيّو لبنان يستعدّون لعيد الميلاد بقلوب مطمئنّة      غبطة المطران مار ميلس زيا يستقبل البروفسور الدكتور أفرام يلدز، رئيس كرسي نينوى الاكاديمي في جامعة سالامانكا في اسبانيا      غبطة البطريرك يونان يزور بازيليك القديس جرجس في مدينة أوكسنهاوزِن، ألمانيا      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل سعادة القنصل العام لدولة روسيا في اربيل السيد مكسيم روبن في دار المطرانية - عنكاوة      المجلس الشعبي يستقبل الأستاذ سعيد شامايا      جمعية الكتاب المقدس تزور سيادة المطران نيقوديموس داود متي شرف رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس في الموصل وكركوك وإقليم كوردستان      اختتام فعاليات المؤتمر الدولي السابع بعنوان: "رعاية الكنيسة للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية" في العاصمة الروسية موسكو      غبطة البطريرك يونان يزور إرسالية القديس مار اسحق النينوي السريانية الكاثوليكية في مدينة ستراسبورغ، فرنسا      رئيس الديوان الدكتور رامي جوزيف آغاجان يستقبل السيد ماغنوس الممثل عن السفارة الألمانية      سافايا وويلسن: سنجعل العراق عظيماً مرة أخرى      تحذير عالمي.. 72 ساعة فقط تفصلنا عن "يوم قيامة مداري" لا رجعة فيه      ليس النظام الغذائي ولا الرياضة.. عامل ثالث حاسم يتنبأ بطول العمر      أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026      البابا لاوُن الرابع عشر: قلبنا القلِق سيجد المرفأ والكنز في محبة الله التي نجدها بمحبتنا للقريب      هيئة الأوراق المالية العراقية: اكتمال إجراءات تأسيس سوق أربيل للأوراق المالية      الصدر يجمّد قوات «سرايا السلام» في البصرة وواسط      أميركا تدرس خيارات للتعامل مع أسطول الظل الروسي منها ضرب الناقلات      ملايين مقابل آخر سنت أميركي.. عملة منسية تتحول لكنز تاريخي      دراسة تنسف المعتقد الشائع بشأن "تقليل استهلاك الزبدة والجبن"
| مشاهدات : 1018 | مشاركات: 0 | 2023-03-09 10:03:30 |

كل شيءٍ إختفى، عدا عامل النظافة

مروان صباح الدانوك

 

اعظم الم يصاب به الإنسان على مر حياته هو ان يدخل مكانه المفضل بعد فترة طويلة من الزمن، كيف لا وهو لديه ابرز الذكريات الجميلة، او السيئة احياناً، في كلا الحالتين يتذكر كل شيء، ضحكته، وأصحابه، وشبابه، وقوته، وحتى حزنه، وما احزن ان كان ذلك المكان مهجرواً! خالياً من كل شيء، لا الجمعة بقيت، ولا الضحكة والمزاح، ولا الأصدقاء، سوى الذكريات المؤلمة التي بقيت في الذاكرة، تتهيج وتدور في بطين القلب نحو أذينهُ، بعد فراق دام لإكثر من خمسة أعوام، دخلت جامعتي التي قضيت بها اسعد وأرق واعذب الأوقات، صدفة اشتقت لكلية التربية الأساسية في الجامعة المستنصرية اليوم، فمشت اليها الأقدام دون إيعازٍ من العقل، لم اصدق مدرس الأحياء ذات يوم حين أخبرنا بإن هناك عضلاتٍ إرادية، وأخرى لا إرادية، ومن المستحيل ان نستطيع التحكم بتلك اللا إرادية فهي تعمل لحاجة الإنسان، دون الرجوع لمركز التحكم الذي يقع منتصف الدماغ، اليوم صدقته، حين حملتني الأقدام نحو معشوقتي التي قضيت فيها أسعد الأيام والساعات.

دخلت الجامعة من باب الدخول الأمامي الذي كان دخولي وخروجي منه فرحاناً كرجلٍ بُشرَ بإبنٍ وهو عقيم، لا بل اكثر من ذلك الفرح ربما، تجولت بين تلك البناية التي اتذكر كل حجرة بناءٍ فيها، إستعدت الذكريات الجميلة والإبتسامة التي كانت لا تفارغ شفتاي، والأصحاب الذين كانوا كل شيءٍ بالنسبة لي، هنا ضحكنا، وهنا تمازحنا، وهنا التقطنا صوراً تذكارية، دخلت قاعات الدراسة، ما زال ذلك "الستول" الذي جلست عليه وحملني أربعة أعوام، وما زال إسمي وتوقيعي مخطوطاً عليه، ولكن لم اجد لا الأصدقاء، ولا المعارف، كل شيء إختفى ولم تبقَ سوى البناية، والجدران التي كنت اتكيء عليها، كنت لا استطيع المرار في سنتر الجامعة، من كثر المعارف والزملاء والأصدقاء، وسلامهم ومزاحهم، حتى كنت اتاخر عن المحاضرات، مما جعلني اضع سماعة هاتف في اذني حتى اتجاوز الحضور للوصول لمحاضراتي؛ كي لا أسمع ندائهم لي، وهذا ما نجح ذلك الوقت، واليوم ابحث عن وجه بين الحاضرين اعرفه دون جدوى، الاشخاص تغيروا ولم يعودوا، والملامح إختفت، ولا أعرف احداً بتاتاً، جيل الألفينات يمليء الجامعة، حتى بحثت عن احدٍ اعرفه لإلتقط صورة تذكارية ولم أجد، فتكدر خاطري، وانقلبت الفرحة حزماً كثيراً، يا الهي اين آلاف الناس من معارفي؟! حقاً أصبحت البناية موحشة، تخلو من ضحكات ومرح اصدقائي الذين تخرجوا وذهب كلٌ منهم في جهة يبحثون عن معيشة كريمة، هكذا هي الحياة، لا تدوم وكل ما بها يشيخ ويصبح ماضي، حتى نادي الجامعة كان فارغاً، ليس كما عهدته زمان، حين كنا نبحث عن كرسي لنجلس عليه ولا نجد؛ من شدة الإقبال عليه، شاب كلُ شيءٍ هناك، هذا ما جعلني أغادر مسرعاً من حيث دخلت، والدمعة تشق مجراها حزناً على أيامي المنصرمة، حتى سمعت صوتاً ينادي خلفي، وإذا به عامل النظافة الذي كان صديقاً وفياً، سلم عليّ بلهفة يتبعها إشتياق، وهو من إلتقط لي هذه الصورة المنشورة مع المقال، الحمدلله الذي حظيت بذلك الصديق الذي اعرفه، فكلُ شيءٍ إختفى عدا عامل النظافة.

 

مروان صباح الدانوك - بغداد ‏










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4702 ثانية