رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني يشارك في تشييع البابا فرنسيس إلى مثواه الأخير      مراسم جنازة البابا فرنسيس      غبطة البطريرك يونان يصلّي ويلقي نظرة الوداع على جثمان المثلَّث الرحمات قداسة البابا فرنسيس المسجَّى في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان      صور.. القداس الإلهي بمناسبة تذكار القديس مار بينا / ارموطا      صور.. تذكار مار كوركيس في قرية تن بحضور سيادة المطران مار أزاد شابا      صلاة لراحة نفس البابا فرنسيس في عنكاوا كاتدرائية ماريوسف الكلدانية      المنظمة الآثورية تحيي الذكرى العاشرة بعد المائة لمذابح سيفو      غبطة البطريرك يونان يلتقي عدداً من أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية، أربيل - العراق      البطريرك ساكو يغادر إلى روما      زعماء العالم يتوافدون إلى روما لتوديع البابا فرنسيس      باريس تتحرك تجاه جهاديين فرنسيين في العراق      مقترح أوكراني جديد للسلام مع روسيا.. هذه تفاصيله      ترامب: قد نضطر لشن هجوم على ايران لمنعها من امتلاك سلاح نووي      رسالة مكتوبة من دمشق إلى واشنطن ردا على "الشروط الثمانية"      ما هي الفوائد الصحية للماتشا وهل يستحق كل هذه الضجة؟      كيف غير البابا فرنسيس حياة عائلة سورية مهاجرة؟      محبو الدجاج.. هذه الدراسة "التحذيرية" موجهة لكم      بيان ريال مدريد حول فكرة الانسحاب من النهائي أمام برشلونة      "حاجّ رجاء، مرشدٌ ورفيقُ درب": ملخّص موجز لحبريّة البابا فرنسيس      صحة كوردستان تتخذ إجراءات مشددة لمواجهة الحمى النزفية قبل حلول عيد الاضحى
| مشاهدات : 2562 | مشاركات: 0 | 2017-10-21 10:58:32 |

مائتا عام من الاغتراب العراقي (1820-2017م) ج1

عمر عبدالغفور القطان

 

لمحات عن تاريخ الهجرة العراقية

طرحت عدة اسئلة على نفسي تتعلق بتلك الملايين من العراقيين التي تقطن اليوم ارجاء المعمورة التي ولاسباب عديدة ازدادت وتيرة هجرتها نحو بلاد العالم كافة يوما بعد يوم. اسئلة مثل متى كانت اول الهجرات الحديثة في العراق؟ من كان اول المهاجرين العراقيين؟  وماهي اسباب الهجرة؟  باي اتجاه كانت اولى الهجرات؟  الى اي من الطوائف انتمت؟  ومن أي المدن و البلدات خرج المهاجرون العراقيون الاوائل؟  هل فقد العراقيون المهاجرون واولادهم جذورهم التي تربطهم بوطنهم الام؟  وغيرها من الاسئلة.

 وعندما بحثت وجدت عددا من الاجابات كان قسم منها مقتضبا، وهنا لابد ان انبه القارئ انه على عكس ما يعتقده البسطاء ان الغرب مسيحي والشرق الاوسط وشمال افريقيا اسلامي فان المؤسسات الغربية وحتى انهيار الاتحاد السوفيتي لم تكن مهتمة بوضع تصنيف للمهاجرين العرب اليها واخص بذلك التصنيف الديني منه فهو لايفرق بين المسلم والمسيحي واليهودي بين السني والشيعي وبين الكاثوليكي والارثوذكسي البروتستانتي ليس لأنهم لايفهمونه او لايعرفونه ولكنهم ينظرون الينا كمجموعة بشرية واحدة مجتمع عربي قادم من الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وبالأساس ينظرون الى الهويات الوطنية الاخرى كعراقيين سوريين لبنانيين مغاربة مصريين جزائريين... فان الهوية الثقافية والمنظومة القيمية والاخلاقية التي نحملها تختلف عن تلك الموجودة في الغرب.

لعلي في هذا المقال اقدم بعض الاجابات عن تلك الاسئلة. فالعراقيون بكل اطيافهم مواطنون اصيلون متجذرون،في بلدهم كتجذر دجلة والفرات وان العراق هو موطنهم وارضهم وهو جنة عدن منذ القدم منذ فجر حضارات الانسانية في اور بابل و اشور هو موطن ابراهيم ابو الانبياء وبعد دخول الاسلام في العراق بعد سنة 634م ساهم الجميع في بناء صرح الحضارة  فإضافة الى ان الغالبية العظمى من سكانه من المسلمين شكلت مكوناته (مسيحين ويهود والصابئة...) حلقة وصل وتفاعل مابين الشرق والغرب اذ قاموا بنقل الثقافة والفكر العالمي الى العربية وعبرهم تعرف الغرب على اللغة والتراث العربيين وخير مثال ابناء بختشوع الاطباء وحنين بن اسحاق ويوحنا بن حيلان و يحيى بن عدي وابو رائطة التكريتين.

ان فعل الهجرة والانتقال من مكان الى اخر طلبا للامان والرزق عرفته البشرية منذ اقدم العصور. ولكن بالنسبة للحالة العراقية متى كانت اشهر تلك الهجرات قريبة العهد و التي تم توثيقها من قبل اهل التاريخ و يمكن القول التي حدثت في القرون الوسطى بسقوط بغداد ففي شوال سنة 655هـ-تشرين الاول سنة 1257م رحل هولاكو المغولي عن حدود همدان نحو العاصمة العباسية بغداد وفي منتصف محرم سنة 656هـ-27 كانون الثاني/1258م نزل بنفسه على بابها وفي اليوم الثالي والعشرين من شباط بدء القتال بعدما نصب الجند المنجنيقات ورتبوا الات النفط.  في يوم 26/محرم/656هـ-5/شباط/1258م اشتد الحصار على بغداد من جميع الجوانب وفي يوم الرابع من صفر/656هـ-11/شباط/1258م استاذن الخليفة العباسي المستعصم بالله هولاكو بان يحضر بين يديه فاذن له وقد خرج معه اولاده واهله وفي 14/صفر-21/شباط رحل هولاكو عن بغداد وفي اول مرحلة قتل الخليفة وبموت الخليفة واولاده انطوت صفحة الدولة العباسية وراحت الاعتداءات على سكان البلاد تزداد فتأخرت العلوم وازدادت المذابح والفظائع والثورات ولم يبق اثر للنهضة العلمية والادبية ايام المغول والجلائرين والتركمان وعمت الفوضى.

كذلك ايام احتلال تيمورلنك لبغداد سنة 738هـ/1337م واستلاء الجلائرين فما ان حكموا حتى اسقطوا بالذين اسسوا دول قرة قوينلي الخروف الاسود وتلاها الاق قوينلي الخروف الابيض فعاش العراق في هذه الفترة ميدانا للفتن والقلاقل وقد امست مدنه وقراه ميادين للنهب والفتك والدمار بتقلب الحكومات وتغير الحكام وقد تجرع السكان غصص الالام وتشتتوا في انحاء البلدان فاخبارهم غامضة مبهمة منذ اوائل القرن الرابع عشر فهاجر الكثير من اهل البلاد الى البلاد المجاورة لما كان يعانون من القتل فتهدمت البيوت ودور العبادة وقفرت البلاد.

كانت السيطرة العثمانية على العراق سنة 1534م والاستيلاء على البلاد دون مقاومة حيث مكث السلطان سليمان القانوني ت1566 في بغداد مدة اربعة اشهر رتب اوضاع البلاد فشهدت البلاد نوعا من الاستقرار حتى احتلها الفرس سنة 1624م فجهز العثمانيون حملة لاسترجاعها سنة 1629م واسترجعوها سنة 1638م بقيادة السلطان مراد وشهد العراق بعض الاستقرار النسبي حتى عام 1918م تاريخ احتلال البريطاني للعراق. 

الهجرة العراقية في العصر الحديث:- يمكن ان نعد الربع الاول من القرن التاسع عشر هو تاريخ اول تلك الهجرات العراقية عندما انتقل داؤود ساسون وهو ابن صراف باشي من بغداد نحو بوشهر على الخليج العربي بحدود 1820م بعد خلاف وقع بينه وبين والي بغداد داود باشا وسكنها نحو عشر سنوات انتقل بعدها الى الهند ليؤسس مصالح تجارية مهمة استطاعت استقطاب الشباب العراقي من تلك الطائفة (اليهودية) للهجرة الى مومباي وكلكتا وسنغافورة وهونك كونك وشنغهاي، تمكن ابناء تلك الجالية من كسب ثقة المستعمريين البريطانيين لتلك البلاد ووصلوا الى مناصب مهمة خدموا فيها التاج البريطاني ومع بدايات القرن العشرين تمكن ابناء اولئك المهاجرين من الانتقال باتجاه بريطانيا والولايات المتحدة فكانت الهجرة الثانية بعد الهند والشرق الاقصى الى الغرب فظهرت منهم شخصيات معروفة عالميا منهم الشاعر البريطاني عراقي الاصل سكفرياد ساسون الذي قاتل في صفوف الجيش البريطاني في الحرب العالمية الاولى والسير اليعازر خضوري سنة 1928م وعرف منهم العشرات ادباء وكتاب ومثقفين في تلك البلاد ولما كان هذا الحديث عن ابناء الطائفة اليهودية فلابد من التذكير بعملية التهجير الجماعي الذي حصل لهم بين اعوام 1948-1952(او ترحيل يهود العراق الى فلسطين المحتلة عبر ايران باتفاق بريطاني امريكي ايراني عراقي مع حكومة اسرائيل) واسقاط الجنسية العراقية حيث انخفض عددهم من 2,5% من سكان العراق أي كانوا اكثر من مئة الف الى حدود عشرة الاف بعدها واعتقد ان نهاية الوجود اليهودي في العراق حصل عام 2003م عندما نقل اخر يهود العراق من بغداد الى فلسطين المحتلة. 

وهنا يمكن تلخيص موجات الهجرة الكبرى التي شهدها العراق الحديث فيمكن الحديث عن اربع موجات حصلت للعراقيين:

-الموجة الاولى 1920-1944م: كانت للمسيحيين من ابناء كنيسة المشرق من اشوري (هكاري وارومية) الذين تعرضوا لمذابح عام 1914م فانتقلوا الى العراق وكانت بريطانيا قد اسكنتهم في معسكر قرب مدينة بعقوبة وارادت اعادة توطينهم في بعض قرى شمال العراق وكان معظمهم قد انتموا لقوات ليفي في العراق ونقلت قسما منهم الى منطقة الخابور في محافظة الحسكة السورية ومن هنا انطلقت هجرتهم الى الغرب وبشكل خاص بريطانيا والولايات المتحدة.

-الموجة الثانية 1945-1958م: تنوعت بين مسيحين ويهود ومسلمين لكن اهم تلك الهجرات كانت لأبناء الطائفة اليهودية بين عام 1948-1952م.

-الموجة الثالثة 1959- 1979م: لعلها الموجة التي فتحت باب للهجرة لكافة ابناء الشعب العراقي وبخاصة اولئك الذين كانوا يحسبون على النظام الملكي او الحزب الشيوعي بعد الانقلابات والثورات 1958م-1963م-1969م اضافة الى القلاقل والوضع غير المستقر في المناطق الشمالية بين اعوام 1970-1974م والسبب عدم الاستقرار الذي شهده الوضع العام في العراق والمعارك التي خاضتها الحكومة العراق ضد الثورات الكردية.

-الموجة الرابعة 1980-2017م: ان موجة الهجرة الاكبر بدأت عند بدء حرب الخليج الاولى المعروفة بالحرب العراقية الايرانية 1980-1988م ثم وقوع غزو الكويت او مايسمى حرب الخليج الثانية عام 1991 وما تلاها من حصار اقتصادي بين اعوام 1990-2003م وصولا الى الغزو الامريكي للعراق، يمكن القول ان العراقيين كانوا محرومين من أي ممارسة ديمقراطية وبعد الغزو الامريكي وحصول الانفتاح على عالم الانترنيت والصحون اللاقطة والهواتف النقالة وحرية السفر والتنقل كانت نتائجها السلبية توازي نتائجها الايجابية فهي مهدت الميدان لنشر الفوضى والارهاب وبدا مسلسل الهجرة من جديد منذ عام 2004م وازداد بشكل كبير عند اندلاع الحرب الطائفية عام 2006م لغاية 2008م فكانت هناك حركة نزوح داخلية توازي  بشكل اكبر حركة نزوح خارجية،اهم مساوئ تلك الهجرة انها افقدت العراق طبقته المتوسطة المتعلمة التي كانت تحقق توازنا اجتماعيا داخل المجتمع العراقي اضافة الى هجرة الاقليات الذي كان مصدر التنوع الثقافي والحضاري وهم شكلوا حلقة وصل بين الشرق والغرب وكانوا مواطنين مخلصين لبلادهم (1)، ثم حصلت الطامة الكبرى بسقوط الموصل في حزيران عام 2014م التي نجمت عنها حركة نزوح وهجرة اعتقد ان العراق في مختلف عصوره لم يشهد مثلها فهناك ملايين العراقيين يسكنون المخيمات وهناك مئات الالف منهم سلكوا الطرق الخطرة في طريق الهجرة بحثا عن ملاذ امن من الخلل الامني الذي حصل في البلاد.

(1)القس سهيل قاشا،النوارس مهاجرة-هجرة مسيحي العراق،بيروت،ص9.

كتاب اليهود البغداديون في مومباي


رحفل زواج في كنيس الياهو ساسون العراقي في الهند عام 1950











أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4086 ثانية