من مخلفات الحضارة الاوروبية، التي عمت في ارجاء المجتمعات العربية، والإسلامية في الآونة الاخيرة،هي: مساحة الحرية المفتوحة التي اتاحتها استخدام المواقع التواصلية، فهذه المواقع منذ بدء ظهورها، تعبر عن المسالك المنتهجة لأصحابها،الذين يريدون يرغبون باظهارها،والتعبير عنها،ومهدت الطريق لتيسير نقل المعلومات، والمعارف،والتعرف على ثقافة الشعوب الاخرى،حتى أصبحت وطيدة الصلة بالحياة العامة، يصعب الاستغناء عنها، حتى دخلت بيوتنا، وغيرت دستور حياتنا، فما من ظاهرة، برزت في هذا العالم، الا وهي تحمل وجهان: الخير ،والشر، فلا هي خير بحت، ولا شر مطلق، فاستخدامنا لها، سلاح ذو حدين: فإما ان نحقق الاهداف المرجوة منها،على اعتبارها، وسيلة لتعميق الفكر، يغذي العقل، بالاصلاح ،والبحث، والاستكشاف،او قد تكون ، بمثابة تهميش للقيم الرفيعة، مثل:عم الفساد،والانحلال الاخلاقي،وكثرة التباعد الاجتماعي، ففيها كل ما يمتع النظر،بالنسبة لذوي النفوس الضعيفة، بتزينها للرذاءل،وتزيفها لجواهر الأشياء، كما يزين الشيطان لنا أعمالنا، او قد تكون بمثابة، حركة اصلاحية بمساهمتها في إنماء الفكر،بالنسبة لذوي العقول الراجحة،فالعالم بأسره، على اختلاف المستويات الفكرية،والاجتماعية، ينقسم إلى جزأين: جزء يميل إلى سلك الطرق الملتوية باستخدام هذه المواقع، والجزء الآخر:قد عقد العزم على التحلي بالمسالك النبيلة بالاستعانة بهذه الوساءل، فمزايا هذه الظاهرة، بشرت بالخير، وعيوبها المتفشية، كانت ولا تزال،تنذر بالشر، فاساءة إستخدام تلك المواقع، نتج عنه مردودا سلبيا، نذكر منه على سبيل المثال: عند إيصال السوشل ميديا، إلى الدول العربية،ومنها:مصر، وبالاخص العراق،بعد سنة(٢٠٠٣)، تحولت هذه العولمة الحضارية، إلى آفة اجتماعية، وذلك بإطلاق صفحات وهمية،عبر المواقع الإلكترونية، لاثارة ابشع الجراءم البشرية، وهي:المتاجرة بالأعضاء البشرية،مقابل ارباح مادية، وقام أصحاب تلك الصفحات، بالنصب،والاحتيال،او اللجوء إلى العنف؛ لاجبار الناس،على القيام، بتلك الجريمة الشنيعة، واشتملت هذه العملية: على المتاجرة بالكبد، والكلى،وقرنية العين، وعلى صعيد اخر، تشير بعض الدراسات النفسية، إلى ان الإدمان على السوشل ميديا، وخصوصا عند المراهقين، قد يعرضهم للإصابة، ببعض الأمراض النفسية: كالكابة،والعزلة،والانطواء،والقلق، ومن جانب اخر، لا ينبغي لنا،صرف النظر، عن المزايا التي تتمتع بها، وساءل التواصل الاجتماعي، فهي تتيح لنا الفرص الجيدة لدعم الابداع،والابتكار، ومتابعة الانباء من مصادرها الموثوقة،ومتابعة الاهتمامات ،وتنميتها، كما تعد وسيلة للترفيه، والتخلص من ضغوطات الحياة.