أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 923 | مشاركات: 0 | 2022-11-25 07:45:03 |

العنف بمنظور المسيحية 

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

  قال يسوع لبطرس ( إغمد سيفك ، فكل من يأخذ السيف بالسيف يهلك ) " مت 52:26"  

  خلق الله الإنسان ووضع فيه قدرة من العنف كسلاح يرد به على هجمات العدو في وقت التجربة ، لأن الله كان يعرف بأن الإنسان سيتعرض إلى حيَّل وخداع الشيطان الذي سيحاول السيطرة عليه . أعطاه وصية حدد فيها ما يجب أن يعمل بها ، فأراد أن يكون عنيفاً ومخلصاً في التمسك بوصاياه للتمسك بالحق الإلهي الذي سُلِّمَ إليه . كذلك كان يسوع عنيفاً ومتمسكاً بذاك الحق ، فكان عنفه نقياً إستعمله لمواجهة خطط الإبليس في تطهير الهيكل ، أو مقاومة الشرائع اليهودية التي كانت من صنع الإنسان والتي كانت تعادي وصايا الله الحقيقية . هذا النوع من العنف مسموح ومقدس ومطلوب من كل مؤمن لكي يتحدى به الظلم ، وهذا العنف يجب أن يصدر من طبيعة الإنسان النقية وحتى إن لم يدرك وصايا الله الواجب تطبيقها . فينبغي إستعمال العنف بدقة لكي لا يخطأ أو يتنازل أو يساوم .  

   أما العنف الآخر الذي مصدره الشرير فغايته تحريض الإنسان إلى كسر الوصايا وإخضاع الآخرين لفكر معين بعيداً عن طريق الحق بإشاعة جو من الخوف والرعب ، وأساس الإرهاب هو الفكر ، ووسيلة إخضاع البشر يبدأ في جو من الخوف والتهديد وإستعمال العنف ، والعنف تتوسع دائرته إلى حروب تسفك دماء كثيرة  . فعنف قايين في قتل أخيه هابيل النقي والمحب لله وقع  لأنه شعر بأن أخيه مخلص وأمين لخالقه أكثر منه ، فحرضه المجرب ودفعه للإنتقام فقرر إستخدام سلاح العنف لتصفية أخيه . المسيحية لا تبرر هذا النوع من العنف إطلاقاً . وكل قتل نفس ليس من الله ، بل من الشيطان ، فالجهاد في سبيل الله بإستعمال قوة السيف هو خدمة لمخطط الشيطان ضد بني البشر ، وإهانة لذات الله الذي خلق تلك النفس حرة ، لهذا قال يسوع لبطرس إغمد سيفك 

 

   الإنجيل يعطينا الحكمة والوداعة ، والصبر لكي نعمل بالعقل والحكمة ، ويسوع هو حكمة الله ، ومن حكمته الذاتية أعطانا دروساً لنعمل بها فقال ( تعلموا مني ، فإني وديع ومتواضع القلب ) " مت 29: 11 " . العائلة المسيحية هي كنيسة صغيرة ، بل واحة للسلام والسعادة مبنية على أسس المحبة ، وبعدها الكنيسة التي تعلم الصغار والكبار وصايا الله لكي يبتعد المؤمن من كل فكر خاطىء لنتخطى نحو القداسة . والله الذي صنعنا على صورته يريدنا أن نصير مثله قديسين وذلك عندما نقتني حكمته ووداعته ومحبته وسلِكنا فيهما . المسيح يريدنا أن نصير حملاناً لله . وأن تعاطي العنف يجب أن يكون مرتبطاً بالحق والحكمة لكي لا يناقض الوصايا المسيحية وكما فعل الكثير من القديسين بتمسكهم بكلمات الكتاب فتعاطوا العنف النقي الواجب أن يصر عليه كل مؤمن حتى الموت ، فالقديسين قاوموا الشرير بعنف ، وكا ما يمت له بصلة ، لذلك نعتبرالقديس أكثر الناس عنفاً لمواجهة أهواء النفس والجسد ، كان عنفهم داخلي موجه ضد الخطيئة ، لكنهم لم يستعملوا العنف يوماً ضد البشر ، بل كانوا يضَحّونَ ليقتلوا أنانيتهم لكي يتمموا كلام الرب ( أحب قريبك كنفسك ) " مت 19:19 " وكذلك ( ليس حب أعظم من أن يبذا الإنسان نفسه عن أحبائه ) " يو 13:15 " إذاً العنف هو عنف الروح ضد الأرواح المقاومة التي تريد زرع الزوان في حياة الإنسان . بينما العنف في العالم موجه ضد البشرية لكي يجعل الغنسان مستعبداً للشيطان . وهناك من يستخدم الغعنف كشعار من أجل حرية الإنسان . لكن في حقيقته ما هو إلا شعاراً أجوف ، لأن هذا النوع من العنف الذي يتعاطونه يجعلهم عبيداً لخطيئة ، لذلك قيل ( من يصنع الخطيئة ، فهو عبد للخطيئة ) " يو 34:8 " .  

   العنف الذي يمارسه الناس في العالم مقرون بكذبة زرعها الشيطان في أذهانهم ومفادها ، أن العنف يحرر . بينما العنف هو أداة قتل وإستعباد تجعل الإنسان عنيفاً ومنتقماً ودموياً ، بل يدفع الإنسان إلى تبرير ذلك العنف على أنه جهاد ونضال وبركة من الله فيجعلون العنف والقتل من الشعارات المطلوبة من إله السماء ، وبهذا يحولون إله المحبة إلى إله غضوب ، ومجرم وعنيف مجرد من الرحمة ، بل إله محتال يتصرف بخباثةٍ ووصاياه لا تدل على الفضيلة والعدالة والمحبة . إذاً الشيطان الذي يريد العنف والقسوة وسفك الدماء هو الإله الذي يعمل في تلك العقول المريضة التي تحمل تلك المعتقدات وتعمل بها .  

   المسيحية انتشرت بسيف السلام والمحبة ، وتحملت عنف وشر العالم ، وتركت الإنتقام لله وحده الذي قال ( لي أنا الإنتقام )  وستتحمله إلى نهاية الدهر بصبر أساسه قوة الإيمان بالرب يسوع . ونحن اليوم إذا ما سلكنا في سراط الرب سنغلب العالم الشرير ، والرب الذي مات من أجلنا قال  ثقوا أنا غلبت العالم ) وهذه العلامة نأخذها من صاحب المزمور ، قال ( كل الأمم أحاطت بي ، وبإسم الرب قهرتها ) " 10 : 117  

ليتبارك إسم الرب إلى الأبد  

  التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 "

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6302 ثانية