عشتارتيفي كوم- بطريركية السريان الكاثوليك/
في تمام الساعة السادسة من مساء يوم السبت 9 تشرين الثاني 2024، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به صاحب السيادة مار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة، بمناسبة افتتاح السنة الدراسية والرعوية الجديدة للإكليريكية، وبمشاركة طلاب السنة الإعدادية في الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير، وذلك على مذبح كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن.
عاون سيادتَه في القداس الأب سعيد مسّوح نائب مدير إكليريكية سيّدة النجاة وقيّم دير الشرفة، والأب ديفد ملكي كاهن رعية مار بهنام وسارة – الفنار، والأب بولس مطر المسؤول عن تنشئة طلاب السنة الإعدادية في الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير.
وشارك في القداس صاحب السيادة مار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة في الدائرة البطريركية، والرهبان الأفراميون، وطلاب إكليريكية سيّدة النجاة والسنة الإعدادية في إكليريكية غزير، وأعضاء حركة مار بهنام وسارة، وجمع من المؤمنين من أبناء الرعية.
وخلال القداس، وجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة استهلّها بالقول: "في هذا المساء الذي أعطانا إيّاه الرب كي نحتفل بهذه الذبيحة الإلهية في بدء هذه السنة الطقسية والرعوية، نمتلئ فرحاً لأنّ الدعوات تزداد في كنيستنا، ونشكر الله لأنّه منحَنا هذه الدعوات، ونشكر حضور صاحبي السيادة، والآباء الخوارنة، والكهنة، والشمامسة، والرهبان، والمؤمنين".
ونوّه غبطته إلى أنّ "اليوم ليلة عيد تجديد البيعة، والتجديد يذكّرنا بالقرن الثاني قبل المسيح حينما جُدِّدَ الهيكل وطُهِّرَ بعد الحروب التي جرت عبر التاريخ. وقد سمعنا من الإنجيل المقدس عبارة "وكان شتاء"، هنا في لبنان عندما تُمطِر نقول "تشتّي"، وفعلاً كان شتاء، أي كان هناك مطر، عندما دخل يسوع الهيكل. وهذا الأمر يذكّرنا أن نعود إلى جذور المسيحية التي هي سريانية آرامية".
وتوجّه غبطته إلى الإكليريكيين قائلاً: "نحن، أيّها الإكليريكيون الأحبّاء، نفرح معكم لأنّكم قدّمتم ذواتكم لتتبعوا الرب يسوع. لذا علينا أن نتبعه بكلّ قناعة وعزم وبدون تردُّد، مهما كانت ظروفنا وصعوباتنا والحدود البشرية التي نختبرها. لكن تذكَّروا أنّ هذه الأيّام والسنوات التي تقضونها في الإكليريكية هي سنوات نعمة وخير وبركة، يجب أن ترافقكم طوال حياتكم، أكانت كهنوتية أو رسولية. نحن نتبع المسيح بفرح، ونعتزّ أن نكون إخوته، كي نقتفي آثاره، ونكون ملحاً لهذه الأرض ونوراً للعالم، كما قال يسوع".
وأشار غبطته إلى أنّنا "كنّا في روما عام 1964، والتقينا هناك بالمثلَّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبّوني، كنّا حينذاك عشرة إكليريكيين ندرس في روما، فاستقبلَنا في الوكالة البطريركية هناك. والذي أذكره حتّى الآن هو كلمته هذه لنا: يا أولادي، أقول لكم بأنّ أحلى سنوات حياتي هي تلك التي قضيتُها في الإكليريكية، وهو كان كاهناً، ثم مطراناً معترفاً بالإيمان في ماردين، ثمّ في حلب، وبعدها بطريركاً لمدّة 39 سنة، وقد أعلن أنّ أحلى أيّام حياته كانت في الإكليريكية!".
وختم غبطته كلمته إلى الإكليريكيين بالقول: "تذكَّروا إذاً أنّ فترة الحياة الإكليريكية هي نعمة كبيرة يهبكم الرب إيّاها كي تتحضّروا لعيش دعوتكم. بارككم الرب بنعمته".
وبعد الإنجيل المقدس الذي أعلنه سيادة المطران شارل مراد، ألقى سيادة المطران جول بطرس كلمة روحية أعرب فيها عن "الفرح الذي يشمل الجميع في الاحتفال بهذا القداس في عيد تجديد البيعة، وقد سمعنا من الإنجيل عن عيد تجديد الهيكل الذي كان يسوع مشاركاً فيه. ونحن أيضاً في هذا القداس نصلّي من أجل هذه السنة الجديدة في الإكليريكية، ونذكر أنّ الرب يدعو الأشخاص للسير بحسب إلهامه لهم، مكرّسين ذواتهم بكلّيّتهم له".
وتحدّث سيادته عن "تجديد حياتنا بالرب، كما ينصحنا مار بولس، بالتجدُّد عبر تجديد الأذهان والأفكار الروحية، وبالتخلّي عن الفكر القديم السيّئ، والتحلّي بفكر المسيح. الرب يعطينا الحياة بوفرة، فلنستغنِ عن كلام العالم، ولنسمع كلام الرب ونجدّد به حياتنا".
ولفت سيادته إلى أنّ علينا أن نفكّر بكلّ ما هو حقّ وعادل وشريف ومستحقّ وطيّب الذكر وفاضل، وأن نفحص أفكارنا تجاه بعضنا البعض وتجاه الذين نعيش معهم، ونصوِّبها نحو المسيح، طالبين الرحمة من الرب والغفران عن كلّ ما اقترفناه".
وختم سيادته كلمته شاكراً "الرب على نِعَمِه، وعلى حفظِه لنا"، شاكراً بشكل خاص "حضور غبطة أبينا البطريرك وترؤُّسه هذا القداس، وهو بركة لنا"، وكذلك صاحب السيادة والآباء الخوارنة والكهنة والإكليريكيين والمؤمنين الحاضرين.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، استمع الجميع إلى شهادة حياة أدّاها طالبان في المرحلة الإعدادية في إكليريكية سيّدة النجاة.
ثمّ انتقل الجميع إلى صالون الرعية حيث تحلّقوا حول غبطته ونالوا بركته الأبوية واستمعوا إلى توجيهاته وإرشاداته.