زعماء العالم يتوافدون إلى روما لتوديع البابا فرنسيس      الجمعية الثقافية والاجتماعية الارمنية في اربيل تقيم حفل تأبيني بمناسبة الذكرى 110 لمذابح الارمن      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يغادر مطار دمشق الدولي متوجهاً إلى روما للمشاركة في مراسم دفن البابا فرنسيس      غبطة البطريرك يونان يستقبل معالي الوزير تريستان آزبي رئيس السكرتارية الحكومية الهنغارية لمساعدة المسيحيين المضطهَدين      النائب جورج أريو في مداخلة بذكرى سيفو: "أين مسيحيو الدولة العثمانية؟"      خلافا لسلفه بايدن.. ترامب يمتنع عن مصطلح خاص بمأساة الأرمن      بمناسبة الذكرى 110 لإبادة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ( مذابح سيفو )      الرئيس بارزاني بـ"يوم الصلاة الوطني": الأخلاق هي جوهر الدين      الرئيس نيجيرفان بارزاني: التعددية الدينية والثقافية قوة واستقرار ومحل فخر لنا      مسرور بارزاني في يوم الصلاة الوطني: كوردستان مهد الحضارات وملتقى الأديان      صحة كوردستان تتخذ إجراءات مشددة لمواجهة الحمى النزفية قبل حلول عيد الاضحى      الصحة العراقية تتلف أكثر من 360 كغم من المخدرات و17 ألف قرص مؤثر      دراسة: إناث قردة البونبو يشكلن "تحالفات" لصد "عدوان الذكور"      ترمب يعلنها: القرم ستبقى مع روسيا ومستعد للقاء خامنئي      نائب أميركي يكشف شروط الشرع للانضمام للاتفاقات الإبراهيمية      طبيب البابا يكشف تفاصيلا سبقت الوفاة.. و"الوصية الأخيرة"      دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون      كأس الملك.. برشلونة لمواصلة الهيمنة والريال لإنقاذ الموسم      قبر البابا فرنسيس مصنوع من "حجر الشعب"، من أرض أجداده الإيطاليين      نقل رفات البابا فرنسيس إلى بازيليك القديس بطرس
| مشاهدات : 727 | مشاركات: 0 | 2025-04-15 07:32:14 |

ترامب يتّجه نحو كارثة وطنية

ألون بن مئيـر

 

لقد ألحق قصر نظر ترامب وقسوته ضررًا بالغًا بالولايات المتحدة، داخليًا وخارجيًا، أكثر مما ألحقه جميع أسلافه مجتمعين. لقد فقد الحزب الجمهوري بوصلته الأخلاقية وركيزته الأساسية وسيدفع ثمنًا باهظًا لتمكينه ترامب الذي أوصل أمريكا إلى حافة كارثة وطنية.

أمريكا على مفترق طرق تاريخي. الكارثة كامنة في الظلال. لا شك في أي فائدة، ولا خلاص في التمنّي، ولا مفرّ من الخطر الذي ينتظر أمريكا ما لم تُكبح جماح ترامب. إن هجومه الشرس على مؤسساتنا لا مثيل له، ونفوره من حلفائنا أمرٌ لا يُسبر غوره، وخيانته لقسمه الرئاسي وإساءة استخدامه للسلطة أمرٌ ينذر بالسوء. يجب إيقاف ترامب. يجب محاسبة الحزب الجمهوري على تمكينه مجرمًا من تدمير أمريكا كما نعرفها.

لقد منحت الرئاسة ترامب أعظم سلطة، وهي ما تتجاوز سلطة أي شخص آخر على وجه الأرض. لكن هذا لا يكفي لتهدئة غروره المفرط، فعطشه لمزيد من السلطة لا ينضب. الإستبداد يسري في دمه، والتنمّر هو ما يُشبع وهمه بامتلاك سلطة مطلقة؛ يتلذذ بممارستها بضراوة وانتقام.

وعلى الرغم من أخطائها العديدة، ظلّت أمريكا منارة الأمل بمواردها البشرية وثرواتها اللامحدودة، وجهة الحالمين الذين يطمحون للحرية والعيش بسلام والنمو والازدهار وعيش وعد غد أفضل وأكثر إشراقًا.

تخيّلوا ما يمكن أن يفعله ترامب بقوة أمريكا الهائلة لما فيه خير الشعب الأمريكي والإنسانية. يمكنه البناء على عظمة أمريكا، لكن هذا ليس في جيناته. بدلا ً من ذلك، فإنه ينبش كل ما يميّز أمريكا، مما جعلها القائدة العالمية بلا منازع، دون أي خطة أو فكرة لتحسين الأمور، وهو ما يدّعي أنه وحده القادر على تحقيقه.

تقويض الديمقراطية
إنه ينتهك الحق الدستوري المقدس في حرية التعبير بمعاقبة الجامعات التي تسمح لطلابها بالتظاهر ضد مذبحة غزة، وينتهك الحقوق الدستورية للطلاب المقيمين بشكل قانوني في الولايات المتحدة. كما يعاقب مكاتب المحاماة التي مثّل محاموها الحكومة في رفع قضايا ضده بمنعهم من دخول المباني الفيدرالية، متجاوزين بذلك القانون ومحرّم العدالة. وفي الوقت نفسه، يتحدى السلطة الدستورية للمحكمة، متجاهلاً مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث للدولة، وهو أساس الديمقراطية الأمريكية.

لن يُنسى صمت الجمهوريين أمام انتهاكات ترامب الصارخة، حتى من قِبل من وضعوهم في السلطة.

معاقبة المحتاجين
يبدو أن ترامب يخطط لخفض الضمان الإجتماعي، وبرنامجي ميديكيد وميديكير، اللذين يوفران شريان حياة لملايين الأمريكيين. فبأي مقياس يُمكن للمرء أن يُقيّم فظاعة وقسوة هذه التخفيضات التي تُعتبر غير قانونية وأهلا ً للإزدراء؟ إن حرمان كبار السن من الرعاية الصحية وخفض الضمان الإجتماعي لهم، وهم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، ومنحه للأغنياء ليس خطأً فادحًا فحسب،

بل هو إفلاس أخلاقي تام للحزب الجمهوري الذي لا يزال صامتًا أمام هذه المهزلة.

الإضرار بالمجتمع العلمي
جمّد ترامب تمويل عشرات المؤسسات العلمية والبحثية، مما عطّل البحوث الطبية والبيئية والإجتماعية الحيوية وقوّض في نفس الوقت الحرية الأكاديمية والإبتكار في المجتمع العلمي الأمريكي، مما أجبر العديد من العلماء الشباب على التفكير في المغادرة ومواصلة أبحاثهم في دول أجنبية. ستتضرر القيادة العلمية الأمريكية ذات المستوى العالمي بشكل لا يمكن إصلاحه في حين أن الجمهوريين لا يحركون ساكنًا.

انتهاك الإجراءات القانونية المستحقّة
إلى جانب الترحيل العام لآلاف المهاجرين غير الشرعيين، رحّل ترامب 238 مهاجرًا فنزويليًا، بعضهم من المقيمين القانونيين المحميين في الولايات المتحدة، إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور، متهمًا إياهم بالإنتماء إلى عصابات دون أي إجراءات قانونية واجبة ودون السماح لهم بالطعن في التهم الموجهة إليهم. وتستند العديد من الإدعاءات إلى أدلة واهية أو مشكوك فيها مما يؤدي إلى احتجازهم في سجن يتعرضون فيه لانتهاكات ممنهجة وتعذيب وظروف لاإنسانية.

ولم ينهض أي زعيم جمهوري شجاع ليُشكك في عدم قانونية هذه الأفعال الوقحة ولا إنسانيتها.

تشجيع الإستقطاب الإجتماعي
يستخدم ترامب مستغلاً الإستقطاب السياسي كل الوسائل الشريرة لزرع الفرقة بين الشعب الأمريكي. فهو يُشجع على النقاء الأيديولوجي داخل الحزب الجمهوري بينما يُشوّه صورة الديمقراطيين باعتبارهم تهديدات وجودية. كما يُضخّم خطاب القومية البيضاء، ويستهدف الأقليات، وخاصة المسلمين واللاتينيين والأمريكيين من أصل أفريقي.

علاوة على ذلك، يُلقي ترامب باللوم على المهاجرين في المشاكل الإقتصادية والإجتماعية، مُعززًا بذلك خطاب “نحن ضدهم”. ويُحرّض فئات الطبقة العاملة على التناحر فيما بينها على أساس العرق أو الوضع القانوني. ويُقوّض المعايير الديمقراطية بدعمه أفعالًا مثل الهجوم على الكابيتول في 6 يناير بهدف تعميق انعدام الثقة في الأنظمة الإنتخابية، كما يُهاجم وسائل الإعلام التقليدية لتقويض الثقة من خلال وصفها بـ”الأخبار الكاذبة” في حين يقوم بترويج نظريات المؤامرة.

لم يُحذّر أي جمهوري من أي مكانة من أن ترامب يُلحق ضررًا لا يُمكن إصلاحه بالنسيج الإجتماعي الأمريكي، ويُمزّق البلاد.

إشعال حرب تجارية
كيف يُمكن تفسير فعل ترامب المُشين المتمثل في إلغاء إحدى أنجح اتفاقيات التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) التي وقّعها بنفسه في شهر يناير 2020 ثم فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على كلا البلدين، معللاً ذلك بالمخاوف بشأن الهجرة غير الشرعية والإتجار بالمخدرات؟

وفي خطوة غير مسبوقة فرض ترامب تعريفات جمركية من جانب واحد على حوالي 90 دولة، وهو ما يُمثّل بوضوح ضريبة إضافية على المستهلكين الأمريكيين. علاوة على ذلك، يُحدث هذا خللاً في الإقتصاد العالمي بطريقة غير مسبوقة، إذ تُقلل الرسوم الجمركية من التجارة والإستثمارات مما يُسبب تراجع النمو الإقتصادي. كما أنها ترفع تكاليف الإنتاج وتُضعف طلب المستهلكين وتُزيد من احتمالية حدوث ركود عالمي بسبب تصاعد الحرب التجارية، مما سيؤثر على جميع قطاعات الإقتصاد، الأمر الذي سيُجبر الشركات على إعادة هيكلة عملياتها. وستؤدي الرسوم الجمركية المتبادلة على البضائع الأمريكية من قِبل معظم الدول إلى تفاقم التوترات التجارية بشكل مُقلق، والإضرار بالصادرات الأمريكية.

تراجع ترامب بلا خجل يوم الأربعاء مُعلقًا خطته الأصلية لمدة 90 يومًا ومُخفضًا الرسوم الجمركية على جميع الدول المُتأثرة إلى 10% بعد أن خطّط العديد من الدول، بما في ذلك حلفاؤه، لفرض رسوم جمركية انتقامية (باستثناء الصين التي فرض عليها رسومًا بنسبة 125%). وبالنسبة له، لم تكن الإضطرابات العالمية التي عجّل بها بتهوّر سوى لعبة أدت إلى فقدان مُقلق للثقة في الولايات المتحدة وزرعت حالة من عدم اليقين والفوضى في السوق العالمية.

ولكن الجمهوريين الذين كانوا يهتفون للتجارة الحرة يهتفون الآن لحرب ترامب التجارية الكارثية ويدمرون القيادة الإقتصادية الأمريكية.

تجاهل أهمية حلفاء أمريكا
تجاوزت معاملة ترامب للحلفاء الأوروبيين كل الحدود واتسمت بأفعال مثيرة للإنقسام. لقد شكك في جدوى الدفاع الجماعي لحلف الناتو وأثار نفور القادة الأوروبيين من خلال انتقادات علنية وانضم بارتياح إلى روسيا – الخصم اللدود لأمريكا – لإضعاف التحالف عبر الأطلسي، كل ذلك في الوقت الذي كان مشغولاً فيه بالترويج للحركات القومية اليمينية المتطرفة في أوروبا.

أين الجمهوريون الذين وقفوا جنبًا إلى جنب مع حلفائنا الأوروبيين الذين ازدهرنا معهم وشكلنا حجر أساس أمن الغرب؟

التخلي عن الإلتزام الأخلاقي لأمريكا
ومن أكثر الخطوات إثارة للقلق معاملة ترامب المشينة لجيراننا وحلفائنا الأوروبيين. كيف يمكن تفسير متعة ترامب المخجلة في إذلال الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمام أعين العالم أجمع؟ زعيم بلد غزاهُ صديق ترامب، بوتين، الذي أوقع مئات الآلاف من القتلى والدمار الهائل بحليفٍ أمريكي.

لكن دعوا الأمر للجمهوريين الشجعان الذين أيدوا في السابق بالأغلبية العظمى الدعم السياسي والعسكري الأمريكي لحلفائنا، أن يبقوا صامتين.

يا للأسف، كم هو حقيرٌ حتى التفكير، ناهيك عن التصريح، بأن كندا ينبغي أن تصبح الولاية رقم 51؟ أو الإستيلاء على غرينلاند، وقناة بنما، وغزة، وأي شيء آخر على قائمة تسوّق ترامب كما لو كانت مجرد معاملات عقارية؟ فهل يدرك غالبية الجمهوريين – الذين يدعمون هذه الفكرة السخيفة للإستيلاء على الأراضي – الآثار المروّعة المترتبة على صورة أمريكا ومكانتها العالمية؟

لقد تسرب الآن الإنحطاط الأخلاقي للحزب الجمهوري إلى كل طبقة من طبقاته. لن يكون هناك مفرٌ لأي زعيم جمهوري، سواءً على المستوى الفيدرالي أو على مستوى الولايات أو المستوى المحلي، من المساءلة عن خيانته للقيم الأخلاقية لأمريكا وتقويض ديمقراطيتها العزيزة. إنهم يضحّون بعظمة أمريكا لخدمة مجرم أناني باع الوطن على مذبح غروره وشهوته الجامحة للسلطة.

يوم الدينونة قريب وسيدفع الجمهوريون الذين مكّنوا ترامب الثمن.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4937 ثانية