متداولون في بورصة نيويورك بالولايات المتحدة. 9 أبريل 2025 - REUTERS
عشتارتيفي كوم- الشرق/
ارتفعت الأسهم العالمية، واستعاد الدولار توازنه، واستقرت عمليات بيع السندات، الخميس، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق تطبيق الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها قبل أيام على عشرات الدول، ما عدا الصين التي زاد عليها الرسوم.
وبعد أيام من انهيار في الأسواق أدى إلى محو تريليونات الدولارات من الأسهم العالمية، وهز سندات الخزانة الأميركية والدولار، أعلن ترمب تعليق تطبيق الرسوم لمدة 90 يوماً.
ودفع القرار أسهم الشركات السبع الكبرى في وول ستريت إلى الارتفاع مجدداً، لتحقق زيادة في قيمتها السوقية بواقع 1.5 تريليون دولار بين عشية وضحاها.
وحقق مؤشرا "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك المجمع" أكبر مكاسب يومية لهما من حيث النسبة المئوية منذ أكثر من عقد.
وسجل الدولار أكبر ارتفاع يومي له مقابل الين في شهرين، وأكبر زيادة له مقابل الفرنك السويسري في 5 أشهر خلال الجلسة السابقة، لكنه قلص بعض مكاسبه في آسيا، الخميس، مما يُبرز حالة عدم اليقين في السوق بشأن التوقعات على المدى الطويل، في ظل عدم ظهور أي بوادر انحسار للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
ورحب المستثمرون في آسيا بالإعفاء المؤقت من الرسوم الجمركية، وارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 8%، وارتفعت العقود الآجلة الأوروبية بشكل حاد.
وزادت العقود الآجلة لمؤشر يورو ستوكس 50، وعقود داكس الآجلة بنحو 8% لكل منهما. وقفزت العقود الآجلة لمؤشر فايننشال تايمز بنسبة 5.5%.
ولم يكن قرار ترمب شاملاً لكل الرسوم، وقال البيت الأبيض إن الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 10% على معظم الواردات الأميركية ستظل سارية. كما لا يبدو أن الإعلان يؤثر على الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على السيارات والصلب والألمنيوم.
ورغم تصريح ترمب بخفض الرسوم الجمركية المفروضة مؤخراً على عشرات الدول مؤقتاً، إلا أنه زاد من الضغوط على الصين، رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125% من مستوى 104% الذي دخل حيز التنفيذ، الأربعاء.
وذلك بعد أن رفعت الصين، الأربعاء، الرسوم الجمركية الإضافية على المنتجات الأميركية إلى 84%، وفرضت قيوداً على 18 شركة أميركية، معظمها في الصناعات الدفاعية.
أسعار الذهب
وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 1%، الخميس، مع لجوء المستثمرين إلى الملاذ الآمن بعد قرار ترمب زيادة الرسوم الجمركية على الصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم، على الرغم من قراره بتخفيف الرسوم عن باقي الدول.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.2% ليصل إلى 3119.18دولار للأوقية، بحلول الساعة 0300 بتوقيت جرينتش.
وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.8% مسجلة 3135.50دولار.
وقال إدوارد ماير، المحلل في ماريكس "إذا دخلنا فترة نمو بطيء، وهو افتراضنا الأساسي، نعتقد أن أسعار الفائدة ستتجه في النهاية نحو الانخفاض، مما سيدفع الذهب نحو الارتفاع، نظرا لاستمرار مخاوف التضخم خلال معظم العام بسبب تأثيرات الرسوم الجمركية".
وأضاف: "في النهاية، نتوقع وصول الذهب إلى 3200 دولار بحلول نهاية أبريل، إن لم يكن قبل ذلك".
وارتفع الذهب، الذي يعد أداة للتحوط ضد حالة عدم اليقين العالمية والتضخم، بأكثر من 18% في عام 2025، مدفوعاً إلى حد كبير بخطط ترمب للتعريفات الجمركية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والشراء القوي من جانب البنوك المركزية، وزيادة الاستثمارات في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي أن صناع السياسات أجمعوا تقريباً في اجتماعهم، الشهر الماضي، على أن الاقتصاد الأميركي يواجه مخاطر تباطؤ النمو وتسارع التضخم في الوقت نفسه. وأشار بعضهم إلى أن البنك قد يواجه "مفاضلات صعبة" في المستقبل.
وتتوقع الأسواق بنسبة 72% خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة في يونيو، فيما يميل الذهب، الذي لا يدر عائداً، إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
ترمب والصين
وانخفض اليوان الصيني، الخميس، إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ الأزمة المالية العالمية أواخر 2007، مع خفض البنك المركزي توقعاته لجلسة التداول السادسة على التوالي، في ظل تصاعد التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
وقال كريس تيرنر، رئيس الأسواق العالمية في آي.إن.جي بنك: "تخوض الولايات المتحدة والصين حالياً لعبة خطرة للتنافس على النفوذ إلى أن يتم الإعلان عن اتفاق أو تأكيد عقد اجتماع ثنائي كبير، سيكون الدولار واليوان الصيني الآن محور الاهتمام في سوق الصرف الأجنبي".
ومن شأن ضعف اليوان أن يجعل الصادرات الصينية أرخص، ويخفف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد. ومع ذلك، قال محللون وخبراء اقتصاد إن الانخفاض الحاد قد يزيد من ضغط تدفقات رأس المال غير المرغوب فيها، ويهدد الاستقرار المالي.
وقالت مصادر مطلعة لـ"رويترز" إن البنك المركزي الصيني لن يسمح بانخفاضات حادة في قيمة اليوان، وإنه أصدر تعليماته للبنوك الحكومية الكبرى بخفض مشترياتها من الدولار.
وتراجع اليوان في التعاملات المحلية إلى 7.3518 للدولار في التعاملات المبكرة، وهو أدنى مستوى له منذ 26 ديسمبر 2007.
وخسر اليوان حوالي 1.2% هذا الشهر.
الصينيون على أمازون
وقالت رئيسة أكبر رابطة للتجارة الإلكترونية بالصين إن الشركات الصينية، التي تبيع منتجاتها على موقع أمازون، تستعد لرفع أسعارها في الولايات المتحدة أو الخروج من السوق الأميركي بسبب "الضربة غير المسبوقة" الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.
وقالت وانج شين، رئيس جمعية التجارة الإلكترونية عبر الحدود في شنتشن، والتي تمثل أكثر من ثلاثة آلاف بائع على أمازون: "هذه ليست مجرد قضية ضريبية، فهيكل التكلفة بأكمله أصبح غارقاً بالكامل".
وأضافت في تصريح لرويترز: "سيكون من الصعب للغاية على أي شخص البقاء في السوق الأميركية".
وقالت وانج إن بعض البائعين يتطلعون إلى زيادة الأسعار في الولايات المتحدة، بينما يسعى آخرون إلى إيجاد أسواق جديدة.
وأضافت أن الرسوم الجمركية ستؤثر بشدة على الشركات الصغيرة والمصنعين في الصين، كما ستؤدي إلى ارتفاع معدل البطالة في البلاد.