مصدر الصورة: إيل دو فرانس
عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
نظمت جمعية كريدو في باريس-فرنسا مؤتمرًا حمل عنوان: «مسيحيو سوريا بين الأمل والرحيل». حضر المؤتمر وزير الداخلية الفرنسي، ورئيسة مجلس إيل دو فرانس الإقليمي، وعدد من مسؤولي الجمعيات والمنظمات الكنسية الخيرية.
شهد الحدث مشاركة خمسة رؤساء كنائس في سوريا، ثلاثة منهم كاثوليك.
أكد المطران جورج مصري، متروبوليت حلب وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك، أنّ التصريحات الحكومية الرسمية السورية مطمئنة وتعكس الرغبة في تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية، لكنّ الواقع لا يتطابق مع الوعود. وأضاف أنّ الإعلان الدستوري لم يكن على قدر التطلعات لدولة مدنية تُحترم فيها جميع الحقوق.
وأشار مصري إلى أنّ التيارات الإسلامية المتشددة التي تعتمد على العنف لنشر طروحها تنشط الآن وتعمل براحة لم تكن متوفرة لها في السابق. وشدّد على أنّ حماية المسيحيين لا تقتصر على وجودهم، بل تشمل ضرورة حماية فكرهم وثقافتهم وتاريخهم. وطالب مصري برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا بالسرعة القصوى.
المطران بطاح
بدوره، رأى المطران يوحنا جهاد بطاح، رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك، أنّ فترة الأسد تميزت بالقمع وأنّ الحرب التي استمرت 14 سنة أجبرت 7 ملايين سوري على مغادرة البلاد، فيما يعيش 90% ممّن تبقى منهم اليوم تحت خط الفقر مع نقص الكهرباء والغذاء والدواء.
وذكر بطاح محاولة السلطة الجديدة تحقيق الاستقرار في البلاد، لكنّها «محاولات تفتقر إلى الشرعية والموارد، ولا تسيطر على الجماعات المتطرفة الأجنبية الأخرى التي شاركت في الحرب والتي ما زالت موجودة في الشوارع والأحياء وتنشر الرعب في المناطق المسيحية».
وأردف بطاح: «يخشى المسيحيون اليوم مستقبلًا يبدو قاتمًا بسبب وصول نظامٍ إسلاميٍ صارمٍ إلى السلطة، وأزمة اقتصادية تفاقمت، وعدم القدرة على ضبط الأمن وغياب أفقٍ للمستقبل قبل كلّ شيء».
أما مطران أبرشية دمشق للأرمن الكاثوليك جورج أسادوريان فأوضح أنّ 65٪ من الموظفين المسيحيين صُرِفوا من وظائفهم على أيدي «أسياد دمشق» الجدد. وذكر أنّ التهديدات باتت أشدّ، إذ تعرّض لها شخصيًّا عندما طالب بحماية دولية للمسيحيين. وتابع: «معظم المسيحيين يرغبون في الرحيل، لا سيما بسبب التهديد الأصولي الإسلامي».
وأضاف أسادوريان أنّ متشددين أصوليين يجوبون الأحياء المسيحية على متن سيارات رباعية الدفع مجهّزة بمكبّرات صوت، ويدعون السكان إلى اعتناق الإسلام. وختم: «نعارض التقسيم وتفتيت البلاد».
القسّ سليميان
على الخطّ نفسه، قال القس هاروت سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سوريا: «من أبرز التحديات التي نواجهها اليوم ضمان حماية المجتمعات المسيحية وغيرها من الوحدات الاجتماعية وتحاوُرها مع بعضها بعضًا». وشدّد على أنّ «سوريا من دون مسيحيين ليست سوريا. لكنّ القضية هنا ليست مسيحية فحسب بل سوريّة في جوهرها وإنسانية في أبعادها».