رسالة من قداسة مار جوارجيس الثالث يونان بمناسبة عيد ميلاد سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العراق والعالم، لمناسبة عيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد للعام 2025      بيان إدانة باستشهاد عقيد الشرطة زيد عادل صبيح جرجيس في كركوك      اتحاد الأدباء والكتاب السريان يعقد مؤتمره باسم العلامة بنيامين حداد وينتخب هيئة إدارية جديدة / كرمليس      مهرجان عنكاوا كريسمس.. انطلاق أكبر مهرجان مسيحي في الشرق الأوسط      بين التاريخ والإيمان… كنيسة العقبة الأثريّة شاهدة على المسيحيّة المبكرة في الأردن      امسية ميلادية لـ “كورال أم النور السرياني” وبمشاركة “براعم أم النور” – كنيسة ام النور في عنكاوا      رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية "إعادة افتتاح دير مار أوراها التاريخي للكلدان في نينوى رسالة سلام إلى العالم"      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل حضرة السيد سعد شمدين آغا سليڤاني      بدعوة من قداسة البطريرك مار آوا الثالث.. البطريركية تستضيف حفل الاستقبال السنوي الثالث بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة لأعضاء السلك الدبلوماسي ومُمثّلي الحكومات لدى إقليم كوردستان العراق المُقيمين في أربيل      مشرعون يطالبون البنتاجون بإضافة "DeepSeek" و"شاومي" لقائمة داعمي الجيش الصيني      الشيخوخة لا تقتلنا.. دراسة جدلية تكشف الأسباب الحقيقية للوفاة      بعد سقوطه أمام جوشوا.. لماذا منع جاك بول من الملاكمة بأثر عاجل؟      الديمقراطي الكوردستاني يحدد أعمالاً يجب على الحكومة الاتحادية إنجازها      ذهب العراق عند أعلى قيمة تاريخية… وتحذيرات من توظيفه لسد العجز المالي      "شروق الشمس".. مقترح أميركي بتحويل غزة إلى مدينة متطورة      ملياردير هندي يُهدي ميسي ساعة قيمتها أكثر من مليون يورو      رموز QR المزيفة.. كيف تحمي هاتفك من الاحتيال الرقمي؟      رسالة قداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر بمناسبة اليوم العالميّ التَّاسع والخمسين للسَّلام      بهدف تعزيز السلامة المرورية.. داخلية كوردستان تعلن تعليمات جديدة لاستيراد السيارات لعام 2026
| مشاهدات : 858 | مشاركات: 0 | 2022-09-23 11:18:15 |

الأول من تشرين استذكار واستمرار

جاسم الحلفي

 

لا ابلغ مما كتبه المفكر الفرنسي المعاصر "آلان تورين" الباحث في الحركات الاجتماعية، وهو يتناول في كتابه "انتاج المجتمع” تحديد الخصم كشرط للتنظيم، قائلا: "الحركة لا تنتظم الا إذا استطاعت تسمية خصمها".

والمبهج ان الحركة الاحتجاجية العراقية شخصت بشكل جليّ خصمها المتمترس في وجه التغيير. وانها لا تأخذ بما يصدر عن هذا الخصم، فطغمة الحكم لم تكف عن محاربة أية حركة وقفت بوجه نزعتها التسلطية. وإلى جانب أساليب الترغيب والترهيب، التي استوحتها من التراث القمعي للنظام الدكتاتوري المقبور، وفاقت فيها ما كان يمارسه ضد مناهضيه، غير متورعة عن استخدام اية طريقة مشينة لانهاء الاحتجاجات، نراها اليوم تشيع ان الاحتجاجات التي ستنطلق في أول تشرين القادم، لن تكون الا حفلة استذكار عابرة.

وبطبيعة الحال سيتم استذكار الانتفاضة الشعبية العفوية وانطلاقتها، والتوقف عند البطولات التي اجترحها الشباب من مختلف المشارب والاتجاهات، مقدمين دروسا بليغة في التضحية ونكران الذات والاقدام والشجاعة، من اجل الكرامة التي كانت وما زالت تتطلب الاستمرار في الكفاح.

ويستمد المحتجون اليوم القوة والعزم مما اكتنزته ذاكرتهم من مآثر حركة الاحتجاج ومن خبراتها. ومؤكد ان الأهداف التي يسعون اليها وهم يحتجون مجددا، هي الأهداف ذاتها التي سرعان ما تنكرت لها طغمة الحكم، بعد ان اعترفت أطرافها بأحقيتها ايام كانت الانتفاضة في ذروتها. وقد تنكرت لها بعد ان أوحت لها ذهنيتها المعزولة عن الشعب، ان الانتفاضة لم يبق منها سوى ذكرى سنوية تمرّ وسيطويها النسيان.

لم تدرك طغمة الحكم ان العوامل التي فجرت الانتفاضة هي العوامل ذاتها التي تدفع الشباب الى تنظيم الاحتجاجات المرتقبة، وان فواعل الاحتجاجات تعمل بقدرة أكبر مما تتصور طغمة الحكم المعزولة عن الشعب ذهنيا، وفي المنطقة الخضراء مكانا.

لم تتوقف حركة الرفض لكل ما هو مشين، وفي المقدمة الفساد والقتل وانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، مما لم تتوقف تداعياته الشريرة. ونزيف ليلة 29 أب 2022 الدامية ما زال مستمرا، فيما اعداد الشهداء تكبر حتى اليوم. وربما لم يكن الشهيد نجاح هادي نصيري التميمي، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى يوم 19 ايلول الجاري إثر إصابته البليغة، لم يكن آخر شهيد سقط ضحية السلاح المنفلت.

لن يتوقف المحتجون عن رفع سقف أهدافهم في التغيير، ولن تنته الاحتجاجات قبل اجراء محاكمات عادلة وعلنية لمن أفسدوا ونهبوا ثروات الشعب العراقي وتلاعبوا بها وبددوها. وسيبقى السخط قائما، والغضب مستعرا، والرفض مستمرا، ما دامت الفجوة الطبقية في اتساع لا يقبله أي ضمير انساني حي، ولا يتحمله أي عقل يحمل قيم العدالة الاجتماعية والانصاف والكرامة الإنسانية.

وقطعا لن يفهم مغزى استمرار الاحتجاجات من لم يدرك بعدها الطبقي، ولم يبصر الفوارق الطبقية الصارخة، ومن لا يفهم النزوع الإنساني في الدفاع عن المحرومين.

وهناك درس يتوجب على طغمة الحكم ان تستوعبه، وهو ان الاحتجاجات قد تتوقف برهة للمراجعة والتقييم والتقاط الانفاس، في ما يسمى استراحة المحارب، وقد تغير اسلوبها وربما تصعد وتيرة كفاحها او تتراجع، لكن أحدا لن يشهد نهاية للاحتجاجات، ما دام الظلم والطغيان والحرمان هو ما يميز المرحلة، وما دامت الهوة الطبقية تواصل اتساعها المهول.

في لحظة معينة سينهض المحرومون والمضطهدون تتصدرهم النخب الواعية، ليحققوا الفعل الثوري المرتجى بالأسلوب السلمي، منقضين على القديم المهترئ ومشيدين الجديد الواعد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" ص2

الخميس 22/ 9/ 2022

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6724 ثانية