عشتارتيفي كوم- رووداو/
أفاد المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان في سوريا، جميل ديار بكرلي، أن السلطة الجديدة في دمشق "لم تفتح حواراً حقيقياً مع المجتمعات المسيحية"، مشدداً على أن "حكومة اللون الواحد لا تستطيع حكم البلد المتنوع".
في تصريح خاص لشبكة رووداو الإعلامية، قال بكرلي إن "حالة الترقب الحذر لاتزال سيدة الموقف لدى المجتمع والشارع المسيحي في سوريا، شأنها شأن باقي المجتمعات والمكونات في البلد".
بالوقت نفسه، نوه إلى "عدم وجود أي انتهاك فعلي للمجتمعات المسيحية، سواء بدور عبادتهم أو أملاكهم، حتى هذه اللحظة"، مضيفاً: "إن وجدت هذه الانتهاكات فهي لا تزال ضمن الطابع الفردي، وتقوم السلطات السورية الحالية بمعالجتها بالسرعة القصوى"، على حد قوله.
يعتقد ممثلو المنظمات المسيحية في سوريا أنهم يتعرضون للتهميش مع بداية المرحلة الجديدة في البلاد، وأن السلطة الجديدة لم تجتمع معهم حتى الآن.
بهذا الصدد، أشار بكرلي إلى أن "السلطة الجديدة لم تفتح حواراً حقيقياً مع المجتمعات المسيحية والمؤسسات المسيحية لمعرفة رأيها في سوريا الجديدة التي يصرح قادة النظام الجديد بأنها ستتسع لجميع السوريين".
وأردف: "من ينظر إلى المراكز الأولى في السلطة في سوريا، ومن ينظر إلى الوزارات، يجد أن الصورة هي صورة اللون الواحد والجماعة الواحدة"، معتبراً ذلك "أمراً غريباً عن السوريين ومجتمعهم".
المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان في سوريا، شدد على أن "القائمين على السلطة، لم يراعوا حتى اليوم، موضوع توزيع السلطة أو توزيع إدارة البلد على التنوع في سوريا وعلى المكونات".
وأعرب عن رفضه لإقصاء المكونات، بالقول: "حتى هذه اللحظة لم نجد وجهاً مسيحياً أو وجهاً آخر من المكونات الأخرى. فقط رأينا المنتمين إلى ما يسمى إدارة العمليات العسكرية ومن قبلها هيئة تحرير الشام ومن قبلها النصرة".
جميل بكرلي، أكد على "اتباع هذا النهج من قبل القائمين على السلطة في سوريا، قد يثير الشعور بالقلق والريبة لدى الناس وكل السوريين حول مستقبل البلاد".
من هذا المنطلق، حثّ الشخصية المسيحية أصحاب السلطة الحالية في دمشق "فتح حوارات حقيقية مع مكونات المجتمع السوري، ودمج كافة في إدارة البلاد، مع إيجاد صيغة للنهوض في سوريا".
وتابع: "اللون الواحد والجماعة الواحدة لا تستطيع أن تحكم هذا البلد، لأنه معروف بتنوعه وتعدده، وبدون ذلك لن يسير البلد نحو التقدم والازدهار".
حول جدية توجه المسيحيين نحو الهجرة، أكد بكرلي أن "الوضع الاقتصادي الصعب، ووجود بعض العمليات الانتقامية، تجعل المواطنين يفكرون بالهجرة".
ووفقاً لتقرير منظمة (المساعدة) الخيرية التي تقدم مساعدات خاصة للكنائس السورية المحتاجة، بلغ عدد المسيحيين في سوريا قبل عام 2011 مليوناً ونصف المليون شخص.
وأشار جميل ديار بكرلي إلى أن حوالي 400 ألف مسيحي ما زالوا في سوريا.
يوم الأربعاء 29 كانون الثاني الماضي، عقدت هيئة تحرير الشام مع الفصائل المسلحة المتحالفة معها "مؤتمر النصر" في العاصمة السورية دمشق.
وخلال المؤتمر، تم تعيين رئيس هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (الجولاني) رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا.
من جهتها، أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بياناً بشأن المؤتمر، معتبرة أنه "غير قانوني".
وأكدت أن "العمليات والقرارات التي تتم خارج إطار المؤتمر الوطني السوري وبدون مشاركة القوى السياسية والثورية والشعب تعد منقوصة".
المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان في سوريا، جميل ديار بكرلي