عشتارتيفي كوم- اندبندنت/
تزامناً مع عودة النازحين قسراً لقراهم ومنازلهم، بحال كانت لا تزال قائمة، في جنوب لبنان وبقاعه وفي ضاحية بيروت الجنوبية، نُقل عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تحديده جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 يناير (كانون الثاني) 2025.
جلسة الحكومة والجيش
وبعد تداول أنباء عن حدوث تجاذب قوي خلال جلسة حكومة تصريف الأعمال أمس الأربعاء لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار، بين بعض الوزراء وقائد الجيش العماد جوزيف عون، صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الخميس توضيحاً جاء فيه أن "بعض وسائل الإعلام عمد إلى نشر أخبار مختلقة أو مجتزأة عن مداولات جلسة مجلس الوزراء بالأمس، إما بحثاً عن سبق صحافي أو بهدف الإساءة إلى الجيش". وأضاف أن "جلسة مجلس الوزراء بالأمس شهدت مناقشات بنّاءة، وعرض قائد الجيش بوضوح عناوين الخطة المكتملة التي ينوي الجيش تطبيقها لتعزيز انتشاره في الجنوب بموجب القرار الدولي 1701، وتم الاتفاق على رفع الخطة إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المباشرة بتنفيذها".
وأكد المكتب الإعلامي لميقاتي على أن "مجلس الوزراء مجتمعاً عبّر عن ثقته بالجيش وبدوره الوطني الجامع، وبالحكمة التي تتعاطى بها قيادته في هذه الظروف الصعبة صوناً للمؤسسة العسكرية ودورها، ولإبعادها عن التجاذب السياسي".
واستقبل أهالي بلدة القليعة الجنوبية اللبنانية بالورود ونثر الأرز بوسط البلدة عند دوار مار جرجس، فرقة من فوج المغاوير في الجيش اللبناني، التي كانت متجهة إلى ثكنة مرجعيون، رافعين الأعلام اللبنانية، وسط نثر الورود والأرز، ومطلقين الزغاريد وأبواق السيارات ترحيباً بالجيش.
ويناط بالجيش اللبناني مهمة السهر على حسن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية، بين إسرائيل و"حزب الله".
وفي هذا السياق، أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين في اجتماع عبر "زوم" مع مجموعة من اللبنانيين، أن "حزب الله" قبل بالاتفاق وبالتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني (جنوب)، "وعليه أن يفعل ذلك وأن يترك منطقة جنوب الليطاني".
وأكد هوكشتاين أنه "إذا حصلت خروق للاتفاق ستتم معالجتها فوراً ولن نسمح بأن يبقى جنوب لبنان أرضاً خصبة لمجموعات إرهابية"، وأضاف أن "فريق عمل أميركي مرتبط بلجنة مراقبة الاتفاق سيصل الليلة (الأربعاء - الخميس) إلى بيروت وتحدثت مع نائب (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون بالموضوع اليوم، وسألته إن كانت فرنسا تريد أيضاً الانضمام إلينا وإرسال موفدين إلى لبنان".
وقال المبعوث الأميركي إن "مهلة 60 يوماً (المدرجة في الاتفاق) هي مهلة للجيش اللبناني أيضاً ليثبت أنه قادر على تسلم زمام الأمور. وإذا تسلم الجيش زمام الأمور قد لا يحتاج إلى هذه المهلة"، وتابع "لمن يسأل عن الهدنة أقول إنها ليست هدنة 60 يوماً بل اتفاق مستدام وهذا ما نتمناه".
واعتبر هوكشتاين أن "على لبنان أن ينتخب رئيساً جديداً والمجتمع الدولي يتوقع من النواب أن يتوجهوا إلى البرلمان لانتخاب الرئيس"، وأضاف أن "لا مشكلة في أن يكون أي طرف منخرطاً في العمل السياسي فـ'حزب الله' والشيعة مثلهم مثل كل الطوائف الأخرى في لبنان".
القوات الإسرائيلية
ويمكن للقوات الإسرائيلية بموجب شروط وقف إطلاق النار البقاء في لبنان 60 يوماً، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليمات للجيش بعدم السماح للسكان بالعودة للقرى القريبة من الحدود، وذلك بعد القبض على أربعة أعضاء من "حزب الله" في المنطقة.
وحث الجيش اللبناني السكان العائدين على عدم الاقتراب من مناطق توجد فيها القوات الإسرائيلية حرصاً على سلامتهم.
وذكر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن تطبيق إسرائيل لوقف إطلاق النار سيكون حازماً للغاية، وأضاف "سنهاجم أعضاء ’حزب الله‘ الذين يقتربون من قواتنا والمنطقة الحدودية والقرى الواقعة في المنطقة التي حددناها، نستعد ونتأهب لاحتمال ألا ينجح هذا النهج (وقف إطلاق النار)".
بيان "حزب الله"
في المقابل وفي أول بيان صادر عن غرفة عمليات "حزب الله" منذ إعلان الهدنة، لم تتطرق الجماعة المدعومة من إيران لذكر وقف إطلاق النار بصورة مباشرة، ولكنها أكدت أن مقاتليها "ومن مختلف الاختصاصات العسكرية سيبقون على أتم الجاهزية. وأعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد".
وتدفقت سيارات وشاحنات محملة بالمفروشات والحقائب وحتى الأثاث باتجاه البقاع (شرق) والجنوب عبر مدينة صور الساحلية بجنوب لبنان التي تعرضت لقصف عنيف، وحيث اضطر مئات الآلاف إلى الفرار من منازلهم بسبب العنف.